عادي
مع زيادة أسعار الخامات وتراجع الطلب

الحرف اليدوية في مصر بين شقي الرحى

19:32 مساء
قراءة دقيقتين
شعبان حلوم يصنع منتجات من الجريد (رويترز)
حسني ربيع يصنع الفخار (رويترز)

داخل ورشة في قرية النزلة إحدى قرى محافظة الفيوم، مركز صناعة الفخار اليدوي في مصر، يعكف حسني ربيع على تحضير عجينة من طمي النيل قبل أن يمزجها بقش الأرز ليحولها إلى قطع فنية.

يعمل ربيع (41 عاماً) في صناعة الفخار منذ 25 عاماً، وتوارث المهنة عن أجداده، إذ امتهنت 7 أجيال من أسرته صناعة الفخار، إحدى أقدم الحرف اليدوية في مصر.

وفاقمت الحرب في أوكرانيا متاعب مصر الاقتصادية. وأسفر ذلك عن شح في الموارد الدولارية نجم عنه تراجع في قيمة الجنيه وصعود التضخم لأعلى مستوياته في قرابة 5 سنوات مع زيادة أسعار المواد الخام والسلع الأساسية، وسط قيود على الواردات للحفاظ على الموارد من العملة الأجنبية.

كان أثر الأزمة ملموساً في صناعة الفخار اليدوي، وعلى الرغم من قيام ربيع بتشكيل ما يقرب من 800 إلى 1000 قطعة فخارية كل شهر، شكل ارتفاع أسعار بعض المواد الخام التي يعتمد عليها في عمله مثل نشارة الخشب، التي كانت كلفتها 20 جنيهاً مصرياً للكيلو ثم زادت هذا العام إلى 50 جنيهاً للكيلو، ضغطاً إضافياً عليه وأصبح يطمح إلى زيادة الإنتاج.

ولم يختلف الحال كثيراً في قرية العجميين بمحافظة الفيوم، والتي تشتهر بنوع آخر من الحرف اليدوية وهي منتجات النخيل.

يعمل معظم أهل القرية في مجال صناعة الأقفاص والأثاث من جريد النخيل، ومن بينهم شعبان حلوم (55 عاماً) الذي انخرط في تلك المهنة منذ طفولته.

ومع ارتفاع الأسعار لم يجد حلوم سبيلاً لزيادة عائده المادي إلا من خلال التطوير، إذ أوضح أن الشكل المتعارف عليه للمقاعد المصنوعة من جريد النخيل لم يتغير منذ 100 عام، لكنه قام بتنفيذ فكرة جديدة لمقعد على طريقة «المكعبات» إذ يقوم بتركيب قطع الجريد بشكل هندسي مبتكر، آملا أن يؤدي ذلك إلى زيادة حجم المبيعات.

مع اشتداد الأزمة ارتفع سعر الجريد. وأصبح يكلف حلوم 2500 جنيه مقابل شراء 1000 قطعة من جريد النخل بعد أن كانت كلفتها 1200 جنيه. وذلك إضافة لارتفاع كلفة النقل من 750 إلى 1500 جنيه.

ولذلك اضطر أن يرفع أسعار منتجاته إذ كان ثمن المقعد التقليدي 120 جنيهاً وأصبح الآن 150، أما المقعد «المكعب» فقد ارتفع سعره من 150 إلى 200 جنيه.

وتشتهر قرية دسيا في الفيوم بصناعة السجاد اليدوي الذي لم يسلم من تأثير ارتفاع الأسعار، إذ أوضح أن معظم المواد الخام التي يعتمد عليها زادت بنسبة 25%.

وعلى الرغم من تلك المعوقات فقد حقق عام 2022، زيادة في الأرباح عن عام 2021 وصلت إلى 25% ويرجح أن اشتراكه في معارض للحرف اليدوية بمختلف المحافظات كان هو العامل الأساسي لهذه المكاسب غير المتوقعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29xdpb6t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"