أسرار «الغرفة 207»

23:26 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

رغم كل السحر الذي تعتمد عليه السينما ويشكّل جزءاً مهماً في مسيرة نجاحها، ورغم قدرة الفن السابع على خطف أنفاس الجمهور بأفلام الرعب والأكشن والجريمة والتحريات والجاسوسية، إلا أن الدراما تستطيع التفوق أيضاً في صناعة هذه النوعية من الأعمال، إذا ما توفرت لديها إمكانات الكاتب المبدع، التي تتماشى مع قدرات المخرج ورؤيته «غير التقليدية»، بجانب حسن اختيار الممثلين المتمكنين.

نذكر جيداً كيف استطاع مسلسل «ما وراء الطبيعة» جذب الجمهور إليه وقد استحق النجاح الذي حققه، لما في قصته من غموض وإثارة وتشويق يعود الفضل فيه أولاً للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق.

شهية المؤلفين تقودهم أكثر فأكثر إلى روايات أحمد خالد توفيق، وشاهدنا حديثاً على منصة «شاهد» مسلسلاً يحمل نفس عنوان الرواية المأخوذ عنها «الغرفة 207»، أعاد كتابتها درامياً وبتصرف تامر إبراهيم، وأخرج المسلسل محمد بكير.

يعيدنا «الغرفة 207» إلى الستينات من القرن الماضي، حيث يجذب فندق «لونا» المطل على البحر في مرسى مطروح السياح، لكنه ليس فندقاً عادياً، فهو يخفي أسراراً غامضة، وتحديداً في الغرفة 207 التي صارت هي الحدث، وهي مصدر الرعب. الأحداث محصورة في الفندق ومحيطه، وإذا خرجنا عن هذا الإطار فإنما للعودة بذاكرة بطل العمل جمال الصواف (محمد فراج) إلى الوراء، والمشاهد تكون داخلية لا تتطلب الكثير من الديكور وخلق عالم متكامل بشوارعه وناسه من زمن الستينات.

يصل لاستلام عمله الجديد كموظف استقبال في الفندق، ثم يكتشف أن الموظف السابق انتحر، وتبدأ الأحداث المرعبة والغريبة تتوالى بشكل متقن في الكتابة والإخراج والتمثيل، بارع محمد فراج في لغة الجسد وفي التعبير عن مكنونات الشخصية التي يؤديها؛ كذلك ريهام عبد الغفور، تلك الموهوبة التي تخاطب جمهورها من خلال الفن فتتلون مع كل دور، وتثبت أنها فنانة حتى العظم.

مراد مكرم مختلف هنا، مناسب لدور صاحب الفندق المتحدث بأكثر من لغة والمتقن للإيطالية بامتياز، وكامل الباشا متميز جداً ويستحق الإشادة لأدائه دور مينا مدير الفندق، الرجل الغامض كغموض المكان، الوحيد المتوائم والمتآلف مع هذه الأسرار والذي تشعر من وراء نظراته وصمته بأنه يخفي الكثير من الحقائق. لكل حلقة قصة وضيوف شرف يجسدون إحدى حكايات الغرفة 207، ويكملون متعة مشاهدتنا لهذا المسلسل الناجح الذي ستكون لحلقاته العشر تكملة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/btpr9js4

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"