عادي
العرض الأخير في «الإمارات لمسرح الطفل»

«بذور المانجو».. الصدق طريق النجاح

22:52 مساء
قراءة 4 دقائق
مسرحية بذور المانجو / محمد شعلان

الشارقة: عثمان حسن

عُرضت مساء أمس الأول في قصر ثقافة الشارقة مسرحية «بذور المانجو»، وهي من إنتاج مسرح دبي الأهلي، وكانت آخر العروض المشاركة في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته السادسة عشرة.

والمسرحية من تأليف عبدالله المهيري، وإخراج سالم التميمي، ومساعد مخرج طلال البلوشي، وفكرة عبدالعزيز عادل الخميس.

أمير على قرية مغرم بزراعة النباتات، يمتلك فدادين كثيرة من الأراضي، أعلن عن مسابقة لبنات القرية لزراعة أفضل ثمرة لشجرة المانجو، واشترط أن تقدّم المتسابقات أفضل شجرة خلال ستة أشهر.

وكان هدف الأمير من إعلانه هذه المسابقة، هو تعيين الفائزة في المسابقة لتكون مسؤولة عن ثمار شجرة المانجو في مزرعته.

قرر الأمير أن يقدّم هو نفسه البذور لبنات القرية، وهنا قام بحيلة ماكرة، حيث قدّم للبنات المتقدمات للمسابقة بذوراً عقيمة، لا تصلح لزراعة شجرة المانجو، وكان الهدف من وراء هذه الحيلة اختيار الفتاة الصادقة والمجدة والمؤتمنة التي تستحق عن جدارة أن تكون مسؤولة عن زراعة أشجار المانجو في بستان الأمير.

تقدّمت للمسابقة ثلاث فتيات، الأولى فتاة معروف عنها وعن عائلتها الكسل والخمول، وهذه بعد الاتفاق مع والدتها قررت أن تسترشد بمزارع ليشتري لها شجرة زينة، وتعليق ثمرات طازجة من المانجو على أغصانها.

وهناك الطفلة الصغيرة، ولها شقيقان، ولكي تقدم أفضل ثمرة مانجو اتفقت مع أحدهما لكي يسرق لها كتاباً عن كيفية زراعة شجر المانجو، وبالفعل فقد تسلل هذا الأخ خلسة إلى كوخ عالم القرية ليسرق لها أحد الكتب عن أسرار شجرة المانجو، واستمر في ممارسة الغش، واتفق مع أخته على سرقة شجرة مانجو من قرية بعيدة وتقديمها أمام الأمير.

أما الفتاة الثالثة، وهي الفتاة المجدة والصادقة، فآثرت أن تزرع الشجرة باجتهادها الخاص ومن واقع خبرتها القليلة في الزراعة، وهذه الأخيرة جاءها في المنام حلم، كانت تتبادل فيه الحديث مع ثلاث شجرات (ليس من بينها شجرة المانجو)، وكل شجرة كانت تحكي للفتاة قصة حياتها من البذرة حتى الشجرة والثمرة، وحين سألت الفتاة الشجرات: لماذا ليس بينكنّ شجرة المانجو؟ أجابت إحدى الشجرات: شجرة المانجو يا عزيزتي شجرة بحاجة إلى مهارة كبيرة، وتحتاج إلى نحو 3 أو 4 وربما 5 سنوات حتى تُثمر فاكهة لذيذة.

سر

وحين أفاقت الفتاة من الحلم جلبت عدة كتب، وصارت تقرأ عن عالم شجرة المانجو، فاكتشفت السر، وأن ستة أشهر، وهي المدة التي حدّدها الأمير لتقديم أفضل شجرة ليست كافية لإنجاز المهمة. كان الأمير مطلعاً على تفاصيل المهمة التي أوكلها للفتيات الثلاث. وأكثر من ذلك، فقد علم بسرقة الكتاب من مزرعته.

وحين إعلان النتيجة تقدمت الفتاة المثابرة التي لم تقدّم شجرة، وحين سألها الأمير: أين الشجرة؟ أجابت شجرة المانجو يا سيدي تحتاج إلى سنوات طويلة حتى تثمر، فأجابها الأمير: أنت فتاة صادقة وإجابتك صحيحة.

أما الفتاتان الأخريان فانكشف زيف أمرهما، بعد أن أعلن الأمير أنه كان على علم بتفاصيل عمل كل واحدة منهن، مضيفاً: «لقد قمت بإعطائكن بذوراً عقيمة لا تصلح لزراعة المانجو، وقد عرفت قصة كل واحدة منكن»، ثم قام بتعيين الفتاة الصادقة مسؤولة زراعة المانجو في القرية.

وحين قرر الأمير معاقبة الفتاتين لسوء التصرف وممارسة الكذب، قامت الفتاة الصادقة بمخاطبة الأمير ورجته أن يعفو عنهما، وتعيين الفتاتين مساعدات لها في زراعة الأرض، فتنازل الأمير عن تنفيذ العقوبة.

سينوغرافيا

تميز العرض «كما هو حال معظم العروض المشاركة في المهرجان بتكثيف استثمار عناصر السينوغرافيا، وكان لافتاً ميل المخرج للعب على عناصر الديكور الذي يوحي بالبيئة الزراعية، من خلال استخدامه للأشجار وأكواخ المزارعين. وكان لافتاً أيضاً ميله إلى استثمار لغة الجسد عند الممثلين، فكان العرض مليئاً بالحركات الراقصة والأغاني المعبرة والهادفة، غير أن العرض لم يخلو من بعض الهنات، فقد غلبت الموسيقى والمؤثرات الصوتية في أحيان قليلة على مجريات العرض؛ الأمر الذي تسبب في عدم سماع بعض التفاصيل التي يتضمنها الحوار.

وأسهم في تقديم هذا العمل مجموعة من الطواقم الفنية: رضوان النوري وصمّم الإضاءة والمؤثرات البصرية، وفاضل نعيم نفّذ الأغاني والمؤثرات الموسيقية، كما قام الفنان طلال محمود بكتابة نصوص الأغاني التي تضمنها العرض.

وقام بمهمة تنفيذ الصوت مجيد حميد، وصمم الديكور سالم التميمي، ونفذه نادر عمر، وصممت ملابس العمل زهرة الحمادي، ونفذت الماكياج بسمة مبارك، كما أشرف جمال تركماني على الحركات الراقصة «كيروغرفاف»، والعمل من إشراف يوسف غريب آل محمود.

موهبة صاعدة

قدمت المسرحية موهبة صاعدة في سماء المسرح الإماراتي هي الطفلة ليان المحلاوي التي قامت بدور سارة، وكان لافتاً تقديمها حركات إيقاعية راقصة أثبتت مهارة وعفوية في إتقان الدور المسند لها، وتفاعل معها الجمهور بشدة. ولم يخل العرض من تناغم أدائي بين حركة الممثلات والممثلين والسياق الدرامي الذي يطرحه العرض، كما كان للإضاءة على الرغم من بعض الهنات وكذلك للأزياء، دور في تقديم فرجة مسرحية ناجحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc26h9cr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"