كثير من الدراما قليل من الابتكار

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

الشاشة حققت بعضاً من حلم جمهورها، انتعشت بإنتاج مسلسلات ترافقه على مدار السنة، منها الكوميدي والتراجيدي والعائلي والكوميدي والرعب.. مسلسلات عربية مشتركة وأخرى مصرية وخليجية ولبنانية وسورية بجانب التركي المدبلج والذي مازال يلقى رواجاً لدرجة أنه صار ملهماً لأعمال عربية تستنسخ عنه.. حققت حلم جمهورها بكسر طوق المشاهدة الغنية والممتعة في رمضان فقط، لكن هل هذا كل ما أراده ويريده الجمهور؟

طبعاً لا، فالشاشة بالنسبة للجمهور ليست منصة لعرض المسلسلات فقط، بل المفترض أنها تقدم المعلومات والأخبار وتناقش قضايا حيوية تهم الناس وتستضيف شخصيات وتنقل الأحداث المباشرة وتواكب المناسبات.. فأين محطاتنا اليوم من كل هذا؟ وأي تقدم أحرزته خلال عام 2022؟

لو أجرت إحدى شركات الدراسات إحصاء لمعرفة ماذا يشاهد الناس في العالم العربي ومن أين يستقون أخبارهم والمعلومات الدقيقة والموثوق بها وأي برامج يفضلون ومن أيها يستفيدون؟ لجاءت النتيجة صادمة معلنة وفاة العدد الأكبر من قنواتنا العربية، قنوات تبث الفراغ لملء الفراغ، وتعتمد استهلاك المستهلَك لتثبت الإفلاس الإعلامي الذي نعانيه، والذي سيستمر في التفاقم والتضخم طالما أن الابتكار لا يطرق أبواب القنوات، وكأننا لم نعد نعرف كيف نستفيد من وسائلنا الإعلامية لتقديم ما يواكب تطور العصر والفكر!.

برامج التوك شو تراوح مكانها، والحوارات الفنية لا لزوم لها، ففي ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت الأسرع في نقل الأخبار وتقديم الشخصيات ونقل الأحداث بشكل مباشر وكسب تفاعل الناس وردود أفعالهم بشكل فوري، لم يعد للشاشة دور الريادة خصوصاً أن كثيراً من المسؤولين عن البرامج والمذيعين المعروفين أعدموا مراحل التفكير والابتكار والتطوير، مستسلمين لما هو أسهل وأسرع، فصارت وسائل التواصل الاجتماعي مصدرهم الإخباري ومنها ينقلون في المساء ما سبق أن عرفناه وشاهدناه وسمعناه بالنهار، وكل ما يضيفونه هو رشة بهارات وتنظير كلام لا يقدم ولكنه يؤخر، ولأن المذيع الفلاني والمذيعة الفلانية من المشاهير «الكبار» يصير كل منهم نموذج يقلده باقي طابور المذيعين، ولا يحيد عن هذا الخط سوى قلة قليلة وصارت نادرة جداً.

ماذا قدمت لنا الشاشة هذا العام الذي ينتهي اليوم؟ كثير من الدراما قليل من الابتكار وشحّ كبير في الأفكار وتراجع إعلامي دفع بالناس أكثر نحو المنصات ووسائل التواصل الاجتماعي، غير عابئين بالمصدر إذا كان معروفاً ويمكن الوثوق به أم لا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4kkktbue

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"