«تريو نايت».. لمعان بلا انسجام

22:40 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

قد تكون أجمل السهرات التي يمكن أن تقضيها في بيتك ومع أسرتك في ليلة وداع عام واستقبال عام، هي السهرة التي تشاهد فيها أشهر نجوم الغناء يتوافدون على المسرح، ويقدمون في حفل مباشر أجمل باقات من الأغاني العربية، بينما أنت مسترخٍ ومستمتع بوصلات الطرب.. هكذا توقعنا من حفل «تريو نايت» الذي أقيم ضمن فعاليات موسم الرياض الغنائية، وجمع على مسرح محمد عبده بمنطقة بوليفارد رياض سيتي، مجموعة كبيرة من الفنانين: وليد توفيق، إليسا، أنغام، أصالة، لطيفة، نوال الزغبي، نانسي عجرم، نجوى كرم، وائل كفوري، صابر الرباعي، بهاء سلطان، وليد توفيق، إضافة إلى جورج وسوف الذي تم تكريمه في الحفل بجانب تكريم الفنان الراحل وديع الصافي، وكلها أسماء تضمن ليلة أكثر لمعاناً وسهرة استثنائية.

كل هؤلاء لهم جمهور يحبهم، ويتمنى حضور حفل يحييونه بأصواتهم، ويتفاعل معهم بشكل مباشر، وفكرة جمع تلك الباقة من النجوم غير عادية؛ إذ ليس من السهل أن تنظم لهم حفلاً غنائياً واحداً، يأخذ كل منهم نصيبه في الغناء بما يرضيه وبما يناسب شهرته واسمه.. لذا لم تحظَ السهرة بالنجاح، ولم يتمكن «تريو» المغنين من تقديم ما يبهر الجمهور؛ حيث بدا واضحاً جداً أنهم جميعاً غير مستعدين للغناء مع بعض ولبعض، نسوا كلمات الأغاني، تداخلت الأصوات وساد النشاز بسبب عدم احترام الفرق بين طبقات الأصوات ومن لا يمكنه الغناء مع من، ومن يتناسب صوته مع من.. الفوضى كانت واضحة وسائدة، وانعكست على الفرقة الموسيقية أيضاً فأصابها النشاز في الألحان أحياناً، ناهيك عن المنافسة بين المغنيات وما حصل بين لطيفة ونوال الزغبي، وتحول سريعاً إلى ترند وغضب على السوشيال ميديا..

الحماس الزائد عن اللزوم لا ينفع المغني، بل يضره عندما يسيطر عليه أثناء تأديته أي وصلة غنائية، وللأسف هذا ما أصاب أغلبية الفنانين في تلك الليلة، وربما تكون الاستثناء نانسي عجرم التي عرفت كيف تحافظ على طبقة صوتها وتؤدي بهدوء، وربما يكون بهاء سلطان هو أكثر المتضررين من وجوده ضمن هذه المجموعة فبدا بعيداً ليس في وقفته بينهم على المسرح، بل بعيداً في الانسجام مع ما يحصل وفي الغناء الصحيح وكما يجب، بينما لطيفة هي الأكثر سعياً لسرقة الأضواء والأدوار، أما الاستثناء الإيجابي في الحفل فكانت فقرة الثنائيات التي سمحت للفنانين بالتخلي عن فرد العضلات والشتات والتركيز أكثر في كلمات الأغاني وألحانها، كما منحت كلاًّ منهم فرصة أداء مقاطع كاملة من الأغنية المطلوبة وكلٌّ على طريقته، دون التصارع وتفصيص المقطع إلى جمل وكلمات يتنازعها النجوم على المسرح، كي يقول كل منهم: «أنا هنا وأنا الأحسن»!.

ما من تريو غنائي ينجح إلا بعد تدريبات طويلة للثلاثي، مع وجوب توافق الأصوات مع الطبقات واللحن، وإلا تحول إلى هرج ومرج، وخسر الكل، وفشلت الحفلة، مهما علا شأن النجوم وقدراتهم، وأياً كانت المناسبة التي تجمعهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ynxe5wsy

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"