العين: راشد النعيمي
بيت محمد بن خليفة الذي فاز في فئة إعادة التأهيل في مهرجان جوائز المعماريين العرب لعام 2022، يعد إضافة جديدة للمعالم المعمارية في تاريخ أبوظبي الحديث، ويقع ضمن مواقع العين الثقافية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، وينتصب شامخاً شاهداً حياً على تطور التقاليد الاجتماعية والتاريخية والمعمارية لدولة الإمارات..
بُني البيت بين الثلاثينات والستينات من القرن العشرين، وهي الحقبة التي تجمع الأنماط المعمارية التي ظهرت نتيجة للتأثير الاقتصادي، بعد اكتشاف النفط وإنتاجه تجارياً.
كما يمثل رمزاً للتطور المجتمعي، ونموذجاً تمتزج فيه الأنماط المعمارية التقليدية بمواد البناء العصرية وتقنياتها،
ويعد البيت مركزاً ثقافياً واجتماعياً، يستهدف مجتمع العين المحلي ومجتمع أبوظبي، إضافة إلى جمهور السياحة الإقليمي. حيث إن صون البيت والمحافظة عليه وإعادة إفتتاحه بهوية مميزة ستساهمان في إحياء ذكرى الراحل الشيخ محمد بن خليفة في تاريخ العين وأبوظبي، ما يلقي الضوء على أهمية الفترة الانتقالية في أبوظبي من خلال تقديم وتفسير السياق المعماري والاجتماعي والحضري للمنزل، والتغيرات التاريخية والاقتصادية المرتبطة به.
يتكون المبنى من كتلتين، واحدة لاستقبال الضيوف هي مبنى المجلس، وأخرى للحياة الأسريةن وبالنسبة للمجلس فهو عبارة عن مبنى مكون من طابقين مبني من الخرسانة مع الليوان على طول محيطه، ويشمل أقواساً دائرية على الواجهة الرئيسية، والمجالس مقسومة بواسطة ممر مركزي في الطابق الأرضي. وتم استخدام الطابق الأول الذي تم هدمه إلى حد كبير والذي لا تزال جدرانه الخارجية قائمة كمجلس مخصص للضيوف المهمين، أما المبنى الثاني فهو عبارة عن هيكل أكبر من طابقين يضم شرفات كاملة الطول، وبعض الأقواس المثلثية، والعناصر الزخرفية والأعمدة الخرسانية.
وتنقسم الساحة المركزية عن المبنى الأول بواسطة جدار مستقيم مع مدخل منحن. وكان الهدف من هذا الجدار الأصغر الذي هو على شكل حرف (L) إخفاء الفناء، والمبنى الثاني للرجال والضيوف الذين تم استقبالهم في المجلس، حيث استخدم الشيخ محمد وأولاده المنامة في وسط الفناء للنوم في الخارج خلال الصيف، وتم بناء المنزل في عام 1958، بالقرب من فلج «المعترض»، للشيخ محمد بن خليفة (1979-1909)، وزوجته الرابعة وأبنائهما.
وكان الشيخ محمد بن خليفة يصدر تعليماته حول طريقة البناء، وتقسيم الغرف، إضافة الى الألوان وأسلوب الزينة، حيث يعكس تصميم المنزل ووظائفه، البنية الأسرية التقليدية والقواعد الاجتماعية، التي تنص بمضمونها على أن الحياة العامة والخاصة منفصلتان تماماً.
وأجريت عملية ترميم بيت محمد بن خليفة بقيادة دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ويسلّط البيت الضوء على جمالية وندرة نمط الحياة والهندسة المعمارية خلال الفترة الانتقالية التي شهدتها المنطقة،.
