موسم يزهر حيوية

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

إنهن قادمات لأنهن قادرات، الكبار سنّاً وقيمة غائبون تقريباً، الشاشة تجدد شبابها، الكوميديا كتف بكتف الدراما، ١٥ حلقة تكفي، المختصر يُغني ويُفيد. كثيرة هي العناوين التي يمكنك اختيارها لتبدأ الحديث عن الدراما المخصصة للعرض خلال شهر رمضان الفضيل، وكثيرة هي الملاحظات التي استوقفت الجمهور قبل انطلاق السباق على الشاشة، والتي تعتبر ظواهر بارزة ربما ليست جديدة على الشاشة، ولكنها بالتأكيد لافتة واستثنائية بشكل ما.
 يقع الجمهور في فخ الأحكام المسبقة على الأعمال، فينجرف خلف صورة، أو دعاية ترويجية، يطلقها المنتجون وصناع الدراما والقنوات والأبطال أنفسهم، وقد أصبحوا أول من يروّج للعمل، وأول من يكتب ويعرض الصور، كلٌّ على صفحته، بجانب المنصات التي تستفيد طوال هذا الشهر بتقديم خدمة تكسب فيها ودّ الجمهور، حيث تعرض المسلسلات بلا وقفات إعلانية، بجانب فوز بعض تلك المنصات بإطلاق المسلسلات قبل موعد عرضها على الشاشة. كل هذه الحملات الدعائية تتيح للجمهور فرصة المشاهدة حتى قبل حلول الشهر الفضيل، وهو بدوره يسمح لنفسه بالحكم على العمل، وعلى أبطاله، من مشهد، أو لفظ، أو شكل، وملبس..
ما الذي تغير؟ لم يعد السباق الدرامي محصوراً بشهر رمضان فقط، كما كان يحصل في السنوات القريبة، وهي نقطة إيجابية نستفيد منها جميعاً، الفن والدراما، المنتجون، المنصات والقنوات، الممثلون، وطبعاً الجمهور، فهل يسرق هذا العرض المستمر للدراما طوال الأيام والأشهر الوهج من «الشاشة الرمضانية»؟ طبعاً لا، لأن متطلبات ساعات البث الطويلة وافتقارنا للبرامج القوية والغنية في العالم العربي تحتم وجود دراما تثري وتغني، خصوصاً أننا نملك القدرة على تقديم فن راقٍ إذا أردنا، ولدينا مبدعون، في الكتابة والإخراج والتمثيل، يستطيعون إبهارنا إذا أرادوا ذلك، فهل سنعيش هذه المتعة خلال الشهر الفضيل؟ وهل تُقرأ الدراما العربية هذا الموسم من عناوينها، ومن أسماء مؤلفيها ومخرجيها وممثليها؟
 متفائلون نحن، فما شاهدناه من دعاية وملخصات للقصص ومشاهد درامية وتراجيدية وكوميدية، توحي بأن الموسم سيكون غنياً، أو على الأقل مقبولاً، وبأن المنافسة ستكون حقيقية، رغم غياب نجومنا الكبار عن المشهد، يحيى الفخراني، وعادل إمام، وإلهام شاهين، وغيرهم، باستثناء يسرا التي يمكن القول إنها رفيقة درب الشباب وداعمة الأجيال الصاعدة من ممثلين تواكبهم، وتشجعهم، وتعمل معهم.
 موسم رمضاني يزهر حيوية، تتألق فيه السيدات بأدوار بطولية.
كل عام وأنتم بخير.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckthfpc

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"