عادي
قرأت لك

الإمارات.. واحة المحبة والسلام

20:58 مساء
قراءة 4 دقائق

الشارقة: علاء الدين محمود

مع التطور الكبير الذي تشهده الدولة على كل الصعد، برزت العديد من المؤلفات التي تتحدث عن ازدهار الإمارات وتقدمها وانفتاحها على العالم خاصة في ما يتعلق بمفهوم التسامح الذي صار من القيم المنشودة في العالم، وكانت الدولة نموذجاً لكونها تحتضن في أراضيها العديد من الجنسيات والثقافات المختلفة، حيث كانت إدارة هذا التنوع هو التحدي الكبير.

كتاب «إمارات المحبة والتسامح... رخاء تفاؤل سلام»، إعداد وتقديم الكاتب نبيل الحربي الكثيري، والذي صدر في طبعته الأولى عن مؤسسة «يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع»، في عام 2020، يعد من المؤلفات المهمة حول السلام والرخاء والتطور والمحبة في الدولة، ويركز بصورة أساسية على قيمة التسامح، وكيف اهتمت بها دولة الإمارات من أجل أن تتشكل علاقة مختلفة بين الشعوب والثقافات والمعتقدات، وهو الأمر الذي حققته الدولة عملياً، عندما نجحت في إدارة التعدد داخلها، خاصة أنها قد صارت قبلة لأعراق وأجناس وثقافات مختلفة داخلها، فالتسامح بين الشعوب أصبح هو الركيزة الأساسية في تقدم المجتمعات وتحقيق الأهداف الإيجابية بفي مجتمع ما، على الصعد المختلفة، ويركز الكتاب على تعريف معانيه، وكيف ينظر الشباب العربي إلى المفاهيم المرتبطة به، ويخلص إلى أن التسامح الحقيقي هو الذي يكون حصاده السلام.

*نبراس

والكتاب يتأمل تلك الحالة الجميلة التي تعيشها الإمارات بفضل القيم التي آمنت بها الدولة وجعلتها نبراساً منيراً، قاد إلى تقدم الدولة التي تعيش في ظل الأمن والأمان والسلام الداخلي، وتمد الأيادي إلى العالم أجمع للعمل من أجل التعارف بين الشعوب والثقافات المختلفة في ظل التسامح كبديل للحروب والاقتتال، والانفتاح بدلاً عن الانغلاق الذي يولد التعصب ويغيّب العقل، وتلك من الحقائق التي توصلت إليها الكثير من الشعوب حول العالم، إذ إن التشدد والتقوقع على الذات وكل تلك القيم الفاسدة قادت إلى الحروب، ومنعت التطور وأدت إلى هجرة العقول النيرة من أجيال الشباب، فكان لابد من فكر جديد يقوم على مبدأ التسامح والحب والخير والجمال والاحترام المتبادل بين الشعوب.

الكتاب يقع في 136 صفحة من القطع الصغير، بتصميم أنيق وغلاف زاه تبرز في خلفيته بنايات شاهقة، كدليل على التطور العمراني والازدهار الكبير الذي تشهده دولة الإمارات، ويحمل الكتاب بين طياته العديد من المقالات التي قام بكتابتها ما يقارب 100 كاتب من صحفيين وكتاب وأدباء وعلماء حول الوطن العربي، عن الإمارات في ظل التسامح والسلام والتفاؤل بمستقبل كبير، ويضم عناوين عدة مثل: «رجل لكل العصور»، و«التسامح والسلام منهاج حياة»، و«فارس الوطن والإنسانية»، و«التسامح الإنساني»، و«رائد التطور العملي»، و«محمد بن زايد وابتسامات السلام»، و«شجاعة القيادة»، و«زايد الملهم قائد بنى أمة»، و«تجمعنا الشهامة»، وغير ذلك من عناوين تتغنى بالسلام والتسامح، وبإنجازات قيادات الدولة في هذا المجال المهم والحيوي

*استشراف المستقبل

والكتاب لا يكتفي فقط برصد التنمية والتطور والدعوة للتسامح في الوقت الراهن، بل وكذلك يستشرف المستقبل في ضوء الإنجازات المتحققة حالياً، والرؤى والمشاريع الاستراتيجية التي وضعتها الدولة للعمل من أجل المستقبل البعيد عبر التخطيط والتحلي بروح الابتكار والإبداع والاستفادة من المتفوقين من العلماء الإماراتيين والمقيمين على أرضها في صناعة رؤى مستقبلية مشرقة، كما تتناول مقالات الكتاب الإنجازات التي تحققت في مجال الفضاء، وغيرها من أفكار تحققت عبر جهود كبيرة، وجميعها تبشر بواقع أفضل وغد أجمل.

والكتاب يتناول كذلك الرؤى التي حملها قادة الدولة وشيوخها والإنجازات التي حققوها، حيث إنهم نذروا أنفسهم للوطن ولخدمة شعبه، فكانت تلك التنمية غير المسبوقة التي تشهدها الإمارات هي بفضل تلك الروح العظيمة والهمة العالية لدى قيادات الدولة، جيلاً بعد جيل، حيث يتوقف الكتاب عند العديد من المنعطفات التي شهدتها الإمارات والتحولات الاجتماعية، ويرصد الواقع الثقافي والفكري والنهضة الشاملة التي تعيشها البلاد التي صارت تزاحم أعتى الأمم والدول المتطورة، من حيث التنمية الشاملة التي وضعت في اعتبارها الإنسان أولاً، حيث يركز الكتاب كذلك على النهضة الثقافية في مجالات الأدب والفنون ومختلف مفردات الإبداع، وكذلك التفوق في المجال الرياضي بمختلف أنواعه وأشكاله، حيث يتسم الكتاب بالشمول.

وعنوان الكتاب «إمارات المحبة والتسامح... رخاء تفاؤل سلام»، هو في الأصل مقال للكثيري ضمن الكتاب، عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يشير فيه الكاتب إلى الجهود الكبيرة التي بذلها سموه في مجال التسامح والتقارب بين الشعوب، فالمؤلف يؤكد أن العظماء وحدهم من يصنعون التاريخ ويحددون ملامح المستقبل، ويعملون على نهضة ورفاهية الشعوب التي تريد أن تتسامح وتعيش في أمن وسلام، ويؤكد الكتاب أن التسامح من القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي الأصيل، والتي يستمدها من وسطية الدين الإسلامي الحنيف، ومن العادات والتقاليد العربية النبيلة، ومن حكمة وإرث زايد الخير، كما يشير الكتاب إلى العديد من القمم والمؤتمرات والمنتديات التي أقامتها الدولة من أجل السلام العالمي، ويخص بالذكر ذلك اللقاء الفريد الذي جمع بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر على أرض الإمارات في عام 2019، من أجل توطيد وترسيخ السلم وإعلاء لغة الحوار.

*حكمة وتواضع

ومن المقالات المهمة التي احتواها الكتاب كذلك، تلك التي حملت عنوان «تعلمت من زايد دروس الحياة»، للكاتب الإماراتي د. سعيد بن هويمل العامري، الذي رافق المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لمدة 24 عاماً، عندما كان قائداً للحرس الوطني، حيث يبرز المقال العديد من السمات التي كان يتحلى بها الأب المؤسس، مثل الشجاعة والحكمة والعدل والتواضع، وغيرها من الأخلاق التي صارت بمثابة قيم يحملها كل قادة الدولة من بعده، فقد ساروا على دربه ومنهاجه في القيادة، حيث كان الشيخ زايد يحث على أهمية التعليم والعمل المقرون بالعلم، وذلك ما عملت الدولة على تحقيقه بصورة جادة عبر التوسع في بناء المدارس والمؤسسات التعليمية وهو الأمر الذي أسهم كثيراً في عملية البناء والتطور.

وإلى جانب المقالات والمواضيع، فإن الكتاب يضم كذلك العديد من النصوص والقصائد الشعرية لشعراء من الإمارات ومصر وفلسطين ولبنان وسوريا، وهي نصوص تتغنى بالمحبة والتسامح، وتناول جانبا من السيرة العطرة لشيوخ وقيادات الإمارات وبالشهداء، حيث عمل الأدب على رصد مسيرة الدولة، وما تحقق فيها من رفعة ومنعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3pc8bvsz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"