القاهرة: «الخليج»
حذّرت خبيرة تربوية في مصر من مخاطر العنف الأسري على صحة الأطفال النفسية، مشيرة إلى أن العنف الأسري يُعد سبباً رئيسياً لظهور العنف لدى الأطفال.
وقالت د. ولاء شبانة، الخبيرة التربوية: الأطفال الذين يتعرضون للعنف في المنزل قد يعانون عدة اضطرابات عاطفية تؤثر في نموهم على المدى البعيد، وإن الغالبية العظمي من هؤلاء الأطفال يجدون صعوبة في التحكّم في غضبهم ومخاوفهم، وسائر المشاعر السلبية الرئيسية، فيفقدون هدوء أعصابهم بسهولة، ويصبحون عرضة للانهيارات العصبية.
وقالت شبانة: إن الأطفال الذين يشاهدون وقائع عنف أسري يكونون أكثر قابلية لتبنّي السلوكيات العدوانية مثل التنمّر. مشيرة إلى أن فرصة خوضهم العراك تعادل ثلاثة أضعاف فرصة الأطفال الآخرين، وغالباً ما يفتقد هؤلاء الأطفال إلى العلاقات الآمنة، فيهتمون بدلاً من ذلك بالصراع من أجل البقاء، وهو ما يعوق تطورهم النفسي.
وأوضحت شبانة أن الساعات التي يقضيها الطفل أو المراهق في العالم الافتراضي خلقت فجوة بين ما يراه وبين الواقع، دون قدرة على التأقلم، والآثار السلبية الناتجة عن ذلك تتمثل في الميل إلى العدوانية والعنف، سواء بغرض التقليد، أو التعبير عن مشاعر تتولد نتيجة المحتوى السيئ، والتفكير في أمور جنسية لا تناسب عمر الطفل، وأيضًا التعرض لمحتوى يضر بالعقل والدين والقيم في وقت لم يكتمل فيه النمو الفكري للطفل، ولم يبلغ بعد مرحلة يميز فيها الجيد من الخبيث، كما يتسبب التعرض لمثل هذه المحتويات في انحرافات سلوكية مختلفة، وأعراض انسحابية مثل العزلة، أو الاكتئاب، أو الخوف من الناس.
وتنصح د. ولاء شبانة بتشجيع الطفل على أن يكون شجاعاً، وإذا تعرّض لموقف غير مريح فعليه أن يطلب منك المساعدة ويخبرك بتفاصيل الأمور؛ فهذا يساعدك في أن تكسب ثقة طفلك ومن ثم حمايته من المتطفلين والمتحرشين والمتنمرين، فيجب أن تكون صديق طفلك حتى تحميه من الأضرار التي قد تقع عليه؛ فكثير من الأطفال يخافون التحدث مع الأسرة حول الأمور اليومية خوفاً من العقاب؛ لذا عليك أن تُشعر طفلك بالطمأنينة، وأن تكسب ثقته.
