عادي
انهال عليها بالضرب وهي نائمة في غرفتها

طالبت زوجها باستعادة سنوات الحب الأولى.. فأفقدها حلم الأمومة

00:12 صباحا
قراءة 3 دقائق

كتب: محمد الماحي

في دقائق معدودة تبخر حلم الزوجة بعد أن حرمت من أن تصبح أماً، وكل ما اقترفته من ذنب هو محاولة التفاهم مع زوجها في أمر يتعلق بشؤون حياتهما كي تستعيد سنوات الحب الأولى، لكنه لم يتفهم أن شريكة حياته تفعل ذلك حرصاً منها على استمرار الحياة، وليتها ما فعلت، فقد قابل الزوج هذا النقاش بعنف، وانتظر حتى استقرت الزوجة خالدة إلى النوم في غرفتها، وأنهال عليها بالضرب المبرح في بطنها، ولم تشفع توسلات الزوجة المسكينة أمام زوج تجرد من كل معاني الرحمة، فأصاب زوجته بالإجهاض.

لم تكن تتوقع الزوجة أن زوجها وشريك حياتها الذي عاشت معه سنوات طوال تحت سقف واحد أن يتبدل حاله إلى الأسوأ، حيث إنها بعدما حققت حلمها في الحمل وكانت تستعد لتصبح أماً وتستقبل مولودها الجديد، فوجئت بالزوج وقد انعدمت بداخله كل مشاعر الإنسانية الرحمة، وقد حوّل حلمها إلى كابوس، بعد أن اعتدى عليها بالضرب، ما أدى إلى تعرضها للإجهاض وفقدت جنينها.

وتبخر حلم الزوجة، وكان كل ذنبها الذي اقترفته هو محاولة النقاش مع الزوج في أمر يتعلق بشؤون الحياة الزوجية، عندما قررت، حفاظاً على استمرار الحياة، مناقشة شريك حياتها عن الفتور الذي أصاب علاقتهما الزوجية، ووجهت اللوم إلى الزوج بأنه قتل الأنوثة والسعادة بداخلها، ما أصاب أيامها بالرتابة وأصبحت كلها شبيهة ببعضها، حيث لا شيء جديد مع الروتين المميت الذي تعيشه، بعد أن كانت تعيش حياة زوجية مثالية دون خلافات في سنوات الزواج الأولى.

وبحسب ملف القضية التي نظرتها محكمة جنح أم القيوين، وقضت بسجن الزوج الخليجي «أ م ج» ثلاثة أشهر وإلزامه بالرسم المقرر عليه قانوناً لإجهاضه عمداً زوجته التي اعتدى عليها بالضرب في بطنها وهي نائمة، وأحدث بها إصابات أدت إلى إجهاضها ما أفقدها جنينها، وفق تقرير الطبيب الشرعي. وتعود تفاصيل القضية، عندما ذهبت الزوجة للشرطة تشتكي من ضرب الزوج المبرح والمتواصل لها وإهانتها، وطالبت توقيع الكشف الطبي عليها لبيان أنها تعرضت للإجهاض بسبب الضرب المبرح الذي تعرضت له، وذلك بسبب خلافات اعتيادية حول تغير طريقة زوجها في النقاش، ما جعل الظنون تسيطر عليها حول أن شريك حياتها لم يعد يحبها مثل ذي قبل، وبدأت تطاردها الهواجس والوساوس، وينتابها الإحساس بالإحباط والفشل المرتقب.

وبسبب شعورها بآلام في البطن، تم إدخالها المستشفى، وبسؤال المتهم بمحضري استدلالات الشرطة وتحقيقات النيابة العامة، أنكر الاتهام المسند إليه بالاعتداء والتسبب بإجهاض زوجته المجني عليها، مؤكداً أنه لا يعلم بأنها أجهضت إلا بعد أن قدمت شكواها للشرطة، وأن زوجته اتصلت به طالبة الطلاق ومؤخر الصداق، كما أنه في صباح يوم الواقعة تفاجأ باتصال من الشرطة وأبلغوه بالشكوى. وكانت الزوجة تنتظر بفارغ الصبر أن تقف أمام القاضي، لتروي له معاناتها التي عاشتها لسنوات مع زوجها، حلمت فيها بإنجاب طفل، وبعدما قام زوجها بضربها وهي في شهور حملها، أجهضت على الرغم من توسلاتها له بأن يكف عن الضربة، لكنه لم يرحمها، فذهبت إلى المحكمة وأقامت دعواها.

وبنبرة تملؤها الحزن قالت الزوجة: «كنت أدخر بعض الأموال حتى أضمن لطفلي حياة كريمة، على الرغم من أن زوجي يتشاجر معي باستمرار وذات يوم دخل علي غرفتي وأنا نائمة وضربني في بطني، وطلبت منه أن يتركني بسبب الحمل لأني كنت في أشهر الحمل الأولى، لكنه استمر في ضربي دون رحمة».

واختتمت الزوجة بأنها ذهبت إلى المستشفى بعد تلك الواقعة مباشرة، ليصدمها الطبيب بخبر وقع عليها كالصاعقة، هو إجهاضها نتيجة للضرب المبرح التي تعرضت له في بطنها له، فذهبت إلى الشرطة وقدمت شكواها التي حولتها النيابة العامة إلى المحكمة وصدر قرار حضوري بإدانة المتهم ومعاقبته بالحبس لمدة 3 أشهر عن التهمة المسندة إليه وبإلزامه بأداء الرسم المستحق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdz525r4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"