البيتكوين يرتفع بأكثر من 80% هذا العام مخترقاً مستوى 30000 دولار

كانت عملة البيتكوين في مسار تصاعدي منذ بداية عام 2023، حتى استطاعت اختراق المستوى الرئيسي 30 ألف دولار لأول مرة في 10 أشهر في 11 أبريل، وسط توقع بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يوقف رفع أسعار الفائدة مؤقتاً.
بدأت العملة الرقمية الرائدة عام 2023 عند حوالي 16500 دولار لتصل حالياً إلى أكثر من 30000 دولار، وهو ما يقترب من مكاسب بنسبة 80% منذ يناير 2023، وهذه هي المرة الأولى منذ يونيو 2022 التي تصل فيها العملة إلى هذا المستوى، تأتي تلك المكاسب الحادة تدريجياً منذ انهيار بنك سيليكون فالي حيث يتوقع متداولو العملات المشفرة توقفاً محتملاً في ارتفاع أسعار الفائدة الفيدرالية، كما ساعدت القوة المستمرة في أسهم شركات التكنولوجيا وشركات النمو أيضاً في دفع سعر تداول البيتكوين مرة أخرى فوق هذا الحد، ومن جهة أخري، ساعد تفاؤل السوق بشكل عام بالإضافة إلى تصفية المراكز القصيرة على دفع البيتكوين إلى ما بعد علامة 30000 دولار على المدى القريب.
في الواقع، واجهت صناعة التشفير بأكملها في العام الماضي شتاء بارداً وتقلصت قيمة البيتكوين إلى حد كبير، حيث انخفض السعر من 46311.74 دولار في 1 يناير 2022 إلى 16547.91 دولار في 1 يناير من عام 2023 بانخفاض قدره 64.3%، ويحوم سعر البيتكوين في الوقت الحالي حول 31000 دولار مع ذروة قريبة من 34000 دولار، بزيادة تزيد عن 83% عن بداية العام.
الأزمة المصرفية هي "سيف ذو حدين" في مجال التشفير
هذه الجولة من الارتفاعات الحالية مرتبطة بشكل أساسي بالسوق المالي العالمي، يعتقد أحد المحللين أن الانهيارات المتتالية للعديد من البنوك التي تشمل بنك سيليكون فالي وبنك سيجنتشر وبنك سيلفرجيت في أقل من أسبوع كان لها تأثير خطير على استقرار التمويل التقليدي، كما تسببت في حالة من الذعر وعدم الثقة بين المستثمرين في الأسهم المالية والأسواق المالية التقليدية، مما جعل المزيد من الناس ينتبهون إلى تقنية البلوكشين والأصول المشفرة التي تقودها البيتكوين.
في 10 مارس انهار بنك وادي السيليكون بعد تعرضه لتدفق الودائع ليصبح ثاني أكبر إفلاس مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة، في 12 مارس أعلن المنظمون الأمريكيون أيضاً عن حالة مخاطر نظامية مماثلة في بنك سيجنتشر مشيرين إلى أن البنك قد أغلق من قبل المنظمين في ولاية نيويورك، في 15 مارس واصلت أسهم البنوك الأوروبية الكبيرة المدرجة في سوق الأسهم الأمريكية التراجع، ومن بينها تراجع أسهم بنك كريدي سويس بأكثر من 20%، في غضون خمسة أيام بعد ذلك، وبوساطة من الحكومة، استحوذ بنك UBS على بنك كريدي سويس بسعر 3 مليارات فرنك سويسري (حوالي 3.2 مليار دولار أمريكي) لضمان الاستقرار المالي لسويسرا.
بعد حادثة الإفلاس قامت وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الاحتياطي الفيدرالي ومؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية الأمريكية بإنقاذ السوق بشكل مشترك، قد يعني هذا الإجراء أن البنك الاحتياطي قد يبطئ من وتيرة رفع أسعار الفائدة في المستقبل، ومن جهة أخري، أدى ارتفاع حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي وعوامل النفور من المخاطرة إلى تسريع تدفق الأموال العالمية إلى الذهب وأصول الملاذ الآمن الأخرى، الآن أصبحت عملة البيتكوين واحدة من أصول الملاذ الآمن بسبب تداولها العالمي وندرتها.
يري المحللون أن أزمة بنك سيليكون فالي وبنك كريدي سويس قد عززت سوق الاستثمار في العملات المشفرة والذهب والتي لها وظيفة تخزين القيمة، في الماضي تسببت الأزمة المصرفية في قبرص عام 2013 في مضاعفة عملة البيتكوين تقريباً في فترة زمنية قصيرة.
غالباً ما تؤدي الأزمات في القطاع المصرفي إلى تراجع ثقة المستثمرين والجمهور في النظام المالي التقليدي، يعتقد الخبراء أن هذا قد يدفع المزيد من الأشخاص إلى البدء في البحث عن بدائل أكثر أماناً ولا مركزية والانتباه إلى الأصول المشفرة وقبولها، من ناحية أخرى، قد تدفع الأزمات في البنوك مثل بنك سيليكون فالي وبنك كريدي سويس المنظمين إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لسلامة واستقرار النظام المالي، على المدى الطويل قد يؤدي ذلك إلى تنظيم أكثر صرامة في مجال الأصول المشفرة.
انهيار البنوك الصديقة للعملات المشفرة
هناك العديد من البنوك الصديقة للعملات المشفرة من بين البنوك التي انهارت هذا العام مثل بنك سيجنتشر وبنك سيلفرجيت، يعتقد البعض أن انهيار البنوك الصديقة للعملات المشفرة قد يكون لها بعض التأثير السلبي على مساحة التشفير خاصة على المدى القصير، يتضمن هذا بشكل أساسي عدة جوانب مثل تراجع الثقة وارتفاع تكاليف المعاملات وارتفاع مخاطر الاستثمار.
من ناحية أخرى، تحتاج الأصول المشفرة إلى التفاعل مع النظام المالي التقليدي بما في ذلك الودائع والسحوبات والمعاملات وما إلى ذلك، وبالتالي سيؤدي انهيار البنوك الصديقة للعملات المشفرة مثل بنك سيجنتشر وبنك سيلفرجيت وما إلى ذلك إلى تراجع في ثقة المستثمر في النظام البيئي المالي المشفر بأكمله، نظراً لوجود روابط مهمة تقريباً بين مجال الأصول المشفرة والمجال المالي التقليدي. 
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي انهيار البنوك الصديقة للعملات المشفرة إلى زيادة المخاطر على المستثمرين الذين يستثمرون في الأصول المشفرة، لأن هذا يوضح أنه على الرغم من أن البنوك الصديقة للعملات المشفرة تتمتع بسمعة عالية وشعبية في مجال الأصول المشفرة، إلا أنها لا تزال تواجه خطر الفشل مما يؤدي إلى تفاقم المخاطر والشكوك المتعلقة بأصول التشفير.
ارتفاع البيتكوين قد يرتبط بالتباطؤ المتوقع في التضخم في الولايات المتحدة
وفقاً لتحليل وسائل الإعلام الأجنبية، يرجع ارتفاع عملة البيتكوين إلى الإعلان القادم عن بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) في 12 أبريل الذي أظهر انخفاضاً في التضخم، فقد يكون ذلك حافزاً محتملاً لارتفاع البيتكوين.
وفقاً لتحليل مراقبي العملات المشفرة، فإن سبب الارتفاع مرتبط بالتباطؤ المتوقع في التضخم في الولايات المتحدة، إذا تباطأ التضخم فإن وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة سوف تتباطأ وهو أمر جيد لسوق الاستثمار، ليس فقط لسوق التشفيرولكن أيضاً للأسواق الأخرى.
يرتبط سعر البيتكوين عادة بعوامل مختلفة بما في ذلك الطلب والعرض في السوق والسياسات الحكومية ومعنويات المستثمرين والابتكار التكنولوجي وما إلى ذلك، في بعض الحالات، قد يكون سعر العملة المشفرة مرتبطاً بالتضخم والسياسة النقدية، إذا كانت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكية متفائلة نسبياً فإنها تشير إلى أن سياسة الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة ستكون بطيئة نسبياً، مما سيزيد من ثقة السوق على المدى القصير، وهو ما سينعكس في ارتفاع الأسعار.
وعلى الرغم من زيادة التوقعات باقتراب البنك الاحتياطي من انهاء دورة التشديد النقدية، إلا إنه من الصعب أن يكون لسوق العملات المشفرة سوق صاعدة كبيرة، خاصة وأن السوق يهيمن عليه ارتدادات وسيطة وتقلبات واسعة.
قال أحد المحللين إنه في ضوء عملية التطوير الحالية لصناعة التشفير، يجب أن ندرك أولاً أنه من الطبيعي جداً أن تشهد أسواق الأصول المختلفة تصحيحات حادة بعد الارتفاعات المستمرة، شهدت صناعة التشفير العديد من التحويلات واسعة النطاق لهذا من المرجح أن يستمر سوق الأصول المشفرة في الحفاظ على تقلبات عالية، ولا يستبعد أن يكون هناك تصحيح عميق في المستقبل.