عادي

الشارقة تختتم فعالياتها في معرض «سيؤول للكتاب»

14:36 مساء
قراءة 3 دقائق
الفنون الشعبية الإماراتية حضرت بقوة في المعرض
فاهم القاسمي

حوّلت إمارة الشارقة فعاليات معرض سيؤول الدولي للكتاب، إلى احتفالية آسيوية دولية بالثقافة الإماراتية والعربية؛ حيث أخذت جمهور المعرض الذي يحتفل بالإمارة هذا العام ضيف شرف دورته ال65، إلى جماليات التراث الإماراتي بمخزونه الموسيقي، والفني، والحرفي، وقدّمت للجمهور صورة حيّة حول راهن وتاريخ الثقافة العربية؛ إذ نظمت جلسات حوارية، ومعارض فنية، وعرضت إصدارات إماراتية مترجمة للكورية، لتكشف حجم الإضافة التي حققها العرب منذ مئات السنين للمعرفة الإنسانية، على مستوى الشعر، والتاريخ، والعمارة، والموسيقى، واللغة، والخط، فكان جناح الإمارة فرصة للمشاركين في المعرض للتجوّل في ذاكرة الإمارات الشعبية وراهن جهودها في خدمة المعرفة والاهتمام بالكتاب ومد جسور التواصل مع حضارات العالم.

وجسدت الشارقة خلال برنامج مشاركتها الذي جمع 12 مؤسسة ثقافية، تحت إشراف «هيئة الشارقة للكتاب»، رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بناء علاقات عميقة وراسخة مع مدن وبلدان العالم، بالاستناد إلى قوة الفعل الثقافي ورموزه وروّاده، وتأثيرهم على اكتشاف المشتركات الإنسانية التي تجمع العرب مع حضارات وثقافات العالم؛ إذ ظل علم الإمارات يرفرف طول أيام المعرض، في ما يتبادل كتّاب وأدباء وشعراء إماراتيون أفكارهم وخبراتهم وتجاربهم مع المثقفين والقراء الكوريين، لتفتح الشارقة بذلك صفحة جديدة أمام العالم العربي؛ لبناء علاقات ثقافية متجددة مع بلدان شرق آسيا.

ووضعت الشارقة خلال مشاركتها في المعرض نخبة من إصدارات الإماراتيين في بيوت ومكتبات المجتمع الكوري؛ إذ ترجمت إلى الكورية أعمالاً سردية وبحثية وشعرية لأدباء وباحثين من الإمارات وعرضتها لجمهور المعرض، في الوقت الذي كانت دور السينما المحلية تعرض لأول مرة فيلم «خورفكان» مترجماً إلى الكورية، والذي استوحى حكايته من كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة «مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي.. سبتمبر 1507».

وشهد جناح الشارقة إقبالاً لافتاً على الكتب الإماراتية المترجمة للكورية؛ حيث باع أكثر من 300 كتاب مترجم لأول مرة إلى اللغة الكورية، ونفدت جميع النسخ من روايتي «غرفة واحدة لا تكفي» للروائي سلطان العميمي، و«ذوات» للدكتورة زينب الياسي، في حين بيعت 75 لوحة رسمها نخبة من الفنانين الإماراتيين بالتعاون مع نظرائهم الكوريين.

وقال الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، رئيس وفد الشارقة في المعرض: «المشاريع الحضارية التي تملك رؤية لتجربتها تعرف جيداً أن تواصلها مع النماذج النظيرة ذات الأهداف المشتركة، واحد من الأساسات القوية لتحقيق تطلعاتها، واليوم أثبت حضور الشارقة في معرض سيؤول الدولي للكتاب أن التواصل هو حاجة للعقل والروح، فمن خلاله تحاورنا مع شعب ودود ومحب للمعرفة والآخر، ووضعنا أمام الشعب الكوري حصيلة تجربة حصدت الشارقة نتائجها في محطة أخرى من محطاتها الثقافية العالمية، تحت رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يؤمن بأن التواصل هو أساس التعلم والابتكار والتطور، ومصدر الثراء الفكري والإنساني، وركيزة التقدم الحضاري؛ فبالتواصل تجاوزنا حدود المكان والزمان، وتعرّفنا إلى تاريخ وحضارة وثقافة شعب عريق من شعوب العالم، وشاركناه رؤانا وأهدافنا وطموحاتنا».

وأضاف: «يعتقد الناس أن متغيرات العصر اليوم ستحل مكان التواصل الحي بين المجتمعات، وستغير من قوة الكتب وتأثيرها، ولكن الواقع الذي شهدناه في مشاركة الشارقة ضيف شرف المعرض قال غير ذلك، لقد شهدنا حجم الإقبال على الكتب المعروضة في جناح الشارقة من قبل الجمهور الكوري، ونحن ننتمي إلى ثقافة وحضارة أخرى تبعد آلاف الأميال، وهذا دليل على أن الكتاب هو صوت الإنسان وروحه وفكره الذي يخاطب من خلاله الآخرين، ولا يمكن لأي تقنية أن تستبدله أو تغني عنه، والثقافة هي هوية الإنسان وتاريخه وحضارته، ولا يمكن لأي متغيرات مهما كانت مبتكرة أن تفهمها أو تعبِّر عنها».

ولم يقتصر تأثير جناح الشارقة على الجانب الفكري والمعرفي، بل امتد إلى الجانب الإنساني والاجتماعي؛ حيث أسهم في انخراط الجمهور الكوري مع ثقافة دولة الإمارات، وأن يشاركه تجاربه وعاداته وتقاليده؛ فشارك الكوريون رقصات الفرق الشعبية، وشربوا قهوتها، وكتبوا أسماءهم باللغة العربية ليحتفظوا بها كذكرى جميلة جمعتهم بإمارة الشارقة، ولبست فتيات كوريات اللباس التقليدي الإماراتي، ورسمن على أيديهن رسومات الحناء التراثية، بمشاركة السيدات الإماراتيات اللاتي مثّلن التراث الشعبي الإماراتي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3uzcddmr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"