قصف وغارات في الخرطوم.. ومعارك بجنوب كردفان

استيقظ سكان العاصمة السودانية، أمس الأربعاء، على تجدد القصف المدفعي والمعارك مع انتهاء هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع امتدت ثلاثة أيام، فيما شهدت ولاية جنوب كردفان أعمال عنف كثيفة منذ الصباح الباكر، في حين وجهت منظمة الإغاثة الإسلامية الخيرية نداءات لطلب الدعم الدولي لإنقاذ موسم الزراعة في البلاد.

وأفاد شهود عيان وكالة الصحافة الفرنسية أمس الاربعاء بأنه مع انتهاء الهدنة، شهدت منطقة شمال أم درمان (شمال غرب العاصمة) قصفاً مدفعياً فيما حلقت فوقها طائرات مقاتلة.

وفي جنوب أم درمان، أفاد آخرون بوقوع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة على مقربة من سلاح المهندسين.

وذكر الجيش في بيان مقتضب، أمس، أن «قوات العمل الخاص بسلاح المهندسين تنفذ عدداً من العمليات في عمق قوات الدعم السريع ولا زالت العمليات مستمرة».

وأضاف الجيش أنه وفق إحصائية أولية «تم استلام عدد كبير من المركبات القتالية بكامل عتادها». كما استعرض الجيش عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، فيديوهات «لانتصار» قواته في مدينة أم درمان غربي الخرطوم.

وسمع دوي اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسط وغرب الخرطوم في المنطقة الصناعية وحي الرميلة والحلة الجديدة واللاماب، كما عادت الاشتباكات أيضاً جنوبي الخرطوم حول محيط المدينة الرياضية وأرض المعسكرات.

مهاجمة الاحتياطي المركزي

وهاجمت قوات الدعم السريع رئاسة قوات شرطة الاحتياطي المركزي في منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم، على ما أفاد شاهد عيان. في جنوب البلاد في ولاية جنوب كردفان بمدينة الدلنج، أكد أحد السكان للوكالة أنه «منذ الثالثة صباحاً نسمع أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف وقذائف تسقط داخل الأحياء السكنية».

وفي وقت متأخر من مساء أمس الأول الثلاثاء، تبادل الطرفان الاتهامات في ما يتعلق باندلاع حريق كبير في مقر المخابرات، الذي يقع في مجمع دفاعي بوسط الخرطوم.

وأشار مصدر في الجيش في تصريح إلى أن قوات الدعم السريع قصفت المبنى، في خرق للهدنة.

ورد مصدر في قوات الدعم السريع قائلاً إن مسيّرة تابعة للجيش قصفت المبنى حيث تجمّع عناصر في قوات الدعم السريع، وأشار إلى أن القصف أدى إلى حريق ودمار جزئي في مقر الاستخبارات.

أوقعت المعارك الدائرة بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتّاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو أكثر من ألفي قتيل، وفقاً لتقديرات يرى خبراء أنّها أقلّ بكثير من الواقع.

إدانة اقتحام سفارتي الجزائر وباكستان

وأمس الأربعاء دانت وزارة الخارجية السودانية في بيانين اعتداء «قوات ميليشيا الدعم السريع المتمردة» على سفارتي باكستان والجزائر.

ودعت الوزارة في البيانين «المجتمع الدولي لإدانة قوات الدعم السريع بأشد العبارات واعتبارها منظمة إرهابية».

بدوره، دان البرلمان العربي بشدة اقتحام مبنى إقامة سفیر الجزائر في الخرطوم وتخریب محتوياته.

وشدد البرلمان في بیان على ضرورة احترام حرمة البعثات الدبلوماسیة ومقارها، مجدداً رفضه التام لأشكال الاعتداء كافة على البعثات الدبلوماسیة ومقراتها.

تحذيرات من مجاعة

وأمس وجهت منظمة الإغاثة الإسلامية الخيرية نداءات لطلب الدعم الدولي لإنقاذ موسم الزراعة في السودان.

وأعربت في بيان عن قلقها من آثار كارثية قد تغرق الملايين في السودان في الجوع والعوز بسبب خراب موسم الزراعة.

ونقلت المنظمة في بيانها عن خبراء زراعيين أن بعض المزارعين في السودان أصبحوا يعانون من الجوع لدرجة أنهم لجأوا إلى أكل مخزون البذور لديهم ولم يتبق الآن ما يزرعونه، فيما أُجبر آخرون على ترك أراضيهم.

وحذّر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي راو أمس الأول الثلاثاء من أنّ «الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية في وقت لا تبدو فيه أيّ مؤشّرات على نهاية للنزاع». (وكالات)