إنتاج المحتوى الإسلامي

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

في زمن يشهد تنامي ظاهرة التطرف والتعصب، يواجه الإسلام تحديات مهمة، حيث يسعى البعض الى تشويه صورته من خلال نشر معلومات زائفة، بهدف إثارة الشكوك والشبهات حول قيمه السمحة ومبادئه السامية.

إن التحديات التي نواجهها اليوم تتجلى بوضوح في انتشار الأفكار المتطرفة والمتشددة عبر وسائل التواصل الافتراضي، فقد أصبحت هذه المنصات محطة لتبادل الأفكار السامة التي تحرض على العنف وتزرع بذور الكراهية، وعليه فإننا كمسلمين مطالبون بنقل الإسلام الحقيقي ونشر رسالته بأسلوب حضاري.

لكن رغم عيوب السوشيال ميديا، إلا أنها تمنحنا فرصاً كبيرة لتعزيز القيم الأخلاقية، وتقديم المحتوى الإسلامي بأسلوب بسيط ومؤثر يستهدف جيل الشباب وجميع الفئات العمرية. ومع ذلك، ينبغي أن نثقف أنفسنا ونوسّع معرفتنا بالإسلام، حتى نميز المعلومات الصحيحة من الخاطئة، ونصبح نقاداً للحقائق قبل مشاركة أي معلومة أو خبر عبر وسائل التواصل. فقد قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

أما السؤال الذي يطرح نفسه: كيف نستثمر منصات العالم الرقمي لتعزيز القيم الأخلاقية وتوجيه الرسالة الإسلامية بأسلوب يلامس قلوب الناس؟ وما الخطوات الواجب اتخاذها للتغلب على التحديات المطروحة؟

في البداية، يجب علينا أن نكون ملمين بالثقافة الرقمية وبقواعد الأمان والخصوصية عبر الإنترنت، وأن نتجنب الوقوع في فخ التضليل الذي يعترضنا في العالم الافتراضي. كما يتعين علينا أيضاً استثمار المحتوى الإسلامي بأسلوب إبداعي وجاذب، لننقل قيمنا وعقيدتنا بطريقة تلامس تطلعات الجيل الحالي.

وليس هذا كل شيء، إذ يجب أن نكون قدوة للآخرين ورواداً في نشر الخير والعلم والمحبة عبر المنصات الاجتماعية. فقد قال النبي محمد: «بلغوا عني ولو آية». وهذا الحديث الشريف يشجعنا على نشر الخير والفضيلة في العالم الرقمي.

وأخيراً، ينبغي ألا ندع وسائل التواصل تشغلنا عن العبادة والتفكر في آيات الله وسنة رسوله، حيث ينبغي أن نحقق التوازن بين استخدام المنصات الافتراضية وبين التفاني في العبادة والتقرب إلى الخالق العزيز الجليل.

على ضوء ما سبق، ولتحقيق هدفنا النبيل في نشر الإسلام وتعاليمه السمحة عبر أثير العالم الافتراضي، يلزمنا بذل جهود مستمرة ومتواصلة، واستخدام وسائل التواصل الرقمية بشكل مسؤول ومبتكر، لكي ننجح في نقل الرسالة الإسلامية بأسلوب يحظى بالترحيب والتأثير المطلوبين.

في الختام، يتعين علينا أن نكون مبدعين ومتنوعين في إنتاج المحتوى الإسلامي، لنتمكن من إيصال الرسالة بطريقة قوية ومؤثرة. كما يجب علينا أن نستفيد من التجارب الناجحة ونستغل الأدوات التكنولوجية المتاحة، لنحقق أقصى استفادة من قدرات المنصات الاجتماعية في خدمة الإسلام ونشر قيمه السامية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3y8kwn49

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"