عادي
الحكومة ستجري تقييماً للوضع مساء الأحد بحضور ماكرون

فرنسا.. تراجع نسبي بأعمال الشغب الليلية بعد تشييع «نائل»

14:48 مساء
قراءة 4 دقائق

نانتير - (أ ف ب)
سجلت أعمال الشغب في فرنسا تراجعاً نسبياً ليل السبت الأحد، على رغم أحداث متفرقة وتوقيف المئات، بعد ساعات من تشييع الشاب نائل (17 عاماً) الذي قُتل برصاص شرطي، لكنه تم اقتحام منزل رئيس بلدية بسيارة.
وفي مؤشر إلى مدى خطورة الأزمة التي تمر بها البلاد، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن تقييماً للوضع سيتم مساء الأحد بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون.
اقتحام منزل رئيس بلدية
وصباح الأحد، قال رئيس بلدية لاي-لي-روز، جنوب باريس فنسان جانبران، إن «مشاغبين» اقتحموا فجراً منزله بسيارة أثناء تواجد زوجته وولديه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه.
وأوضح على «تويتر» أن ما جرى «محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف»، بينما كان هو موجوداً في بلدية البلدة التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة.

الصورة

وأشار مقربون من المسؤول المنتمي إلى حزب «الجمهوريين» (يمين معارض) لـ«فرانس برس» إلى أن زوجته أصيبت بجروح في ركبتها، بينما تعرض أحد ولديه لإصابة طفيفة.
ومع تزايد الهجمات على رؤساء البلديات ومسؤولين منتخبين في فرنسا، استنكرت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن، الأحد، «وقائع لا يمكن التسامح معها»، في موقف يتوافق مع موقف جزء من الطبقة السياسية الفرنسية.
وبالإضافة إلى هذا الاعتداء، أعلنت وزارة الداخلية استهداف 10 مراكز شرطة، و10 ثكنات للدرك، و6 مراكز شرطة ليل السبت إلى الأحد. وتمّ توقيف 719 شخصاً في البلاد، بتهمة حيازة أدوات يمكن استخدامها كأسلحة أو مقذوفات.
إجراءات جنائية
وفي الليلة السابقة، تخطى عدد الموقوفين 1300، وهو رقم قياسي منذ اندلاع أعمال الشغب الثلاثاء.
ويواجه القضاء الفرنسي سيلاً من الإجراءات الجنائية التي تستهدف أشخاصاً يشتبه في أنهم من مثيري الشغب، ما يضع محاكم المدن الكبرى تحت الضغط.

الصورة

وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة: «ليلة أكثر هدوءاً بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن».
وأكدت وزارة الداخلية صباح الأحد إصابة 45 عنصراً من الشرطة والدرك بجروح، وإضرام النيران في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقاً على طرق.
وعمدت الوزارة لليلة الثانية على التوالي إلى تعبئة 45 ألف عنصر من قوات الشرطة والدرك، بينهم سبعة آلاف في باريس وضواحيها المجاورة، إضافة إلى تعزيزات أمنية في مدن مثل مرسيليا وليون وغيرها من الأنحاء التي تعرضت على مدى الليالي الأربع الماضية لأعمال شغب ونهب وتخريب.
عمليات نهب
وتمّ الإبلاغ عن عدد محدود من الحوادث ليل السبت الأحد في مدينتي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة.
في مرسيليا التي شهدت ليل الجمعة السبت حوادث كبرى وعمليات نهب، عمل جهاز أمني ضخم ليل السبت الأحد على تفريق مجموعات من الشباب كان عددهم أقل من اليوم السابق.

الصورة

ونشرت أجهزة إنفاذ القانون أعداداً من القوات الخاصة للشرطة والدرك، قامت بتفريق مجموعات من الشبان الذين أثاروا الفوضى في المدينة الجنوبية، وفق مراسلي «فرانس برس».
وقال متحدث باسم شرطة بوش-دو-رون: «لا نرى على الإطلاق مشاهد النهب التي وقعت بالأمس»، مشيراً إلى توقيف 56 شخصاً بحلول منتصف الليل.
وفي العاصمة، نشرت قوة أمنية كبيرة على طول جادة الشانزليزيه بعد انتشار دعوات للتجمع منذ الجمعة.
وجالت مجموعات من الشبان الذين ارتدوا ملابس سوداء على طول الجادة تحت أعين عناصر الشرطة، في حين عمدت متاجر عديدة إلى حماية واجهاتها الزجاجية بألواح من الخشب خشية تعرضها للتكسير كما حصل مع العديد من المحال على مدى الليالي الماضية.
مفرقعات نارية
ووفق مراسلي «فرانس برس»، تم تفريق آخر مجموعات الشباب قبل الثانية فجراً (منتصف الليل ت غ).
كما سجّل عدد قليل من الحوادث في الضواحي الباريسية، حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات.
وتعرض عدد من عناصر الشرطة لإطلاق مفرقعات نارية من مجموعات شباب في فينيو جنوب العاصمة.
وسعياً لضبط أعمال العنف، فرضت السلطات المحلية في العديد من البلدات حظر تجول في المساء، وأوقفت حركة النقل العام اعتباراً من الساعة 21,00 (19,00 ت غ).
من مسافة قريبة
وقضى «نائل» برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية نانتير غرب باريس. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاماً تهمة القتل العمد. وأثار مقتل الشاب صدمة في فرنسا وصل صداها إلى الجزائر التي تنحدر منها عائلته.
فرض حال الطوارئ
وفي ظل أعمال العنف، ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ الأحد وتستمر ليومين، بعدما اختصر أيضاً مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي استضافتها بروكسل الجمعة.
ويطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد، وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج، خصوصاً أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للركبي، ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024. ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية مثل منع التجول.
وقامت دول عدة بتحديث نصائح السفر لرعاياها إلى فرنسا، ودعتهم إلى تجنب زيارة المناطق التي تشهد أعمال شغب.
كما دعت القنصلية الصينية في مرسيليا رعاياها إلى «اليقظة والحذر»، بعد تقارير عن تعرّض حافلة تقل سياحاً صينيين للرشق بالحجارة الخميس.
مراسم الوداع
وشارك المئات في مراسم تشييع الشاب السبت من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في نانتير، علماً بأن العائلة طلبت عدم حضور الصحفيين لتغطية مراسم الوداع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wket9vj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"