لمن يهمه الأمر

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

أوشك العام الدراسي الجاري 2022-2023 على الانتهاء.. أيام معدودة ونودع جميعاً عاماً من أعوام العلم والمعرفة والإبداع، ولكن قبل بلوغ الوداع نجد أن لدى بعض المدارس الخاصة إصراراً غريباً على ممارسة بعض التجاوزات التي تخالف اللوائح وتعكر صفو مجتمع أولياء الأمور والطلبة في الميدان التربوي.
في الأيام القليلة الماضية خرجت علينا بعض المدارس الخاصة التي فرضت على أولياء أمور الطلبة الجدد سداد 40% من قيمة الرسوم الدراسية الخاصة بالعام الدراسي الجديد الذي لم يبدأ بعد؛ فهل هذا منطق؟ وهل لدينا في الميدان ولي أمر قادر على طيّ صفحة رسوم أبنائه القديمة والسير قدماً نحو رسوم جديدة في الوقت ذاته؟
وبحسب قراءاتنا للائحة فإن عملية تسجيل الطلبة الجدد في أي مدرسة لا تتطلب أكثر من توفير الأوراق الثبوتية وسداد رسوم التسجيل التي لا تتجاوز 500 درهم، وتستقطع من الرسوم الدراسية المعتمدة، فالمسألة بسيطة وواضحة، والخطوات والإجراءات يرتضي بها الجميع، من دون مشاكل أو تحفظات.
دمج تكلفة الكتب مع الرسوم الدراسية وتوزيعها على أقساط توصية قدمتها الجهات القائمة على التعليم الخاص؛ لضمان حق إدارات المدارس، وتخفيف الأعباء عن أولياء الأمور؛ إذاً لماذا تجبر بعض الإدارات أولياء الأمور على سداد كامل تكاليف الكتب للعام الدراسي المقبل التي لم تتم طباعتها بعد؟
هل تعلم أن في الميدان التربوي الكثير من أولياء الأمور غير القادرين على سداد باقي أقساط الدراسة لأبنائهم العام الجاري، ليتعثروا في الحصول على شهادات أبنائهم لهذا السبب، فكيف يستطيعون سداد الرسوم الجديدة؟
الجهات المسؤولة عن التعليم الخاص حريصة على حقوق المدارس الخاصة بشتى الوسائل، وهناك ضوابط وإجراءات وآليات تضمن الحقوق جميعاً، ولم تتوانَ يوماً في مساندة المدارس للحصول على حقوقها المادية؛ فلماذا لا تقدر تلك الإدارات جهود هذه الجهات؟ ولماذا هذه الممارسات في بعض المدارس؟ وما أسباب عدم الالتزام؟
التجاوزات التي نراها عاماً تلو الآخر من بعض المدارس الخاصة «رسالة لمن يهمه الأمر»، وتكرارها يحتاج لوقفة جادة؛ لأن أضرارها أكثر من منافعها، ولا يجوز أن تبدع مدارس في وضع آليات جديدة لسداد الرسوم بحسب أهوائها وحساباتها؛ فالالتزام باللوائح والضوابط سمة أساسية لنجاح أي عمل مؤسسي بمختلف الأنشطة والمجالات.
الاستثمار في التعليم له أصول وحسابات تختلف في مضمونها عن المشاريع الربحية الأخرى؛ إذ إن الاستثمار ليس ربحياً مادياً فحسب، بل استثمار في الأبناء والأجيال، ونعتقد أنه الأهم في المجتمع، لماذا تصعّب بعض المدارس الخاصة الأمور على نفسها وعلى الطالب وولي الأمر على الرغم من وجود ضوابط مريحة وإجراءات مرنة وفعالة؟!
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvv8n4nr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"