حتمية الاستدامة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

في الوقت الذي يصارع فيه العالم واقع التطورات المتسارعة في تغيرات المناخ، أصبحت الاستدامة الاختيار الأوحد لمواجهة التحديات من الانبعاثات الكربونية إلى استنفاد الموارد، ولكن لم يتحقق ذلك إلا بتغير ممارساتنا الحياتية وطرق التعاطي مع الطبيعة، ليس من أجلنا فحسب، ولكن من أجل أجيالنا في المستقبل القريب أيضاً.
في هذا المنعطف الحرج، لا نبالغ في التأكيد على أهمية الاستدامة في السنوات المقبلة للعالم بمختلف بلدانه، ولا ننكر أهمية المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف «كوب28»، المقرر انعقاده في الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023؛ إذ يشكل منارة أمل جديدة، توجهنا نحو مستقبل أكثر اخضراراً وأكثر مسؤولية.
الاستدامة تشكل حزمة ممارسات إيجابية، تحاكي جوانب مختلفة واعتبارات بيئية واجتماعية واقتصادية، وتحقيقها يتطلب جهوداً شمولية وتنسيقاً ممنهجاً بين القطاعات كافة، فإذا أردنا الاستفادة من الطاقة دون المساس بحقوق الطبيعة، فعلينا التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، والارتقاء بكفاءتها في المباني والصناعات والنقل.
الزراعة المستدامة مفهوم يطفو بقوة على ساحة الاستدامة، في ظل المتغيرات الأخيرة في المناخ؛ إذ يعزز هذا الاتجاه ممارسات الزراعة التي تجعل صحة التربة والتنوع البيولوجي والحفاظ على المياه وتقليل الاعتماد على المدخلات الكيميائية على رأس الأولويات، وهنا تمكين لضمان الأمن الغذائي على المدى الطويل.
النقل المستدام والمباني الخضراء والبنية التحتية، والحد من النفايات وإدارتها، وتفعيل ضوابط وآليات الاستهلاك المسؤول، تعدّ جميعها مسارات فاعلة لتحقيق الاستدامة؛ إذ تستنهض قدرات المجتمعات لحماية النظام البيئي، واستدامة خدماته، والمحافظة على الموارد الحيوية وتعزيز الممارسات الإيجابية التي لا تضر بالكوكب.
نعتقد أن وقود الاستدامة يكمن في الالتزام الجماعي نحو مستقبل أكثر اخضراراً، يرافقه استراتيجيات لتعزيز المرونة عند التعامل مع آثار تغيرات المناخ، ويعدّ اتحاد العالم في الوقت الراهن مطلباً ملحاً لحماية كوكب الأرض والأجيال القادمة، والتعاون والشراكات تشكل دروعاً فاعلة لمواجهة التحديات والصعوبات.
«كوب28» فرصة فريدة لإيجاد معالجات لقضايا ملحّة ومؤثرة لتغيرات المناخ، والتوقعات تحمل لنا مسميات جديدة تعيد صياغة مفهوم الاستدامة في المجتمعات مجدداً، والفرصة مازالت قائمة لزيادة الوعي وتحفيز العمل الجماعي والتعاون والالتزام بمكافحة تغيرات المناخ على نطاق عالمي.
الإمارات تستضيف العالم مجدداً في مؤتمر المناخ «كوب28» في مدينة إكسبو دبي، لتضع إضافات أكثر عمقاً وتأثيراً، لدمج الاستدامة في نسيج المجتمع وقطاعاته وحوكمته، فعلى الجميع الانتباه جيداً إلى النتائج والتوصيات التي تسطر مرحلة جديدة للتمكين من الحد من البصمة الكربونية، والمحافظة على الموارد، واتخاذ الخيارات الأكثر وعياً لحماية كوكبنا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdd54bsz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"