متى ترفع القبعة؟

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

في معظم الشركات والمؤسسات حول العالم، يحظى الموظف الذي يحقق أعلى مردود للشركة بتقدير أكبر من باقي زملائه. ولا شك في أن تحقيق الربح يعدّ واحداً من الأهداف الرئيسية لأي مؤسسة تجارية. لكن هل تخفى علينا بعض الأمور أحياناً خلف صورة الإنجاز المادي الكبير؟ وهل هذا هو العامل الوحيد الذي نقيّم على أساسه أداء الموظف، أم أن هناك عوامل أخرى تستحق اهتمامنا؟

في الواقع، عندما ننظر إلى الأمور من منظور سطحي، فنكتفي بالقشور الخارجية بدلاً من التوغل في الأعماق؛ فإن الحقيقة غالباً ما تغيب عن أذهاننا. فليس كل موظف حقق عائداً كبيراً للشركة، مثالاً للاجتهاد والمنافسة الشريفة، إذ إن سيرة بعض الموظفين تفضح أساليبهم الملتوية في تحقيق مآربهم، وكيف أنهم يقفزون فوق أكتاف زملائهم وصولاً إلى القمة.

إن من الشائع جداً أن تجد موظفاً صاحب خبرة طويلة يستأثر بكل المعاملات المهمة لنفسه، بينما يترك لزملائه الباقين الفُتات. ومن الشائع أيضاً ألّا يقدم كثير من الموظفين القدماء أيّ مساعدة لأقرانهم الجدد، خشية أن ينافسوهم في المستقبل القريب. وعلى هذا الأساس، يكون الربح الذي يحققه أمثال هؤلاء، مبنيّاً على دعامة متهاوية، بدلاً من أن يقوم عل مبدأ التنافس الشريف والعمل الجماعي.

في المقابل، يمكن لموظف لا يحقق لشركتك دخلاً كبيراً في نهاية كل شهر أن يكون دعامة أساسية لنجاح العمل، لكونه قدوة ومثالاً يحتذى من حيث التعامل الطيب مع زملائه، واستعداده الدائم لتعليم كل موظف جديد جلّ ما يعرفه.

ربما تتساءل: وما الذي أستفيده من موظف لا يحقق مردوداً عالياً؟ إن الإجابة عن هذا السؤال هي مفتاح النجاح، بل ومفتاح تحقيق الربح الوفير.

عندما تقيّم أداء موظفيك بناء على مهارات التواصل، والدافعية للتعلم ونقل المعلومة إلى الآخرين؛ فأنت بذلك تؤسس لفريق عمل ناجح؛ لفريق عمل يتكاتف أعضاؤه مع بعضهم بعضاً لتحقيق مصالح الشركة، بعيداً عن النرجسية الفردية والتنافس السوداوي القائم على مبدأ «من يحقق دخلاً أكبر في نهاية الشهر؟».

إن الشركات المرموقة لا تعتمد في تقييم الأداء على العامل المادي فحسب، بل تولي اهتماماً لعوامل أخرى تعدّها أكثر أهمية؛ لأنها تنظر إلى الموظف كإنسان لا كآلة، فيكون من نتائج ذلك تحقيق مردود ربحي أعلى بكثير. فحيثما تتوفر بيئة عمل يشعر الموظف في ثناياها بأنه محبوب، ومحط اهتمام وتقدير دوماً، خصوصاً حين يبادر إلى سلوكات إيجابية؛ فإنه يزداد إبداعاً وعطاء.

فانظر على الدوام إلى حقائق الأشياء لا ظاهرها، وقدّر البساطة والطيبة والعمل الجماعي فوق كل شيء؛ تلقَ نجاحاً على كل المستويات في شركتك، أو مشروعك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdvjbppb

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"