إعداد: محمد عزالدين
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون كنديون في جامعة تورنتو أن الأفراد المصابين باضطراب ثنائي القطب دائماً يعانون ضعف القدرات المعرفية.
وقال بريت دي إم جونز، الباحث الرئيسي بالجامعة: «درسنا إذا كان الضعف الإدراكي لدى الأفراد المصابين بالاضطراب ثنائي القطب يتطور مبكراً مع بداية الاضطراب أو تدريجياً بمرور الوقت من خلال الشيخوخة المتسارعة. وأظهرت النتائج أن ضعف الانتباه وسرعة المعالجة والوظيفة التنفيذية تتطور تدريجياً، ومن ناحية أخرى، يبدو أن ضعف الذاكرة اللفظية يتطور بسرعة مع بداية الاضطراب».
الاضطراب ثنائي القطب حالة صحية عقلية تتميز بتقلبات مزاجية شديدة تشمل فترات من الهوس الشديد وفترات من الاكتئاب العميق، وتختلف نوبات المزاج في شدتها ومدتها، وتتميز نوبات الهوس بارتفاع الحالة المزاجية وزيادة الطاقة والأفكار المتسارعة والسلوك الاندفاعي، وغالباً ما يعاني الأفراد خلال نوبات الاكتئاب حزناً عميقاً وفقدان الاهتمام بالأنشطة والتعب وصعوبة التركيز. ويمكن أن تكون هذه التحولات المزاجية مدمرة للغاية للحياة اليومية. ويؤثر الاضطراب ثنائي القطب في ما يقرب من 1-2% من السكان.
وأضاف جونز: «أجرينا دراستنا بمقارنة الأداء المعرفي للأفراد المصابين بالاضطراب ثنائي القطب من مختلف الأعمار بالأفراد الأصحاء».
وأضاف جونز: «قسّمنا المشاركين في الدراسة إلى أربع مجموعات: الأفراد الأصغر سناً حتى 49 عاماً، والأفراد الأكبر سناً من 50 عاماً فما فوق مصابون بالاضطراب ثنائي القطب، وأفراد أصحاء حتى سن 49 عاماً، ومن 50 عاماً فما فوق، خضعوا جميعهم لمجموعة من التقييمات النفسية العصبية واختبارات إضافية لتقييم قدرات معرفية مختلفة تراوحت من الانتباه/ الإدراك، وسرعة معالجة المعلومات، والوظيفة التنفيذية/الذاكرة العاملة، والذاكرة البصرية المكانية، والذاكرة اللفظية، والتفكير وحل المشكلات، والإدراك الاجتماعي. وأظهرت النتائج أن المشاركين الأصغر سناً المصابين بالاضطراب ثنائي القطب طوروا الحالة في غضون 19 عاماً في المتوسط، بينما طورها المشاركون الأكبر سناً في 30 عاماً في المتوسط. وعانى المشاركون نوبات اكتئاب أكثر بثلاث مرات من نوبات الهوس، قبل الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، كانت مستويات ذكائهم مماثلة لتلك الخاصة بالمشاركين الأصحاء».
وتابع جونز:«عند مقارنة الأداء المعرفي، كان أداء المشاركين المصابين بالاضطراب ثنائي القطب أسوأ من أداء الأفراد الأصحاء من نفس العمر في معظم الاختبارات المعرفية، وكانت الاختلافات أكثر وضوحاً في المجموعات الأكبر سناً».
