الأخلاق

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين

عند الحديث عن الأخلاق، ندخل إلى مجال واسع وعميق، يعكف على دراسة السلوك الإنساني والمبادئ التي يستند إليها. الأخلاق هي المبادئ والقيم التي تحدد السلوك الصحيح والخاطئ في المجتمع، وتعتبر أساساً مهماً في تحديد هوية الفرد وسلوكه. كما تمثل الركيزة الأساسية في بناء مجتمع صحي ومتماسك، وهي تسهم في تحقيق التوازن والتناغم بين أفراد المجتمع، وتعزز العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وتوضح المواقف والتحديات التي يواجهها الفرد في حياته. كما أنها تعين الإنسان على اتخاذ القرارات الصائبة والاختيارات الحكيمة.
ويذهب الإسلام إلى أن الأخلاق تعد مسألة موضوعية، لأنها تقوم في أصلها على اكتساب الأخلاق الحميدة التي دعا إليها ديننا الحنيف، وكل الديانات السماوية، فأصل الأخلاق واحد. ترجع إليه جميع صور الأخلاق المختلفة. لذا فيجب المحافظة على الأخلاق والقيم التي تعمل على بناء الثقة والاحترام؛ فعندما يلتزم الفرد بالأخلاق الحميدة والقيم النبيلة، يكتسب الثقة والاحترام من قبل الآخرين. وبالتالي، يتم بناء علاقات متينة وصداقات حقيقية. كما تعمل على تعزيز التعاون والتفاهم. 
إنها تحفز على تبادل الخبرات والمعرفة، وتعمل على تجاوز الخلافات. فالأخلاق تساعد الفرد على بناء شخصية متزنة وتحقق له استقراراً نفسياً. وبشكل أو بآخر يؤدي اتباعها إلى محاربة الظلم والفساد، حيث تساعد الأخلاق والقيم على نبذ التطرق والتخلق بخلق حسن في المجتمع، إنها تحد من انتشار الظواهر السلبية، وتسهم في بناء مجتمع عادل ومنصف.
ومن مضار عدم الالتزام بالأخلاق والقيم انهيار المجتمع وتفككه، وهذا ما ينعكس سلباً على الأعراف التي ستسود في البيئة والمجتمع، وخصوصاً إذا خالط الشخص أفراداً لا يتحلون بالأخلاق الحميدة. فعندما ينحرف الأفراد عن القيم النبيلة، يزداد التباعد بينهم وتنشأ النزاعات والانقسامات. إضافة إلى تفاقم الصراعات والعنف؛ يمكن أن يؤدي انعدام الأخلاق والقيم إلى تفشي المشاكل، وعدم الثقة بالمجتمع. 
فالتصرفات غير الأخلاقية تزيد من القلق والاضطرابات. وتُفقد الفرد الذي لا يتمتع بالأخلاق والقيم، الاحترام من قبل الآخرين، وبالتالي تسقط عنه صفة المسؤولية، فيتعرض للعزلة والانعزال. ما يؤدي إلى تدهور القيم الاجتماعية، وانحراف الأفراد عن القيم الاجتماعية المثلى وبالتالي انحطاطها.
الأخلاق تعد النسيج الاجتماعي الذي يحافظ على استقرار المجتمع. وضعف العلاقات الإنسانية يتسبب في انقطاع التواصل بين أفراد المجتمع في الوطن الواحد أو في الأمة. 
وقد عبر الشاعر أحمد شوقي عن ذلك في بيته المشهور عن الأخلاق بقوله: «إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ ... فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا»، وقد أكد هذا المعنى في كثير من روائع قصائده مثل قوله: « وَإِذا أُصيبَ القَومُ في أَخلاقِهِم... فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/uh5tf4yf

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"