تعتبر الصحة مؤشراً فعالاً لمستوى كفاءة الجسم الوظيفية، وقدرته على التكيف مع التغيرات الجسدية والعقلية والاجتماعية التي يتعرض لها الإنسان، وسلامته من الاعتلالات الجسدية والذهنية، فهي تساعده على أداء مهامه الحياتية اليومية بشكل سليم وصحيح، فهي نعمة كبيرة يمن الله بها على الإنسان، فمن يتمتع بها فإنه ينال الكثير من النعم التي يفتقدها المريض والعاجز، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصّحة والفراغ».
وتكمن أهميتها في أنها مبعث الطمأنينة والراحة النفسية، فهي تاج على رؤوس الأصحاء، لأنها سبب أساسي لتمتع الإنسان بعقل سليم وفكر منطقي، فالعقل السليم في الجسم السليم، وهي قوة لمواجهة مصاعب الحياة وتبعث الثقة بالنفس.
فشرب الكثير من المياه، والاهتمام بتناول الوجبات الرئيسية، والالتزام بنظام غذائي صحي، وأكل الخضار والفواكه، والحصول على قسط كاف من النوم، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتعرض لأشعة الشّمس، والابتعاد عن الأمور التي تسبب الأرق والقلق والضغط النفسي، يجعلها قوة دفع تساعدنا في الانطلاق إلى مسارات الحياة.
والقطاع الصحي في دولتنا يواصل حضوره المتميز، وريادته الإقليمية والدولية على مستوى الخدمات الطبية والإنجازات العلمية، يؤكد مجدداً جاهزيته وقدرته على مواجهة التحديات الصحية كافة، وفق أفضل المعايير والأنظمة العالمية المعتمدة، وتعمل الدولة على تطويره بهدف دعم قدراتها على مواجهة التحديات، وتعزيز شراكاتها الدولية المعتمدة في المجال الصحي، وتحرص على تعزيز الابتكار في هذا القطاع الحيوي، وتولي أهمية بالغة لتطوير البنية التحتية الخاصة بهذا القطاع، وخاصة المستشفيات والمراكز الصحية وتدريب الكوادر البشرية، بل تعدى الأمر إلى إرسال المساعدات والإمدادات الطبية إلى عدد من الدول الصديقة والشقيقة التي شهدت كوارث طبيعية وظروفاً استثنائية استدعت تدخلاً سريعاً، وتقديم كافة الخدمات الطبية والعلاجية للمتضررين، في حين استقبلت الإمارات الكثير من الحالات التي أجريت لها عمليات جراحية تكللت بالنجاح.
وختاماً، الصحة تعتبر من أهم الأصول التي يمتلكها الإنسان، فهي الأساس الذي يمكن من خلاله تحقيق الأهداف والتمتع بحياة مليئة بالنشاط والإيجابية، والحفاظ عليها يتطلب التوازن بين الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والعقلية وغيرها، والاهتمام بكل منها بشكل مستمر، فالصحة ليست مجرد غياب الأمراض والأوبئة، بل هي حالة من الرفاهية الكاملة التي يجب علينا السعي لتحقيقها والحفاظ عليها، لأنها إذا ذهبت لن تعود، فمن يمتلكها يمتلك الأمل، ومن امتلك الأمل امتلك كل شيء، فهي الثروة الحقيقية.
