توجيه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحصر اللاعبين المواطنين في كرة القدم، وقرار مجلس الشارقة الرياضي على إثره بحصر المشاركة في فئات المراحل السنية ومرحلة الشباب على اللاعبين المواطنين وأبناء المواطنات، جاء في وقته، ووجه لظاهرة غريبة كادت تشمل أغلب المنتخبات الوطنية في مختلف الرياضات، التي استعانت بأجانب للمنافسات الدولية، ولا نجد في الوقت نفسه مراكز متقدمة لحمل راية الدولة عالياً.
ونستغرب من أداء بعض المنتخبات الرياضية الوطنية، التي لا نجد فيها أياً من اللاعبين المواطنين، فيما تصل إلى المنافسات الدولية باللاعبين الأجانب، ولا نعلم أين الأهداف الوطنية الاستراتيجية التي تحققت، إذا كان الاهتمام والتركيز على الأجانب في تنمية مهاراتهم، وتمثيلهم للدولة، وإذا لم يصلوا فوق ذلك الاهتمام إلى المراكز المتقدمة التي يطمحون إليها، في حين أُهمِل استقطاب اللاعبين اليافعين والشباب المواطنين، واستُبدِل بهم الأجانب لحمل راية الوطن في المحافل الدولية؟!
والنوادي والمنتخبات تناست أن النجاح الباهر هو ذلك الذي يستقطب أعداداً كبيرة من البراعم والشباب المواطنين ويصقل مهاراتهم، ويوجههم إلى أن يصبحوا أبطالاً يحملون اسم وطنهم عالياً خفاقاً في قلوبهم قبل حمله بأياديهم، فالوطنية كانت الدافع الأول لوصول الكثير من اللاعبين المواطنين في مختلف الرياضات إلى المراكز الأولى في التسعينات والثمانيات من القرن الماضي، واضمحلت أعدادهم بالألفية الثانية، بعد أن اختل حضور اللاعب المواطن في المنظومة الرياضية، وبعد أن ركز القائمون على المنتخبات بالطرائق القصيرة للوصول إلى الفوز بالمراكز الأولى عبر الاستعانة بالأجانب.
وتوجيه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حين هدّد النوادي بسحب الدعم عنهم إذا لم يجد أبناءه اللاعبين المواطنين فيها، رسالة بالغة الشدة والأثر، ونرجو أن تعمم على كل الأندية والمنتخبات الرياضية، وقال سموّه: «هدفنا بالدرجة الأولى هو إشغال أبنائي بالرياضة في هذه الأندية، فكما يقال «العقل السليم في الجسم السليم»، ولكن ما حدث في هذه الأندية عكس ما ننشده، حيث كشفت لنا الإحصاءات أن أبنائي خارج أنديتهم، علماً بأن كل شاب فيهم هو ولدي وأريد أن أرعاه».
فنرجو أن ترعى جميع النوادي أبناءنا، وتوجه طاقاتهم وتبرزها في المحافل الدولية.
