عادي

اجتماع حاسم لـ«إكواس» حول النيجر.. حل دبلوماسي أم تدخل عسكري

11:55 صباحا
قراءة 3 دقائق
نيامي - أ ف ب
يعتزم قادة جيوش من غرب إفريقيا الاجتماع الخميس، في غانا لتنسيق تدخل محتمل في النيجر يهدف إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد بعد إطاحة انقلابيين بالرئيس النيجري المنتخب محمد بازوم.
وقررت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) التي تشعر بالقلق حيال سلسلة انقلابات عسكرية متتالية في المنطقة، تشكيل «قوة احتياط» لوضع حد للانقلاب في النيجر.
ويأتي اجتماع القادة العسكريين يومي الخميس والجمعة، بعد تجدد أعمال العنف في الدولة التي يسيطر عليها المتمردون، حيث قتل 17 جندياً نيجرياً على الأقل في كمين في جنوب غرب البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أنّ وحدة من الجيش وقعت «ضحية كمين إرهابي عند أطراف بلدة كوتوغو» في منطقة تيلابيري القريبة من بوركينا فاسو الثلاثاء.
وأضافت أنّ 20 جندياً أصيبوا، جروح ستة منهم بالغة، في هجوم هو الأكثر دموية من حيث حصيلة القتلى منذ انقلاب السادس والعشرين من تموز/يوليو.
وأفاد الجيش بأنه تم «تحييد» أكثر من مئة مهاجم كانوا على متن درّاجات نارية أثناء انسحابهم.
وتشهد منطقة الساحل في إفريقيا تمرّداً إرهابياً منذ أكثر من عقد بدأ في شمال مالي عام 2012 قبل أن يمتدّ في 2015 إلى النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين.
وتشهد منطقة «الحدود الثلاثية» بين البلدان الثلاثة عادة هجمات ينفّذها متمرّدون على ارتباط بتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين.
وأسفرت الاضطرابات عن مقتل آلاف الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين ودفعت الملايين للفرار من منازلهم.
ولعب الغضب حيال أعمال العنف دوراً في حدوث انقلابات عسكرية في الدول الثلاث منذ 2020، لتكون النيجر الأخيرة التي تشهد انقلاباً عندما أُطيح برئيسها المنتخب محمد بازوم في 26 تموز/يوليو.
- سفيرة أمريكية تصل قريباً
ويؤكد محلّلون أنّ أيّ تدخّل سينطوي على مخاطر عسكرية وسياسية، فيما أعلن التكتل أنّه يفضّل الخيار الدبلوماسي.
والثلاثاء أصدرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بياناً دانت فيه «بشدّة» الهجمات الأخيرة.
وحضّ بيان «إكواس» الجيش على «إعادة إرساء النظام الدستوري في النيجر بما يتيح له صبّ تركيزه على الأمن... الذي أصبح أكثر هشاشة بعد محاولة الانقلاب».
لكنّ العسكريين الذين استولوا على السلطة ويحتجزون بازوم، يشدّدون على أنّ الانقلاب هو نتيجة «تدهور الوضع الأمني».
وجرت محادثات هذا الأسبوع في أديس أبابا حيث اجتمع ممثلون عن إكواس وانقلابيو النيجر تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.
والثلاثاء، قام رئيس الوزراء المدني المُعيّن من الجيش النيجري علي محمد الأمين زين بزيارة غير معلنة إلى تشاد المجاورة، وهي دولة مهمة في منطقة الساحل غير المستقرة وليست عضواً في إكواس.
والتقى الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو وسلّمه ما وصفه بأنها رسالة «حسن جوار وأخوّة» من قائد النظام النيجري.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنّ سفيرة جديدة للولايات المتحدة ستتوجّه قريباً إلى النيجر في إطار جهود دبلوماسية لوضع حدّ للانقلاب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل: إنّ واشنطن تتطلّع إلى وصول السفيرة كاثلين فيتسغيبون إلى نيامي، مشدّداً على أنّ توجّهها إلى النيجر ليس قبولاً باستيلاء العسكريين على السلطة في البلاد.
وفيتسغيبون دبلوماسية متمرّسة ذات خبرة واسعة في شؤون إفريقيا وكان مجلس الشيوخ قد صادق على تعيينها في 27 تمّوز/يوليو، أي غداة الانقلاب.
واعتُبر انتخاب بازوم عام 2021 حدثاً تاريخياً في النيجر لأنّه فتح الباب لأول انتقال سلمي للسلطة في البلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.
ونجا بازوم من محاولتي انقلاب قبل أن تتم الإطاحة به في خامس عملية استيلاء على الحكم من قبل الجيش تشهدها البلاد.
وفرضت إكواس سلسلة عقوبات تجارية ومالية على النيجر، بينما علّقت كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة مساعداتها لهذا البلد.
وتُعدّ النيجر من بين أفقر دول العالم وتحلّ بشكل دائم في مرتبة متأخّرة في مؤشّر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة.
الأربعاء حذّرت الأمم المتحدة من أن الأزمة قد تفاقم بشكل كبير انعدام الأمن الغذائي في البلاد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycx7hxfa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"