عادي
الشيخ زايد أرسى دعائمها سياسياً واقتصادياً وثقافياً

العلاقات الإماراتية الإثيوبية.. روابط تتوّج أواصر الأخوة

01:19 صباحا
قراءة 7 دقائق
محمد بن زايد وآبي أحمد

إعداد: محمد إبراهيم

تجمع الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إثيوبيا علاقات تعاون وثيقة، ومتينة، ومتجذرة تؤكد أواصر الصداقة، والأخوة، والمصالح المشتركة، والرغبة الصادقة لقياداتي البلدين في تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما أن هذا التعاون يشهد تطوراً لافتاً في كل المجالات، خصوصاً على صعيد المجال الاقتصادي وتدفّق الاستثمارات الإماراتية إلى إثيوبيا.

تُولي دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، العلاقة مع دول قارة إفريقيا على المستويات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والتنموية، وغيرها أهمية كبرى، إذ بدأ تاريخ العلاقات بإفريقيا منذ تأسيس الدولة في عام 1971، وكانت الإمارات أول دولة خليجية وثاني دولة عربية تنضم إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي الذي يتخذ أديس أبابا مقراً له بصفتها عضواً مراقباً.

تعمل الإمارات على توسيع علاقاتها بالدول الصديقة وفق مبادئ الثقة، والاحترام المتبادل، والتفاهم، وخدمة المصالح المشتركة، وترتبط الدولة بعلاقات متنامية مع إثيوبيا في إطار حرص قيادتي البلدين على تعزيزها وتنمية أوجه التعاون المشترك في المجالات كافة.

ويعتبر تعزيز التعاون مع إثيوبيا هدفاً حيوياً للإمارات، حيث تساهم الشراكة الاقتصادية بين البلدين في تعزيز الاستقرار والأمن العابر للحدود بمنطقة القرن الإفريقي، وقد تطورت العلاقات الثنائية بين البلدين حتى انتقلت إلى مستوى من العلاقات الاستراتيجية القائمة على التواصل والتعاون، والتي تتسم بتوافق الرؤى في مختلف القضايا الثنائية، والإقليمية، والدولية.

ولعبت الإمارات دوراً أساسياً في دعم حل النزاع الثنائي بين إثيوبيا وإريتريا، وإحلال السلام، وإرساء الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وجاء منح المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، كلاً من أسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا، وآبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا «وسام زايد» تكريماً لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما، وتقديراً وتثميناً لدورهما في حل النزاع الثنائي.

تاريخ العلاقات

بدأت العلاقات بين الإمارات وإثيوبيا في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورئيس الوزراء الإثيوبي الراحل مليس زيناوي، وافتتحت إثيوبيا أول قنصلية تابعة لها في الإمارات عام 2004، ثم قامت الإمارات في عام 2010 بفتح سفارة لها في أديس أبابا، تبعتها إثيوبيا بفتح سفارة لها في أبوظبي عام 2014، انطلاقاً من هذا التواصل الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي امتدت خلاله علاقات الشعبين التجارية والثقافية والاجتماعية، وكذلك التطلعات لمستقبل مشرق والتزام الدولتين بالعمل على ترسيخ العلاقات الأخوية.

وحرصت الإمارات على دعم استقرار إثيوبيا والمساهمة في دفع عجلة التنمية فيها، حيث وصل إجمالي المساعدات الإماراتية إلى إثيوبيا 5.05 مليار دولار، شكلت المساعدات التنموية 89% منها، ليس ذلك فحسب، بل أن الإمارات تعد ثاني أكبر شريك تجاري لإثيوبيا، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 1.4 مليار دولار في عام 2022.

628 مليون دولار

بلغت الواردات الإماراتية من إثيوبيا 628 مليون دولار، فيما بلغت الصادرات الإماراتية 564.5 مليون دولار، كما بلغت قيمة إعادة التصدير الإماراتية إلى إثيوبيا 553.3 مليون دولار، في حين بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا 2.9 مليار دولار، وأبرز قطاعاتها تصنيع الأدوية، والألومنيوم، والأغذية، والمشروبات، والمواد الكيميائية.

كما تضمنت قائمة الشركات الإماراتية التي تستثمر في إثيوبيا شركة الكندي للسيارات، ومجموعة الغرير، والبواردي للاستثمار، وموانئ دبي العالمية، وتلال النسر، والمنظمة الدولية للشحن الإلكتروني، وكيماويات الصقر، وشركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار»، وشركة حديد للخدمات الدولية، ومجموعة هايل سعيد أنعم، ومجموعة لوتاه.

حملات الدعم

في عام 2019 أطلقت أبوظبي العديد من الحملات الترويجية لدعم الاستثمار في إثيوبيا وتعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين، حتى بات لدى الإمارات اليوم ما يزيد على 113 مشروعاً استثمارياً في إثيوبيا، وبلغ حجم التجارة بين الطرفين نحو 800 مليون دولار، وتمتلك أبوظبي اليوم مشاريع في مجالات الزراعة، والصناعة، والتجارة، والاستثمار، والخدمات، والعقارات، والطاقة في إثيوبيا.

زيارات رفيعة المستوى

تعد زيارة هيال مايام دسالين رئيس وزراء إثيوبيا الأسبق للإمارات، خلال الفترة من 19 حتى 21 يناير 2014، على رأس وفد رفيع المستوى ضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الإثيوبية من أبرز الزيارات الرسمية بين البلدين، حيث عقد رئيس الوزراء الإثيوبي آنذاك مباحثات رفيعة المستوى مع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي آنذاك، وأكد اللقاء أهمية دعم العلاقات الثنائية وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

وتم عقد لقاء مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ركز مضمونه على توسيع آفاق التعاون بين البلدين، لا سيما مجالات الاستثمار في قطاعات الصناعة، والزراعة، والسياحة، والتعدين، والطاقة، والبنية التحتية.

وقام سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، بزيارة رسمية إلى إثيوبيا في 7 مارس 2018 على رأس وفد رفيع المستوى لحضور اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون بين البلدين، وتم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لإجراء مشاورات سياسية.

أول جولة

قام آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في مايو 2018 على رأس وفد رفيع المستوى ضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الإثيوبية، في أول جولة خليجية له، وذلك بعد شهر واحد من توليه السلطة في بلاده.

وكانت الزيارة الأولى لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي آنذاك إلى إثيوبيا في 15 يونيو 2018 على رأس وفد عالي المستوى، إذ شكلت الزيارة نقلة نوعية كبيرة في العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين، وحققت نتائج مهمة منها التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية في عدة قطاعات.

وقام رئيس الوزراء الإثيوبي بزيارة إلى دولة الإمارات في يوليو 2018 للمشاركة في القمة الثلاثية الإماراتية الإثيوبية الإريترية، والتي تم خلالها منح الرئيسين الإثيوبي والإريتري «وسام زايد» تقديراً لجهودهما في إنهاء الصراع وحالة الحرب بين بلديهما، التي استمرت أكثر من 20 عاماً، وفتح آفاق التعاون بينهما، وتحقيق السلام في منطقة القرن الإفريقي.

خطوة التطوير

قام رئيس الوزراء الإثيوبي بزيارة إلى دولة الإمارات في مارس 2019، في خطوة لتطوير العلاقات المتنامية بين البلدين الصديقين، كما حضر جانباً من فعاليات البطولة الدولية للألعاب الخاصة التي استضافتها العاصمة أبوظبي.

وفي مارس 2021 التقى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع ديميكي ميكونين، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي، وناقش الجانبان خلال الاجتماع التطورات المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي والنزاع الحدودي بين إثيوبيا والسودان.

وفي سبتمبر 2021 عقد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة، اجتماعاً مع ديميكي ميكونين، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي، على هامش الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وناقش الجانبان العلاقات الثنائية القائمة وسبل تعزيز التعاون في جميع القطاعات.

الاقتصاد والاستثمار

في يناير 2022 التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مع آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي في أبوظبي، واستعرض الجانبان خلال اللقاء تقدّم التعاون المشترك بين دولة الإمارات وإثيوبيا في مختلف القطاعات بما في ذلك التنمية، والاقتصاد، والاستثمار، فيما اجتمع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مع ديميكي ميكونين، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية إثيوبيا، على هامش الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2022، وناقش الجانبان خلال الاجتماع العلاقات الثنائية القائمة وسبل تعزيز التعاون في شتى القطاعات.

وفي نوفمبر من العام نفسه اجتمع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع ديميكي ميكونين، على هامش منتدى صير بني ياس، وناقش الجانبان خلال الاجتماع العلاقات الثنائية القائمة وسبل تعزيز التعاون.

علاقات ثنائية

في يناير من عام 2023، التقى صاحب السمو رئيس الدولة مع رئيس الوزراء الإثيوبي على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة، وناقشا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى المسائل ذات الاهتمام المشترك، مثل تغير المناخ قبيل استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف «28 COP».

فيما التقى الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان مع رئيس الوزراء الإثيوبي، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا في فبراير 2023، إذ ناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما التقى الشيخ شخبوط بن نهيان مع عمر حسين سفير إثيوبيا لدى دولة الإمارات في إبريل 2023، حيث بدأ السفير الإثيوبي مهمته في دولة الإمارات، وناقش الجانبان العلاقات الثنائية القائمة وسبل تعزيز التعاون في مختلف القطاعات.

وفي يونيو 2023 التقى الشيخ شخبوط بن نهيان مع ديميكي ميكونين، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، والذي انعقد في الرياض، وتم مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

اهتمام مشترك

التقى الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان مع آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي في يوليو 2023، على هامش اجتماع مجموعة الإيغاد الرباعية بشأن الأوضاع في السودان، والتي انعقدت في أديس أبابا، وتم مناقشة طرق لتطوير العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً.

كما استقبل الرئيس الإثيوبي السابق، جيرما ولد جيورجيس، بقصره الرئاسي في عام 2013 الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك، والوفد المرافق له، وقد أكد الرئيس الإثيوبي أهمية هذه الزيارة في فتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك، معرباً عن ثقته بأن الزيارة سيكون لها نتائج مثمرة في تطوير علاقات التعاون الثنائي.

ليست جديدة

العلاقة بين الإمارات وإثيوبيا ليست جديدة، وإنما تعود إلى سنوات، حيث لعبت أبوظبي دوراً دبلوماسياً في المصالحة التي جرت في عام 2018 بين إثيوبيا وإريتريا، وقدّمت دعماً مالياً لإثيوبيا قيمته نحو 3 مليارات دولار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6dmrk6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"