عادي
99 مليار دولار حصة الإمارات من التجارة العربية - الصينية ب 23.5%

«الحزام والطريق».. 10 سنوات من المبادرات

00:03 صباحا
قراءة 5 دقائق
إعداد: خالد موسى

تحتفل مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، بمرور عشر سنوات من التعاون المشترك مع أكثر من 152 دولة في العالم والتي تمثل ما نسبته 75% من سكان العالم. وعلى الرغم من معارضة البعض لهذه المبادرة السلمية الحضارية الإنمائية، استطاعت الصين تحقيق نتائج ملموسة، من خلال إفشاء السلام والحوار بين الدول، وتنمية العلاقات القوية معهم والمنفعة المتبادلة، من خلال المشاريع الإنمائية، لاسيما الدول المنضوية ضمن المبادرة.

تهدف المبادرة إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية، تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا على طول طرق تجارة «طريق الحرير» القديمة، سعياً الى تحقيق تنمية وازدهار على نحو مشترك. ويعود تاريخ طريق الحرير القديم إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ويشير الاسم إلى شبكة الطرق البرية والبحرية، التي ربطت بين الصين وأوروبا مروراً بالشرق الأوسط، بطول يتعدى عشرة آلاف كلم.

وتقوم المبادرة على 4 مفاهيم: السلام والتعاون، الانفتاح والتسامح، المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، التعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة. ومع مرور عقد على هذه المبادرة، وقعت الصين، حتى نهاية النصف الأول من هذا العام على أكثر من 200 وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك ل «الحزام والطريق» مع 152 دولة و 32 منظمة، بحسب بيانات مكتب بحوث السياسات التابع للجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح.

  • البنية التحتية

وبحسب البيانات، جرى تحسين ارتباطية البنية التحتية والوصول إليها، عبر نقل 16.4 مليون رحلة ركاب، عبر خط سكك الحديد بين الصين ولاوس، ونقل 21 مليون طن من البضائع عبر هذا الخط.

وأظهرت بيانات النصف الأول من 2023، نمو عدد رحلات قطار الشحن بين الصين وأوروبا بنسبة 16% إلى 8641 رحلة. كما نما عدد حاويات نقل البضائع (20 قدماً) بنسبة 30% إلى 936 ألف حاوية.

  • تجارة السلع

ووفقاً للبيانات، ارتفعت قيمة تجارة السلع بين الصين والدول الواقعة على طول «الحزام والطريق» ومن بينها الدول العربية، 9.8%، كما نما حجم الاستثمار المباشر غير المالي للصين في هذه الدول بنسبة 19.6%، خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2023.

  • التكامل المالي

وعلى صعيد تعزيز التكامل المالي، أشارت بيانات البوابة إلى القيام بأعمال مشتركة مع وكالات التنمية الثنائية والمتعددة الأطراف ذات الصلة بطريقة منظمة، وإفساح المجال كاملاً لدور المؤسسات المالية الموجهة نحو السياسات، وتشجيع صندوق طريق الحرير على توسيع الاستثمار بشكل مطرد في البلدان المشاركة، عبر إنشاء نظام استثمار وتمويل متنوع ومستقر ومستدام، ما يوفر دعماً مالياً قوياً لتنمية البلدان المشاركة. ويعمل صندوق طريق الحرير، بقيادة التنمية والاستثمار على المدى المتوسط والطويل عبر تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية المحلية والأجنبية، من خلال نشاطات استثمارية مشتركة، ومنذ إنشائه، التزم الصندوق بمبدأ «الاستشارة، البناء المشترك، المشاركة»، الذي اقترحته المبادرة، وأقام علاقات تعاون واسعة النطاق مع العديد من المستثمرين، إضافة إلى منظمات الدولية والإقليمية.

وإلى جانب صندوق طريق الحرير، يبرز دور البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي دُشن عام 2016، وهو بنك تنموي متعدد الأطراف مقره في بكين، أصبح إحدى المنصات الرئيسية متعددة الأطراف لبناء المبادرة، إلى جانب بنوك التنمية متعددة الأطراف الأخرى، وقد حاز ثقة واسعة واعترافاً من المجتمع الدولي.

  • العلاقات العربية

وعلى صعيد العلاقات مع الدول العربية، وقعت الصين وثائق التعاون بشأن البناء المشترك للحزام والطريق مع 20 دولة عربية وجامعة الدول العربية. وواصل التعاون الصيني العربي ازدهاره في الأعوام السابقة، عبر مد يد التعاون خلال الوباء. ورغم ذلك، ظلت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، إذ نمت التجارة الثنائية 30% إلى 421 مليار دولار خلال العام الفائت، حيث استحوذت الإمارات وحدها على 99.2 مليار دولار من إجمالي قيمة التبادل التجاري مع الدول العربية، أي ما نسبته 23.5%.

وبلغت قيمة التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية 134.86 مليار دولار أمريكي خلال الربع الأول من 2023، بزيادة 2.1% على أساس سنوي، حيث شهدت 17 دولة عربية نمواً في تجارتها مع الصين، و9 دول سجلت نمواً بنسبة أكثر من 15% من هذه التجارة.

وأقامت الصين والدول العربية، من خلال مبادرة «الحزام والطريق»، علاقات شراكة استراتيجية قائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل، مع 12 دولة عربية على صعيد ثنائي، بما فيها علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والدول الأربع، أي الجزائر ( 2014) ومصر (2014) والسعودية (2016) والإمارات (2018)، وعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول الثماني، أي قطر (2014) والعراق (2015) والأردن (2015) والسودان (2015) والمغرب (2016) وجيبوتي (2017) وعمان (2018) والكويت (2018).

  • إشادة دولية

وأشار تقرير حديث صادر عن مؤسسة الأبحاث الأوروبية، معهد «بريغل»، إلى أنه على مدار العقد الماضي، نجحت مبادرة الحزام والطريق في تحمل العديد من التحديات والاختبارات، وحظيت بإشادة واسعة النطاق من المجتمع الدولي، وخاصة من البلدان النامية. وتكشف البيانات أنه على مدار عقد من الزمن، حفزت المبادرة استثمار ما يقرب من تريليون دولار أمريكي، ما أدى إلى تشكيل أكثر من 3000 مشروع تعاوني، وخلق 420 ألف فرصة عمل للبلدان الواقعة على طول الطريق، وبالتالي تقديم أكثر من 40 مليون دولار لمكافحة الفقر.

وقال التقرير، إنه في السنوات الأخيرة، قدمت الصين فوائد ملموسة للبلدان الواقعة على طول الحزام والطريق، من خلال قنوات التجارة والاستثمار، ولعبت المبادرة أيضاً دوراً تكميلياً في المساعدة الإنمائية، جنباً إلى جنب مؤسسات مثل البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي، ما خلق فرصاً إنمائية جديدة لهذه البلدان.

  • إجمالي الإنفاق

وبدءاً من عام 2023، بلغ إجمالي الإنفاق على مبادرة الحزام والطريق حوالي تريليون دولار، وتمول الصين هذه المشاريع مباشرة من خلال عقود البناء مع الشركات الصينية، أو تقدم قروضاً من البنوك المملوكة للدولة، ليتم سدادها بالكامل بسعر فائدة 6%. وتوقع بنك «مورغان ستانلي» أن تصل النفقات الإجمالية للصين بالمبادرة، بين 1.2 إلى 1.3 تريليون دولار، بحلول 2027. وبحسب البنك، قد تؤدي المبادرة أيضاً إلى زيادة استخدام العملة الصينية، بما يتماشى مع جهود الدولة لتدويل الرنمينبي (RMB). في بعض بلدان الحزام والطرق، وبدأ هذا الأمر بالفعل، وعلى سبيل المثال، أقدمت دول عدة من بينها الأرجنتين والبرازيل والسعودية والهند على استخدام اليوان الصيني في تعاملاتها، بما فيها مع صندوق النقد الدولي.

وأظهر بحث جديد أن مشاركة الصين في مجال الطاقة الخارجية في دول المبادرة (BRI)، في النصف الأول من عام 2023، كانت «الأكثر خضرة» من حيث نوع المشروع منذ بدايته، وفقاً لتقرير صادر عن مركز التمويل والتنمية الأخضر (GFDC) في جامعة فودان في شنغهاي.

ووفقاً لهذا التقرير، فإن 56% من المشاريع الصينية في قطاع الطاقة في بلدان المبادرة، خلال النصف الأول من 2023، ذهب إلى الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو مشاريع الطاقة المائية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/phshc43f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"