«صوت مصر».. من يكون؟

23:34 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

منذ أن كانت أم كلثوم تعتلي المسرح فيتأهب العالم العربي كله ليسمع «حفلة الست» عبر أثير الإذاعة، ومنذ أن كانت فيروز تتربع على عرش الغناء السهل الممتنع بصوتها الملائكي السلس الناعم القوي الذي يصعب إيجاد شبيه له، ومنذ أن كانت الألقاب التي أطلقها إعلاميون على النجوم ترتبط بموهبتهم ومكانتهم لدى الجمهور، مثل كوكب الشرق وسفيرتنا إلى النجوم وجارة القمر والعندليب الأسمر وقيثارة الشرق وملك العود وغيرها.. لم يكن اللقب هدفاً ولم نسمع عن فنان علّق مكانته في الفن ولدى الجمهور على شمّاعة اللقب، أو تعامل مع موهبته وما يقدمه من أغان ناجحة في ميزان ما يطلقون عليه من مسميات وما تساويه بنظره.

ترى ما الذي تغير في معايير الفن وقيمه وقيمته حتى يصبح اللقب أهم من الموهبة أحياناً، وأهم من سلوكيات الفنان وأخلاقه، وأهم من مسيرته وطول وعرض رحلته في عالم الغناء، وأهم وأعلى من مجمل ما يتضمنه أرشيفه من أعمال مميزة؟ ترى لو لم تُلقب أم كلثوم بكوكب الشرق هل كانت ستهجر الغناء أم ستتردد قبل أن تمنح كل أغنية فيضاً من مشاعرها فتؤديها على المسرح وكأنها تعيشها بكل تفاصيلها وتتفاعل معها بكل جوارحها؟! نتحدث عن اللقب وأهميته وكيفية تعامل الفنان معه، من منطلق ما يثيره لقب «صوت مصر» من جدل على السوشيال ميديا، اشتعل حين ردت شيرين عبدالوهاب في أحد البرامج التليفزيونية العربية مؤخراً أنها الأجدر بلقب «صوت مصر» ثم أعلنت أن هذا اللقب تستحقه مطربات كثيرات بعدما عبّر جمهور النجمة أنغام عن غضبه منها باعتبار نجمتهم المفضلة هي الأولى بحمل هذا المسمى.. والمسألة لم تنته هنا، بل دخل على الخط الفنان عمرو مصطفى، الذي عبّر صراحة على حسابه على الفيسبوك أنه «الأحق بلقب صوت مصر» نظراً إلى الأعمال الفنية التي قدمها لوطنه ولقيت إعجاب الجمهور قائلاً: «صوت مصر يساوي عدد ما قدمه الفنان لمصر، زمان كانوا أصوات مصر أم كلثوم لأنها غنت لمصر أعمال فنية أثرت في الشعب في ذلك الوقت، عبدالحليم كذلك والفنانة شادية» منوهاً بمن يقدمون حالياً أغاني وطنية أو تتغنى بمصر وتاريخها وحضارتها ونيلها.. لكن من يستحق اللقب بنظره هو من قدم أكبر عدد من هذه الأغنيات مستكملاً: «كل الأغاني السابقة بعدد ما قدمه الفنان لوطنه صح ولا إيه يا بتوع المدارس ولا العمر يروح هدر علشان شوية أشخاص بيوزعوا الألقاب على مزاجهم».

«صوت مصر» من يكون؟ كل فنان خدم بلده ونشر اسمه بفنه وصوته وأعماله المشرّفة هو صوت مصر، وكل فنان ترك بصمة ولفت أنظار العالم فتغنوا ببلده من خلال إعجابهم بأغنياته وأعماله هو صوت مصر.. إذاً ماذا نقول عن محمد منير المحبوب في ألمانيا وانتشرت أغانيه هناك منذ سنوات؟ اللقب كبير على أن يحمله واحد فقط، ولا يقاس بعدد ما قدمه الفنان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykccn6ve

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"