والدا سلطان النيادي

01:28 صباحا
قراءة دقيقتين

مؤثرةٌ تلك الكلمات التي رحّب بها والدا سلطان النيادي، بعودة ابنهما إلى الأرض بخير وسلامة، هي كلمات قليلة وبسيطة لكنها معبرة جداً، مسّت قلوبنا جميعاً، ربما لأننا شعرنا منذ انطلاق رحلته ضمن فريق «كرو ٦» بمركبتهم «دراغون» إلى الفضاء، أنه ابننا جميعاً، ابن كل بيت عربي، وليس فقط ابن كل بيت إماراتي، تابعنا رحلته ويومياته باهتمام، لم تكن متابعة سطحية بل مغلفة بمشاعر وحب اطّلاع ومعرفة واطمئنان.. مهمة صعبة جعلها سلطان تبدو سهلة «لذيذة» في عيوننا، كلما أطل بابتسامته المشرقة وحديثه السلس وتفاعله مع المتابعين والسائلين، ورسائله العلمية ومقاطع الفيديو والصور التي تواصل معنا بها..

هنيئاً لكم ولنا عودة ابنكم وابننا سلطان النيادي سالماً غانماً إلى هذا الكوكب، وعودته إلى وطنه الإمارات وحضن أسرته التي صارت هي أيضاً نموذجاً للأسرة التي تحسن تربية أبنائها وتدعمهم وتعيش معهم ومن أجلهم الحلم ليصدقوه ويحولوه إلى حقيقة؛ إنما هذه النقلة من الحلم والطموح إلى الحقيقة الملموسة لا يمكن أن تتحقق دائماً بمجهود ذاتي فقط، فمثل هذا المشروع الضخم لا يمكن أن يرى النور، لولا وجود دولة كانت منذ بدايتها تحلم هي الأخرى بالوصول بطموحاتها ومخططاتها أبعد من القمر، الوصول إلى الفضاء لم يكن مجرد كلام؛ بل حقيقة آمنت بها الإمارات فعزمت على دعم شبابها والمشي معهم صعوداً نحو الابتكار والإبداع وطبعاً.. نحو الفضاء.

سلطان النيادي صار قدوة، النموذج الذي نحبّ أن يتشبه به شبابنا وبناتنا فيسيرون على خطاه ليس فقط باتجاههم نحو العلوم والتكنولوجيا وأن يكونوا رواد فضاء ويكون هناك نماذج جديدة مقبلة تشبه رحلة «دراغون» و«كرو ٦».. إنما ليسيروا على خطى الطموح والإرادة والتسلح بالطموح والصبر والنفس الطويل، من أجل السعي بلا يأس نحو تحقيق ما يحلمون به، والنجاح الذي يكون مشرّفاً لهم ولعائلاتهم ووطنهم.

كلمات والد سلطان النيادي ووالدته تحمل كل الرضا والسعادة والحنان و«رضا الأبوين» الذي لا يقدر بثمن، وكلمات رئيس الدولة ونائبه وقادة الإمارات تحمل كل الفخر والكثير من الأمل لكل أبناء هذه الدولة، بأن الأبواب مفتوحة أمام كل من يسعى ويريد فعلاً العمل ليكون شريكاً في بناء وطنه ومستقبله في أي مجال يريده، فالطموح والنجاح وفخر الوطن لن يكون محصوراً بمجال واحد ولا المستقبل يفتح باباً واحداً وينتظر عقول وسواعد تبنيه في تخصص واحد.. وإذا كان سلطان النيادي حقق إنجازاً تاريخياً، فنتمنى أن يكون هناك الكثير من الحالمين بالنجاح مثله، على أن يتمسكوا بالصبر والأخلاق أيضاً ليكونوا قدوة مشرّفة يمشي على خطاها آخرون في المستقبل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/y4hh8ahp

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"