عادي

الدبلوماسية الفرنسية «في مصيدة الساحل» بسبب «عناد ماكرون»

00:22 صباحا
قراءة 3 دقائق
ماكرون

باريس - أ ف ب

يتجه توازن القوى إلى مزيد من التصلب بين دول منطقة الساحل وفرنسا التي تبحث دون جدوى عن مخرج للأزمة إثر انقلاب 26 يوليو/ تموز الماضي العسكري في النيجر.

الجمعة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن السفير الفرنسي في نيامي «يحتجزه» العسكريون الممسكون بالسلطة، وأنه لا يتناول سوى «حصص غذائية عسكرية». وترفض باريس الاعتراف بالسلطات النيجرية الجديدة، كما ترفض مغادرة سفيرها سيلفان ايتيه تلبية لطلب الانقلابيين الذين أطاحوا الرئيس محمد بازوم المحتجز في قصره.

وعند سؤاله عن احتمال عودة السفير إلى باريس، قال ماكرون: «سأفعل ما سنتفق عليه مع الرئيس بازوم، لأنه هو صاحب السلطة الشرعية»، موضحاً أنه يتحدث يومياً إلى بازوم الذي تجمعه بماكرون علاقة شخصية وثيقة، بحسب مصادر عدة قريبة من الرئاسة.

وقال بكاري سامبي مدير معهد تمبكتو في دكار إن «العناد غير الواقعي لماكرون مع خطاب يعزز الانطباع باتباع سياسة الوصاية أصابا الدبلوماسية الفرنسية بالضياع في هذا الملف». وأضاف: «الخوف من رؤية الوضع في النيجر ينسحب على المنطقة برُمتها ألقى بثقله على العناد الفرنسي. المؤسف أن فرنسا تجد نفسها داخل حلقة مفرغة».

وبعد عشرة أعوام من عمليات مكافحة المتطرفين دُفع العسكريون والدبلوماسيون الفرنسيون إلى خارج مالي، ثم إلى خارج بوركينا فاسو العام الماضي. ومذاك، استعان المجلس العسكري في باماكو بخدمات مجموعة فاغنر الروسية. ولم يبق لباريس سوى حليف واحد في المنطقة هو نيامي.

- «مصيدة الساحل»

وفي رأي أنطوان غلاسر الذي شارك في تأليف كتاب «فخ ماكرون الإفريقي» أن «أسلوب التعبير لدى ماكرون، الذي بات يفتقر أكثر فأكثر إلى الدبلوماسية يكشف انزعاجاً شديداً. نلاحظ فعلاً أنه بات في الزاوية، وأن فرنسا وقعت الآن في مصيدة الساحل».

سبق أن توعدت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالتدخل عسكرياً في النيجر، لإعادة الانتظام الدستوري. وفي هذا السياق قال غلاسر: «مع كل يوم يمر، يتضاءل إمكان تدخل إكواس، حتى لو كان ذلك لا يعني أنها لن تقوم بهذه الخطوة».

ويرى أن تصريحات ماكرون تهدف على الأرجح إلى إحياء دعم إكواس، وكذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

لكن حلفاء فرنسا الغربيين لم يصل بهم الأمر إلى إظهار هذا الحزم حيال نيامي، واكتفوا بالدعوة إلى حل دبلوماسي للأزمة، فيما استأنفت واشنطن طلعاتها الاستطلاعية فوق النيجر.

وعلى العكس، «لم تسجل أي طلعة جوية فرنسية» منذ الانقلاب، وفق المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية.

أما الجنود الفرنسيون ال1500 الذين ينتشرون في النيجر دعماً للقوات المحلية في مواجهة المتطرفين فلم يحركوا أياً من مسيراتهم أو مروحياتهم أو مقاتلاتهم.

وقالت هيئة الأركان الفرنسية إن عملية إمداد القواعد الفرنسية تتم «في ظروف معقدة إلى حد ما»، مع تأكيدها أن «جنودنا مستعدون للتعويل على أنفسهم في هذه المعسكرات».

لكن مايكل شوركين، مدير البرامج لدى مؤسسة «14 نورث استراتيجيز» الأمريكية، أكد أن «القوات الفرنسية لا تستطيع الصمود إلى ما لا نهاية، لافتاً إلى أن فرنسا تخوض سباقاً مع الوقت».

وفي مؤشر إلى تصاعد التوتر أمرت بوركينا فاسو، الجمعة، بمغادرة الملحق العسكري الفرنسي الذي لا يزال موجوداً في واغادوغو، متهمة إياه بممارسة «أنشطة تخريبية».

وفي نهاية الأسبوع، اضطرت باريس إلى احتواء جدل نشأ من تدبير إداري يطلب وقف أي تعاون ثقافي مع النيجر وبوركينا ومالي، حيث خدماتها القنصلية مغلقة. وأكدت الحكومة الفرنسية الجمعة أن البلاد ستواصل استقبال فنانين من منطقة الساحل.

وتأتي هذه المواجهة الدبلوماسية على وقع استمرار التدهور الأمني في المنطقة. فمنذ 26 يوليو/ تموز الماضي، أسفرت هجمات إرهابية عدة في النيجر عن سقوط أكثر من مئة قتيل نصفهم مدنيون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yy7zpfvw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"