عادي
الإمارة شهدت في عهده نهضة عصرية وحضارية

الشرقـي..49 عـامـاً مـن أجـل خير الفجيرة أرضاً وإنساناً

00:10 صباحا
قراءة 7 دقائق

تحتفي الإمارات اليوم بالذكرى التاسعة والأربعين، لتولي صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، مقاليد الحكم في الإمارة، احتفاء يلمس تفاصيله على الأرض كل من عاش بهذه الإمارة الجميلة أو مر بها خلال تلك السنوات، لتصبح الفجيرة مقصد الزائر والباحث عن الجمال، ووجهة الاقتصاد الحديث من كل أنحاء العالم.
لقد آمن سموّه، في وقت مبكر بأن جوهر البناء والتطور في الحياة قائم على الاستثمار في الإنسان، فدعّم حركة الشباب، ومضى يدعّم مشاريعهم ويساندهم في تحقيق أحلامهم. مؤكداً الإيمان المطلق بالتطور والتغيير، ومحبة الناس ومضيّهم خلف قيادته الحكيمة، ومعهم وبهم سار سموّه، وفق خطط اجتماعية واقتصادية وثقافية واسعة جعلت الفجيرة مركزاً مهماً، وقِبلة لأصحاب المشاريع الاستثمارية الكبيرة، وليكون الثامن عشر من سبتمبر، في كل عام، يوماً استثنائياً في مسيرة الدولة والإمارة الجميلة التي اتسعت وكسبت قوة ومنعة، وازدادت جمالاً بفضل حكمة سموّه، ورؤيته الثاقبة في قراءة المعطيات العربية والدولية.

1

التفاصيل
وبالعودة إلى ذاكرة الإمارة، وبالتحديد إلى الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1948، تاريخ ولادة صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، سنعثر على الكثير من التفاصيل التي صاغت شخصيته وقد ترعرع في كنف والده ومعلمه الأول، الشيخ محمد بن حمد الشرقي، طيّب الله ثراه.
بداية العطاء
في عام 1969، أصدر الوالد الشيخ محمد بن حمد الشرقي، المرسوم الأميري رقم «5»، القاضي بتعيين سموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، ولياً للعهد وقائداً للشرطة والأمن العام، لتبدأ مسيرة العطاء والعمل على الأرض، بعدما قضى زمناً طويلاً في الدراسة بالخارج واطلع على أحدث الحضارات العالمية.
العودة إلى إنجازات العقود الماضية، تُظهر حجم الجهود التي بذلها صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، في بناء إمارة الفجيرة، والمساهمة إلى جانب الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في بناء الدولة، فقد شغل عام 1971، منصب وزير الزراعة والثروة السمكية في أول تشكيل حكومي بعد قيام الاتحاد، وكان حينها ولياً للعهد، وكانت مهمته وضع الخطط الاستراتيجية لتطوير الزراعة ودعم الثروة السمكية، بحيث يتجاوز الاكتفاء الذاتي إلى التصدير للخارج، وهذا ما تم فعلاً في السنوات اللاحقة.
الاقتصاد والبنية التحتية
بدأ صاحب السموّ حاكم الفجيرة، مسيرته التنموية، منذ تعيينه ولياً للعهد عام 1969، فركّز على جذب الاستثمارات الأجنبية ودعم قطاع الزراعة والسياحة والاقتصاد والتعليم، ومنذ ذلك الوقت، بدأت الفجيرة تقطع خطوات متسارعة على طريق التنمية والازدهار، وقد شهدت أوجها بعد توليه مقاليد حكم الإمارة، فكانت البداية بتطوير ميناء الفجيرة وإنشاء منطقة الفجيرة للصناعات البترولية «فوز»، حيث أصبح ميناء الإمارة ثاني أكبر مركز لتزويد السفن بالوقود في العالم، وكان لذلك انعكاسه الكبير على قيام المشاريع الجديدة وازدياد فرص العمل، ونشوء المعامل الحديثة التي استفادت من البنية التحتية القوية التي تم إنشاؤها في الفجيرة.

1
الشرقي خلال تفقده عدداً من المناطق في الإمارة

رؤية استراتيجية
وكان لسموّه رؤية استراتيجية شاملة لمفهوم التنمية، جعلته دائماً يركز على جميع أطراف المعادلة من أجل تحقيق الازدهار، فلا مشاريع بلا بنية تحتية قوية، ولا معامل أو حسن استثمار للثروات، بلا إنسان جديد متعلم يواكب العصر.
وشهدت إمارة الفجيرة، بفضل قيادته ورؤيته الاستراتيجية، نشاطاً اقتصادياً كبيراً في الصناعات البترولية والملاحة البحرية، وأصدر عدداً من المراسيم لتأسيس المؤسسات الاقتصادية الضخمة التي تُعنى بتطوير الإمارة في هذا القطاع الحيوي، فقد افتتح أول مصنع للصوف الصخري في دول مجلس التعاون، عام 1982، ويصنّف اليوم أكبر شركة للمواد العازلة في الشرق الأوسط، تعمل على توريد وتزويد الدول حول العالم بمواد العزل المستهلكة في قطاع البناء.
كما أولى اهتماماً كبيراً للثروة المعدنية والصناعات التعدينية، لما تحتويه بيئة إمارة الفجيرة من مواقع طبيعية زاخرة بالأحجار والمواد الخام وانتشار شركات المحاجر والمقالع التي باتت تلعب دوراً محورياً في إمداد الشركات بمواد البناء وتلبية متطلبات السوق العالمي، وإسهامها المباشر في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيط القطاع العقاري على مستوى الدولة وخارجها.
المنطقة الحرة
وفي عام 1987، أصدر مرسوماً بإنشاء المنطقة الحرة بالفجيرة، وعملت منذ ذلك الحين جنباً إلى جنب مع ميناء الفجيرة، على تبنّي سياسة التنويع الاقتصادي وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية عبر استقطاب الاستثمارات الأجنبية والشركات العاملة في مختلف أنواع الصناعات الحيوية، لتصبح اليوم من المؤسسات الاستراتيجية الشريكة في اقتصاد الإمارة ودعم ناتجها المحلي. وفي عام 2012، أعلن بدء عمليات تصدير النفط عبر مشروع خط حبشان - الفجيرة، من أبوظبي إلى الفجيرة، في خطوة اقتصادية أضافت إلى رصيد الإمارة نقاطاً ثمينة في خططها البنّاءة.
وقد أكد سموّه ضرورة استفادة الإمارة من موقعها الجغرافي الجذاب المطل على المحيط الهندي، وبذلك نرى نشاطاً سياحياً واسعاً، وحركة نشطة للفنادق المنتشرة بكثافة في الإمارة، وزيارة دائمة لعشاق الطبيعة الجبلية والبحر على مدار العام، ليستمتعوا بمناخها الأخاذ ويزوروا قلاعها التاريخية الكثيرة.
وفي نوفمبر 2021، أصدر سموّه، مرسوماً أميرياً يقضي بإنشاء «برنامج الفجيرة للتميز الحكومي» انطلاقاً من إيمانه بأهمية تطوير الأداء في المؤسسات الحكومية، والانتقال إلى مستوى متطور في تحسين كفاءات العاملين فيها، عبر تأسيس الشراكات الاستراتيجية بين الدوائر المحلية والقطاع الخاص إقليمياً وعالمياً.

1
الشرقي خلال لقائه الأهالي في دبا الفجيرة

تطوير الخدمات الطبية
وحرص سموّه، على تطوير قطاع الخدمات الطبية، وتوفير الطبابة المجانية، وإقامة المستشفيات التي استقطبت أفضل الكوادر الطبية من مختلف الجنسيات، وقدّمت خدماتها للمواطنين والمقيمين. وزار المستشفيات والتقى العاملين فيها، ووجّه بتوفير مستلزمات الرعاية وتطويرها دورياً، وبدعم من سموّه، شملت المشاريع التطويرية الصحية، مشروع التوسعة الجديدة في مستشفى الفجيرة، حيث أنشئت أقسام جديدة تضم أفضل الأجهزة الطبية المتطورة، لتقديم خدمات صحية حديثة للمجتمع.
بناء الإنسان
بناء الإنسان عبر المؤسسات التعليمية، كان الامتحان الأكبر بالنسبة للوالد الحاكم، ففيها يتلقى النشء مفاهيم الوطنية وحب الأرض والأخلاق، ويمتلك المقومات الأولى لشخصيته الفعالة في المجتمع، الإنسان هو الغاية والهدف، قالها صاحب السموّ حاكم الفجيرة، ولهذا أخذ عنده التعليم عناية كبيرة، فتنوعت المدارس وتطورت أساليب التعليم، وافتتح مبنى مجمع كليات التقنية العليا للطالبات عام 2000، ومبنى المجمع للطلبة عام 2005، وجامعة الفجيرة عام 2006. كما أنشأ مجلس رعاية التعليم والشؤون الأكاديمية ضمن هيكل حكومة الفجيرة المحلية بالمرسوم الأميري رقم «4». كما شهدت إمارة الفجيرة نهضة واسعة في بناء المدارس من جميع الاختصاصات العلمية، ووجه جميع المؤسسات إلى ضرورة التركيز على تنمية المواهب الشابة وتدريب الكوادر وإقامة ورش العمل من أجل صقل المهارات.
الثقافة هوية المجتمع
الثقافة والتعليم مقوّمان ضروريان في بناء الكوادر واكتشاف المواهب واستقطاب المبدعين، استراتيجية رسمها صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، وطلب من جميع المؤسسات الالتزام بها، وخلال سنوات قليلة، اشتُهرت الفجيرة بإطلالاتها العالمية في الفنون المختلفة، فأصبحت مقصداً للمبدعين في العالم الذين راحوا يقدمون أعمالهم الجديدة في المسرح والأدب والموسيقى وكل أنواع الفنون، على منابر الإمارة التي رعت الكثير من المهرجانات العالمية في فنون الأدب والموسيقى والمسرح وغيرها، ومنها المهرجان الدولي للمونودراما، والدولي للفنون، والملتقى الإعلامي، إلى جانب نشاطات مدينة الفجيرة للإبداع، وهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، التي أصبحت جميعها وجهة للفنانين العرب والعالميين من مختلف الدول. كما نشطت في الإمارة، عمليات الطباعة والنشر وإصدار الكتب والمجلات، والمواقع الإلكترونية والمسابقات التحفيزية للمبدعين التي خصصت مكافآت لدعم التأليف والأعمال الفنية في جميع الاختصاصات.
الرياضة حياة
العقل السليم في الجسم السليم، حقيقة عمل على ترسيخها الشيخ حمد، وقد حرص على إيلاء الرياضة أهمية خاصة عبر إقامة النوادي وإنشاء الملاعب وتأسيس الفرق وتنظيم البطولات الكبيرة، واليوم أصبحت الفجيرة صاحبة مركز متقدم في جميع الألعاب على المستوى العربي والدولي.
وحققت إمارة الفجيرة إنجازات كبيرة بفضل توجيهات سموّه، وقد تنامت سُمعتها دولياً في تنظيم البطولات الدولية لمختلف أنواع الرياضات، ومنها بطولات كمال الأجسام، والرياضات الذهنية، والبطولات البحرية الدولية التي ينظمها نادي الفجيرة للرياضات البحرية. كما دعم نادي الفجيرة الرياضي منذ تأسيسه، وأمر في 2019 بإنشاء استاد نادي دبا الفجيرة الرياضي، بكلفة 100 مليون درهم. كما حققت الألعاب القتالية في إمارة الفجيرة أرقاماً قياسية بفضل دعم سموّه، لتنظيم بطولات ألعاب الدفاع عن النفس، وإقامة منافساتها العالمية على مدار العام.
عطاء لا ينضب
زائر الفجيرة اليوم، يكتشف أن تسعة وأربعين عاماً حافلة بالعمل الدؤوب مرّت على هذه الإمارة الوادعة، وقد جعلتها تبدو حديثة متطورة، وفي الوقت نفسه عربيةً. مسيرة زاخرة بالعطاء والعمل الصادق والجاد من أجل خير الأرض والإنسان، قضاها صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، الذي أنجز بكل إخلاص مرحلة الأب المؤسّس وأكمل مرحلة الازدهار ومازال يتابع مسيرة العطاء الحضاري. (وام)

المشــــاركــات الدولــيــة

مثّل صاحب السموّ حاكم الفجيرة، دولة الإمارات، في كثير من القمم الإسلامية والعربية والمؤتمرات الدولية. ففي عام 1991، مثّل الإمارات في القمة الإسلامية السادسة في العاصمة السنغالية داكار، وكانت مخصصة للقدس الشريف وتكريس الوئام والوحدة بين الدول الإسلامية. وفي عام 2000 مثلها في القمة الإسلامية التاسعة التي أكدت تضامن الشعوب الإسلامية مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه. وعربياً، مثّل الإمارات في عدد من القمم العربية، مثل قمة تونس عام 2004. وفي عام 2005 شارك في القمة العربية بالجزائر.
وتوالت مشاركات سموّه، في القمم العربية التي عقدت في الدوحة عام 2009، وفي الكويت عام 2014، وفي مصر عام 2015، وفي نواكشوط عام 2016. كما كان له مشاركة بارزة وفاعلة في القمة العربية الأوروبية الأولى بمصر عام 2019 تحت شعار «الاستثمار في الاستقرار»، وهي الأولى بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي. وقد شارك قبل ذلك في كثير من القمم والمؤتمرات الدولية منها «قمة الألفية» في نيويورك، وخلالها ألقى كلمة أضاء فيها على مواقف دولة الإمارات الاستراتيجية من مختلف الشؤون العالمية. كما مثّل دولة الإمارات في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في نيويورك عام 2008، ومؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة الذي عقد في جنوب إفريقيا عام 2002. ومن أحدث مشاركاته، كانت في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً الذي عقد في دولة قطر عام 2023، تحت شعار «من الإمكانيات إلى الازدهار».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3h5u83

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"