عادي
الخليج تطرح السؤال.. والعائد المادي أبرز الأسباب

لماذا يعزف المعلمون المواطنون عن العمل في المدارس الخاصة؟

01:40 صباحا
قراءة 5 دقائق
عزوف المعلم المواطن عن المدارس الخاصة

تحقيق: ميثاء الكتبي
ما زالت المدارس الخاصة تفتقر إلى وجود معلمين مواطنين رغم الرسوم الدراسية المرتفعة التي تحصلها من الطلبة والتي تجعلها قادرة على استقطاب الكوادر المواطنة، فضلاً عن الدعم اللامحدود الذي تقدمه الحكومة من خلال برنامج تنافسية الكوادر الإماراتية «نافس» لالتحاق المواطنين بالعمل في القطاع الخاص بما في ذلك القطاع التعليمي.

مطالبات بزيادة الامتيازات لاستقطاب الكوادر الإماراتية

السؤال الذي يتوارد للأذهان، ما هي الأسباب وراء عزوف المعلمين المواطنين عن العمل بالمدارس الخاصة؟ ومن خلال لقاءات أجرتها «الخليج» مع عدد من المعنيين بهذه القضية، للإجابة عن هذا السؤال، اتضح أن ضعف المردود المادي أحد أهم هذه الأسباب، إضافة إلى أسباب أخرى نكشفها في التحقيق التالي.

أكد عدد من مديري مدارس خاصة، أن لديهم شواغر وظيفية للمعلمين المواطنين، لكنهم يجدون صعوبة في الاتفاق مع أي منهم نظراً لضعف الرواتب والامتيازات، في الوقت ذاته أكد مجلس «نافس» في تصريحات خاصة، أنه يوفر العديد من الشواغر في مختلف القطاعات بما فيهم القطاع التعليمي المتمثل في المدارس والجامعات والمعاهد، بهدف تشجيع المواطنين على الالتحاق بهذا القطاع.

الصورة

أسباب عديدة

حدد عدد من المعلمين المواطنين أسباب عزوفهم عن العمل في المدارس الخاصة، مؤكدين أن مهنة التدريس مهنة مرهقة وتحتاج إلى مردود عالٍ، الأمر الذي تفتقر إليه أغلب المدارس الخاصة مقارنة برواتب القطاع الحكومي، حيث إنه لا يوجد وجه مقارنة بين المطلوب منهم والرواتب المطروحة، موضحين أن الأسباب تتمثل في انخفاض الرواتب وزيادة ساعات العمل وقلة الإجازات وغياب الأمان الوظيفي.

في البداية تقول رقية البلوشي، مستشار خبير مهني وشخصي في «نافس»: إن البرنامج يعد الأول من نوعه في منطقة الخليج، لذلك طرحت المنافسة لتغذي جوانب عديدة لتشجيع المواطن على العمل في القطاع الخاص، حيث ينتظره مستقبل رائد، ويعد القطاع الخاص من مدارس الحياة القوية لصقل المواهب وإبراز جوانب عدة من شخصية الفرد.

وتوضح أن «نافس» يدعم المواطنين في عدة جوانب، منها: الدعم المادي الشهري، الدعم والمساهمة في الاستقطاع الشهري للتقاعد والدورات والورش التدريبية التطويرية ودورات التدريب المهني للتخصصات المتاحة في سوق العمل، والتدريب المهني ضمن مبادرة كفاءة وفرصة وبرنامج القيادة بالتعاون مع حكومة دبي، وجلسات إرشاد مهني مع متخصصين موثوقين وغيرها الكثير، وما زالت مستمرة وستظل كذلك، هي ليست مبادرة 5 أعوام فقط، حيث يعد نافس هيئة، والسياسة والخطة حالياً هي خطة 5 سنوات. وتلفت إلى توفير عدد هائل من الشواغر في مستويات مختلفة وأقسام متعددة في القطاع الخاص بما فيهم القطاع التعليمي من المدارس والجامعات والمعاهد، وشوهد تطور كبير في التوطين بالقطاع الخاص بشكل عام، حيث زادت نسبة التوطين في المؤسسة التي لديها 50 موظفاً فأكثر بمعدل 2%، ودور «نافس» لا يقتصر على تعيين المواطن، بل بتمكينه ليكون نموذجاً ناجحاً يصل إلى العالمية.

اختلاف كبير

التقت «الخليج» عدداً من المعلمين المواطنين الذين تحدثوا عن هذه القضية، حيث تقول شيماء الشحي معلمة في مدرسة حكومية: «إن هناك اختلافاً كبيراً بين العمل في المدارس الخاصة والحكومية، حيث يفتقر العمل في الخاصة إلى الإجازات المقررة في الحكومية، إضافة إلى الرواتب والأمان الوظيفي وساعات العمل الكثيرة في المدارس الخاصة، حتى بعد انتهاء دوام الطلبة».

وتضيف أن العديد من المعلمين يفضّلون العمل في المدارس الحكومية لكثرة الامتيازات التي تمنحها وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي للمعلمين من أجل تطوير مهاراتهم، إضافة إلى كثرة الطلاب المواطنين في المدارس الحكومية مقارنة بالطلاب الأجانب في المدارس الخاصة التي تتطلب لغة وتعاملاً خاصاً معهم.

مهنة مرهقة

تقول مريم البلوشي معلمة في إحدى المدارس الحكومية: «إن مهنة المعلم مرهقة وتحتاج إلى مردود مالي عالٍ، والمدارس الخاصة لا توفر امتيازات للمعلمين، وضعف الرواتب في القطاع التعليمي الخاص مقارنة برواتب القطاع الحكومي، هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى عزوف المعلم المواطن عن التدريس في هذا القطاع، ذكوراً وإناثاً، مشيرة إلى أنه يجب على المدارس الخاصة تشجيع المعلمات المواطنات وتحفيزهن برواتب تتناسب مع المهنة وما تتطلبه من جهد وتعب.

احترافية المعلم

تكشف ابتسام محمد طالبة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بإحدى الجامعات، أنها تتطلع إلى العمل في المدارس الحكومية، لأن القطاع الخاص يعتمد على احترافية المعلم وقدرته على أن يكون ذا مهارة عالية، وأن تكون لديه سنوات خبرة، وإذا كانت الكفاءات المواطنة عالية وتتجه نحو التدريس في القطاع الخاص، فينبغي أن يكون المردود المادي عالياً، موضحة أن أحد الأسباب أيضاً هو طول ساعات الدوام وتحديداً في المدارس التي تتبع المنهاج الأجنبي.

استقطاب التوطين

يؤكد أنس عادل الخنوس مدير مدرسة خاصة، الحرص الدائم على استقطاب الهيئات التعليمية والإدارية والقيادية المواطنة في المدرسة، حيث يتم طرح إعلانات خاصة لتوظيف المواطنين ولديه شواغر خاصة للمواطنين، وذلك بحسب سياسة المدرسة المتبعة بإعطاء الأولوية للمواطنين في التوظيف وحسب النسبة السنوية المقررة، ولفت إلى أن نسبة التوطين حالياً في المدرسة للهيئة الإدارية والتعليمية من النساء والرجال تبلغ 4.35% ونسبة التوطين المستهدفة هي 4.57%.

ويضيف أنه رغم قلة الرواتب والامتيازات عن القطاع الحكومي، فإن هناك سلم رواتب خاصاً للمواطنين للتشجيع على الالتحاق للعمل بالمدرسة الخاصة مع تسجيلهم في نظام نافس وصندوق المعاشات.

وظائف إدارية

توضح إلهام العبد مديرة إحدى المدارس الخاصة، أن دائرة التعليم والمعرفة سبق وعقدت اجتماعاً لتعزيز وزيادة المعلمين والمعلمات المواطنين في المدارس الخاصة وتشجيعهم على الانضمام إلى الهيئة التدريسية، كما أن المدرسة تضع إعلانات لاستقطاب المواطنين لشغل الوظائف التعليمية منها وظائف للمعلمين، ولكن لا تصلنا أي طلبات لوظيفة المعلم، في حين تصلنا أوراق الطلبات للعمل في قسم الإدارة، حيث إن 2% من الهيئة الإدارية بالمدرسة مواطنون، وليس لدينا معلمون مواطنون ونأمل أن يلتحق بنا المعلمون المواطنون.

نبحث عن مدرس

تقول لمياء النجار مديرة إحدى المدارس الخاصة بأبوظبي: «لدينا 3 مواطنات، مشرفة واختصاصيتان اجتماعيتان، ونبحث عن مواطنين يعملون في الهيئة التدريسية من خلال التعامل مع نافس».

فيما يقول محمد نظيف مدير إحدى المدارس الخاصة: «لدينا إدارية مواطنة واحدة وليس لدينا معلمات أو معلمون من المواطنين، ووضعنا إعلانات للوظائف التدريسية، للالتزام ببرنامج نافس الذي اعتمده مجلس الوزراء والذي يقضي برفع نسب التوطين الحالية في منشآت القطاع الخاص التي تضم 50 موظفاً فأكثر بمعدل 2% سنوياً للوظائف المهارية، وتحقيق معدل زيادة إجمالي بنسبة 10% في عام 2026، وذلك بالتوازي مع تقديم الحوافز للمنشآت المتميزة التي تحقق إنجازات نوعية في تدريب وتوظيف المواطنين، بما يسهم في تحقيق مستهدفات برنامج «نافس».

ويضيف: نافس ساعد كثيراً في ضخ دماء جديدة في المؤسسات التعليمية، ويعد فرصة رائعة للتعرف إلى خبرات الشباب الإماراتي المؤهل والطموح، ونحن نحرص على استثمار الفرصة لكل الأطراف من خلال تدريب واقعي وإشراك حقيقي للمشتركين في المبادرة حتى يكون الدعم المعرفي والخبرات جنباً إلى جنب مع الدعم المادي، من خلال نافس، حتى يتمكن الموظف في وقت ما من إثبات جدارة تمكنه من طلب الحافز المادي المناسب من المؤسسات بغض النظر عن دعم نافس.

مقارنة الراتب

يؤكد عمر عبدالعزيز مدير مدرسة الفلاحية الحكومية بأبوظبي، أن ضعف راتب المعلم المواطن في قطاع التعليم العام أو الجامعي الخاص، مقارنة برواتب القطاع الحكومي، هو السبب الرئيسي في عزوف المعلم المواطن عن التدريس في القطاع الخاص، وأن العمل في مهنة التعليم يحتاج إلى جهد كبير وتكون عدد ساعات العمل طويلة وفي النهاية يكون العائد المادي قليلاً، مشيراً إلى أن الأمان الوظيفي في العمل الحكومي أفضل، أما في الخاص فيعتمد على تقارير سنوية، إلى جانب محدودية الترقية الوظيفية في مهنة التعليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yeyszunj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"