الموسيقى العربية وفرص العالمية

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

هل تناوُل هذا الموضوع من واجبات الإعلاميين ومسؤوليات المؤسسات الثقافية؟ كان حريّاً بأهل الموسيقى دراسته بكل ما أوتوا من العلوم والمعارف التخصصية، منذ عقود. المنطلق بديهيّ: ما الذي يحول دون وصول الموسيقى العربية إلى العالمية؟ يستتبع ذلك السؤال الفرعيّ الأهمّ: ما هي النماذج الموسيقية العربية التي حظيت بتأشيرة إلى العالم خارج البلدان العربية؟ عسير إعداد قائمة قبل الربع الأخير من القرن العشرين، لكن الخيبة بعد ذلك هي أن نفاجأ بألوان من الأغاني التي من الصعب حتى على المتساهلين في القيم الموسيقية، أن يروا فيها فنّاً موسيقياً يمثل الموسيقى العربية.
هل من الضروري ذكر الأمثلة؟ قد يرى البعض في الأمر تشهيراً أو عدم احترام للأذواق التي أحبّت تلك الألوان. بعضها يعود إلى موروث شعبي مرتبط بوليّ صالح، ولا عيب فيه وفي طابعه الراقص، إلّا أنه لا يملك المقوّمات التي تؤهلّه لأن يصير سفيراً للموسيقى العربية في العالم. ومنها ما تعود شهرته إلى ترديد مقاطع صوتية لا معنى لها، بل إن حنجرة المؤديّ لا تملك شيئاً من خصائص الصوت الموسيقي، لا المساحة ولا النقاء. من حيث سلّم القيم الموسيقية ومنظومة القيم الفنّيّة، لا يمكن بحال الحكم على الموسيقى العربية بأنها تفتقر إلى القمم في هذا المجال الثقافي الحيويّ، بالتالي لا يجوز أن يدّعي أيّ عديم الإمكانات أنه ممثل الذوق العربي. على أيّ حال، حتى تلك النماذج المتواضعة التي ترددت لها أصداء محدودة عالميّاً، لا يتجاوز عددها العشرة بأيّ حال، وهو عدد في حكم الصفر قياساً على مئات الملايين من العرب.
أمرٌ مشكلٌ حتى على نخبة موسيقيينا الجادّين، وهم غير قليلين، ولهم أعمال تبعث على الفخر والاعتزاز، ولكن الوصول إلى العالمية بالمعنى العالميّ من الصعب حصره في المهرجانات والمشاركات مع الموسيقيين أفراداً أو جماعات. لقد حقق موسيقيونا المئات من هذا التألق الفردي أو الثنائي وحتى الأوركسترالي، ولكن وصول الموسيقى العربية إلى العالمية يبقى منقوصاً على نحو كبير. ليس إدراك ذلك عسير المنال، فالمعضلة هي في المقام الأول كامنة في الموسيقى العربية ذاتها، لكونها موسيقى غير مستقلة، بالتالي ليست لغة عالمية. هي لا تزال رهينة الكلمات، ولم تحظ بالتطوير والتطوّر إلى لغة تعبير قائمة بذاتها. الآلات عندنا عاجزة عن التعبير عن ذاتها، عدا العود في أعمال محدودة قياساً على نفوس العالم العربي.
لزوم ما يلزم: النتيجة الفكرية: لكي تحقق الموسيقى العربية مكانة عالمية، يجب أن تصير لها أجناس وأشكال للغة تعبير عالمية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ys7c838z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"