ناجورنو كاراباخ من جديد

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لعل الاتفاق على وقف إطلاق النار في إقليم ناجورنو كاراباخ بعد العملية العسكرية الأذربيجانية في الإقليم التي بدأت الثلاثاء الماضي، وموافقة المسلحين في الإقليم على إلقاء السلاح وبدء مفاوضات اليوم (الخميس) لدمج الإقليم مع أذربيجان، يضع حداً لسلسلة الحروب بين أرمينيا وأذربيجان والتي كان آخرها عام 2020.

أدت المعارك إلى مقتل 32 شخصاً وجرح أكثر من 200 آخرين، وإجلاء نحو سبعة الآف شخص من 16 قرية في الإقليم، وأعلنت باماكو السيطرة على أكثر من 60 موقعاً في كاراباخ. في حين نددت الخارجية الأرمنية ب«العدوان» الأذربيجاني، واتهمت قوات باماكو بالقيام بعمليات «تطهير عرقي»، ونفت أي وجود لقواتها قي الإقليم.

هذه الاشتباكات أثارت المخاوف من اتساع رقعتها، لتتحول إلى حرب جديدة بين أرمينيا وأذربيجان، مع كل ما يعنيه ذلك من مخاطر تهدد أمن منطقة آسيا الوسطى، بعدما دخلت الولايات المتحدة بقوة كطرف يعمل على استقطاب دول المنطقة - ومن بينها أرمينيا - والتي تعتبر مجالاً حيوياً لروسيا باعتبار أن تلك الدول كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، وترتبط باتفاقات أمنية مع موسكو. لذلك كان تحرك روسيا سريعاً لوقف الاشتباكات، بعدما اقترحت قوات حفظ السلام الروسية وقف النار بعد تعرض مسلحي كاراباخ لسلسلة انتكاسات في أرض المعركة، وعدم مقدرتهم على الوقوف في وجه القوات الأذربيجانية المجهزة جيداً والتي تفوقهم عدداً.

وافق مسلحو كاراباخ على وقف إطلاق النار وتسليم أسلحتهم، كما أوقفت القوات الأذرية هجومها وفق شروطها، وبدء محادثات بشأن إعادة دمج الإقليم مع أذربيجان اليوم.

هذه الخطوة جنبت الإقليم والمنطقة تداعيات كارثية خطيرة في حال تواصلت الاشتباكات وتوسعت، من حيث كلفتها البشرية والمادية والإستراتيجية بالنسبة لدول المنطقة التي تعاني أساساً من الحرب الأوكرانية وتداعياتها.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا إلى «وقف فوري لإطلاق النار، ووقف كل التصعيد والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار لعام 2020 ومبادئ القانون الإنساني الدولي»، كذلك حثت موسكو أطراف الصراع على الوقف الفوري «لإراقة الدماء وإنهاء الأعمال العدائية ووضع حد للخسائر»، كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى اتصالاً برئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، ودعا إلى استئناف المباحثات لحل الأزمة من دون تأخير»، فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أذربيجان إلى وقف عمليتها العسكرية فوراً، وأعرب عن «القلق البالغ من الأعمال العسكرية الأذربيجانية»، وهي إشارة أمريكية لتحميل أذربيجان مسؤولية الاشتباكات الأخيرة، ذلك أن الولايات المتحدة وأرمينيا قد أنهتا للتو مناورات عسكرية مشتركة، ما يعني تحولاً في الموقف الأمريكي في مواجهة الموقف الروسي تجاه أرمينيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yf9sj9zh

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"