عادي

البابا في مرسيليا للدفاع عن المهاجرين في أوروبا

22:03 مساء
قراءة دقيقتين

الفاتيكان - (أ ف ب)

وصل البابا فرنسيس، إلى مرسيليا، بعد ظهر الجمعة، في زيارة تستغرق يومين، مخصّصة للبحر الأبيض المتوسط وتحدّي الهجرة، وذلك في سياق العداء المتزايد تجاه المهاجرين داخل أوروبا.

وحطت طائرة الحبر الأعظم بعيد الساعة 16,00 (14,00 ت غ) في مطار مارينيان، حيث استقبلته رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن، قبل أن يتوجه إلى كاتدرائية نوتردام دو لا غارد، على مرتفعات ثاني أكبر مدينة في فرنسا.

وكان البابا الذي يبلغ 86 عاماً قد حذّر من أنه لن يأتي إلى فرنسا في زيارة دولة بل إلى مرسيليا، وهي مدينة ذات طابع عالمي في الجنوب، حيث تتعايش مجموعة واسعة من الطوائف والأديان، وذلك للتنديد بمأساة غرق سفن المهاجرين والدفاع عن قضيّتهم.

ويعدّ هذا الموضوع مهماً بالنسبة إلى البابا فرنسيس الذي لا ينفكّ يندد بخطابات الرفض وسياسات الانغلاق منذ انتخابه في عام 2013.

وتأتي زيارته بعد أيام قليلة على وصول آلاف الأشخاص إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي خطّة طوارئ لمساعدة روما على إدارة تدفّقات الهجرة من شمال إفريقيا.

ويعدّ هذا الطريق الأخطر في العالم، إذ إنّ أكثر من 28 ألف شخص حاولوا عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، فُقدوا منذ عام 2014، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ولطالما ندّد البابا ب«أكبر مقبرة في العالم».

وفي فرنسا، استقبل اليمين زيارة البابا بشكل متباين، وشمل ذلك ممثليه الكاثوليك والمحافظين، الذين انتقدوا تدخّلاته السياسية واتهموه بالقيام بالكثير تجاه المهاجرين.

اهتمام عميق

بعد نحو 500 عام من الزيارة الأخيرة التي قام بها حبر أعظم لمرسيليا، تعدّ هذه الرحلة أيضاً الأولى التي يقوم بها بابا إلى فرنسا منذ سلفه بنديكتوس السادس عشر في عام 2008. وكان قد توجّه إلى ستراسبورغ في عام 2014، في زيارة خاطفة، زار خلالها البرلمان الأوروبي.

وفي بلد يُحكم منذ عام 1905 بمبدأ العلمانية، اتهمت المعارضة اليسارية الرئيس إيمانويل ماكرون ب«الدوس» على الحياد الديني للدولة عبر إعلانه المشاركة في القداس الكبير الذي سيترأسه البابا السبت في ملعب فيلودروم.

ويختتم البابا الزائر النسخة الثالثة لاجتماعات البحر الأبيض المتوسط (من 18 إلى 24 سبتمبر/أيلول)، بعد باري في عام 2020 وفلورنسا في عام 2022. وسيتناول هذا اللقاء بين الأساقفة والشباب عدم المساواة الاقتصادية والحوار بين الأديان والاحتباس الحراري، من بين أمور أخرى.

وهناك الكثير من المواضيع المألوفة بالنسبة للبابا الأرجنتيني، الذي يُظهر اهتماماً عميقاً بحوض البحر الأبيض المتوسط.

وتختتم هذه الزيارة، التي تخضع لإجراءات أمنية مشدّدة، السبت بقداس ضخم أمام 57 ألف شخص في ملعب فيلودروم لكرة القدم في مرسيليا، بعد أن يجول البابا في سيارته في جادة دو برادو، حتى يتمكّن الجمهور من أن يحيّيه.

كذلك، سيلتقي البابا إيمانويل ماكرون، بعدما استقبله ثلاثة مرات في الفاتيكان.

وسيكون إلى جانبه طوال زيارته رئيس أساقفة مرسيليا جان مارك أفلين، المهندس الرئيسي لهذه الزيارة، والذي عيّنه كاردينالاً في عام 2022.

وهذه هي الرحلة الرابعة والأربعون إلى الخارج للبابا الذي يستخدم الآن كرسياً متحرّكاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4pxz9rtx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"