عادي

المشكلات المُعدية.. أمراض شائعة بين أطفال المدارس

23:50 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

يرتبط ظهور الأمراض المعدية بشكل تدريجي مع بداية العام الدراسي والاندماج في الفصول التعليمية، حيث يمضي الأطفال ساعات طويلة مع بعضهم بعضاً في مساحات مغلقة، ويعتبر انتقال الفيروسات والجراثيم من أهم مسببات هذه الآفات، وتتنوع الإصابات بين المشكلات التي تصيب الجلد، المعدة، الجهاز التنفسي، وغيرها، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن الأمراض الأكثر شيوعاً لدى الصغار بعد العودة إلى المدرسة، وطرق الوقاية والعلاج.

يقول د. مصطفى حاتم، استشاري طب الأطفال، إن أغلب المشكلات المرضية التي يمكن أن تؤثر في الجهاز التنفسي وتنتقل بين الأطفال في فترة الدراسة، وتنتشر من خلال عدوى الرذاذ الناجم عن سعال أو عطس المصاب، وتكونها على الأسطح، أو استنشاقها إلى الرئتين عندما تكون المسافة قريبة من المريض.

1
د.مصطفى حاتم

يضيف: يصل عدد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي إلى 400 فيروس تقريباً، وتشمل الأنواع الشائعة: الإنفلونزا ونظائرها، الفيروس المخلوي التنفسي، والفيروس الميتابينيوم، والفيروسات التاجية، وتظهر أعراضها عادة على شكل ارتفاع درجة حرارة الجسم، سيلان الأنف، التهاب الحلق، السعال والعطس، احمرار العينين، التعب العام، والطفح الجلدي. وفي حالات نادرة تحدث مضاعفات أكثر خطورة، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة.

يؤكد د.حاتم أن التطعيم ضد الفيروسات الشائعة الحصبة والإنفلونزا، هو أكثر الطرق الفعالة للحماية من العدوى، بجانب الالتزام ببعض الإرشادات التي تساهم في تقليل انتقال التهابات الجهاز التنفسي داخل البيئات المدرسية، ومنها: غسل اليدين المتكرر بالماء والصابون لمنع انتقال الجراثيم، تجنب الاتصال الوثيق مع من يظهر عليهم علامات المرض، بقاء الطفل في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة عند الشعور بالإعياء، للحد من انتشار العدوى، تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس والتخلص من المناديل المستعملة على الفور.

النزلة المعوية

يوضح د. أمل بريمشاندرا، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد، أن النزلة المعوية أو التهاب المعدة والأمعاء، التي تنتقل عادة بين الأطفال تكون ناتجة عن الطعام أو الماء الملوث أو المسافات القريبة، وتشمل الأنواع الشائعة من الفيروسات: النوروفيروس، الفيروس العجلي، أما الالتهابات البكتيرية فهي: السالمونيلا والإشريكية القولونية، والالتهابات الطفيلية مثل: الجيارديا والكريبتوسبوريديوم، ويرافقها مجموعة من الأعراض، كالإسهال، تشنجات البطن، الغثيان والقيء، وأحياناً الحمى، وربما تعاني بعض الحالات الجفاف الشديد بسبب فقدان السوائل.

1
د.أمل بريمشاندرا

يشير إلى أن تشخيص النزلة المعوية يتم عن طريق الكشف السريري، والاختبارات الطبية، فحص البراز لتحديد السبب المسؤول عن العدوى، ويعد التاريخ الطبي الشامل والفحص البدني أمراً بالغ الأهمية لتأكيد الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء.

يؤكد د.بريمشاندرا أن علاج الالتهابات المعوية التي تصيب الأطفال تتضمن إدارة الأعراض ومعالجة الجفاف بالمحاليل، والراحة، والتغذية السليمة، ويمكن وصف الأدوية المضادة للفيروسات أو المضادات الحيوية أو مضادة للطفيليات في بعض الحالات، كما يجب التشجيع على غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون، وخاصة قبل الأكل وبعد استخدام الحمام، والتأكد من أن إعداد الطعام وتخزينه بمعايير النظافة المناسبة، وحافظ على المرافق المدرسية نظيفة وصحية، وخاصة المناطق المشتركة، وضرورة التطعيم ضد الأمراض السارية مثل فيروس الروتا لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.

عدوى النكاف

توضح د. فرح فيتروني، اختصاصية طب الأطفال، أن مرض النكاف يصيب الغدد اللعابية، التي تقع بين الفك والأذن، وتتسبب في تورّم تلك المنطقة، ويشتكي المصاب من الألم عند اللمس أو أثناء المضغ، ويصاحب هذه الإصابة أيضاً الحمى والغثيان والصداع والشعور بالتعب وانخفاض الشهية، وفي معظم الأوقات، تكون الأعراض خفيفة، ومع ذلك في الحالات النادرة قد تؤدي إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة.

1
د.فرح فيتروني

وتضيف: يتم تشخيص النكاف عادة من خلال مجموعة من الإجراءات تشمل: التقييم السريري والفحوص المخبرية، والفحص السريري والتاريخ الطبي، ويتم تأكيد الإصابة عن طريق اختبار الدم أو اللعاب.

تشير د. فرح فيتروني إلى أن النكاف عدوى فيروسية تصيب الأطفال من مختلف الفئات العمرية، ولكنه شائع أكثر بين 5 إلى 14 عاماً، وتنتشر الإصابة من خلال الاتصال الوثيق برذاذ تنفسي ناتج عن الأنف والحلق، ويمكن للأطفال أن يصابوا بالمرض من خلال تشارك مواد مع شخص مصاب، أو ملامسة أسطح ملوثة، أو التعرض لقطرات السعال أو العطس من طفل آخر حاملاً للعدوى.

تلفت د. فرح فيتروني إلى أن النكاف يظهر بشكل أكثر شيوعاً عند الأطفال غير الحاصلين على التطعيم، والذين لديهم جهاز مناعي ضعيف، أو يسافرون إلى مناطق تشهد تفشياً للنكاف أو ممن يعيشوا في مناطق مغلقة ومكتظة نظراً لسهولة انتشار الفيروس وارتفاع مستويات العدوى فيها. وتتمثل أفضل طريقة للوقاية من النكاف في اللقاح.

وتضيف: تكون معظم حالات النكاف خفيفة، ويمكن علاج الأطفال المصابين في المنزل عبر إجراءات داعمة مثل إعطائهم مسكنات الألم والحمى من دون وصفة طبية، وتشجيعهم على شرب الكثير من السوائل، يمكن تطبيق ضواغط دافئة على الغدد المنتفخة وإعطائهم طعاماً يسهل هضمه، كما يجب البقاء في المنزل للحصول على الراحة الكافية، وعزلهم لمدة 5 أيام على الأقل من بداية التورم كي لا ينقلوا العدوى لأطفال آخرين.

آفات جلدية

تذكر د. أمانجوت كور، أخصائي الأمراض الجلدية، أن الالتهابات الجلدية البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية، من المشكلات المنتشرة بين الأطفال في مرحلة المدرسة، ومنها: السعفة الفطرية التي تسبب طفح جلدي دائري مثير للحكة على الجلد أو فروة الرأس، الثآليل الفيروسية التي تظهر على شكل نتوءات خشنة على الجلد، وتستهدف على الأغلب اليدين والقدمين والوجه، وتتكاثر تدريجياً وتشكل آفات متعددة، والعدوى الفيروسية المليساء، والعدوى البكتيرية القوباء التي تظهر على شكل تقرحات أو بثور حمراء، وتتكون عادة حول الفم والأنف مع قشور ذهبية صفراء.

1

تحذر د. أمانجوت كور، من بعض السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تساهم في زيادة نشر عدوى المشكلات الجلدية بين الأطفال، وأبرزها التواجد في أماكن مغلقة ومسافات قريبة، أو مشاركة الأدوات الشخصية كالمناشف أو الأمشاط أو القبعات، لمس الأسطح الملوثة بالبكتريا والفطريات والفيروسات التي تتراكم على معدات الصالة الرياضية أو المكاتب.

وتتابع: يجب تشجيع الأطفال على نظافة اليدين بانتظام بالماء والصابون، وخاصة قبل الوجبات وبعد استخدام الحمام، للوقاية من الأمراض المعدية، وتعزيز زيادة الوعي حول هذه الأمراض، وتنظيم برامج توعوية لتثقيف الطلاب حول الالتهابات الجلدية وطرق تجنبها، وتنفيذ إجراءات التنظيف والتعقيم المنتظمة، خاصة في المناطق التي يكثر فيها اللمس، وتعليم الأطفال كيفية تنظيف وتغطية أي جروح أو خدوش لمنع دخول البكتيريا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4fc8as4n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"