ثروة الأوطان

01:42 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إبراهيم

لو لم أكن ملكاً لكنت معلماً، هكذا قال أحد الملوك، فمن دون المعلم لم تشرق في الكون «حضارة»، فهو مصدر العلم والإلهام والبرهان، يٌعرف في المجتمعات كالناسك الذي انقطع لخدمة العلم، ومهمته الأساسية صناعة الأجيال ورسم ملامح المستقبل، والأوطان لا تنهض إلا على ثلاثة كواهل: فلاح يزرع، وجندي يحمي، ومعلم يربي، وهذا ما جعل المعلمين ثروة الأوطان الحقيقية.

المعلمون يجسدون معاني العطاء المستدام في ميادين العلم، ويغرسون قيم المحبة والتسامح بين المتعلمين، إذ يمهدون الطريق أمامهم لاكتساب المعارف والعلوم، ومسؤولياتهم تجاه الأجيال «عظيمة» لا تصفها الكلمات، فالمجتمعات تعتبرهم بناة المستقبل، المسؤولين عن إعداد الأجيال لقيادة المسيرة من عهد إلى آخر، صناع مهرة يزرعون بذور العلم والمعرفة في عقول الأبناء، لصناعة نماذج طلابية مضيئة في المستقبل.

ولا يخفى على أحد أن حركة التنمية والتطوير في المجتمع بمجالاته كافة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحراك المعلم وجهوده التي لا تضاهى وإبداعاته التي لا تتوقف، لإعداد أجيال قادرة على المساهمة في بناء المجتمع وتطويره، وفق المتغيرات والاحتياجات والمتطلبات التي تحاكي كل مرحلة.

المسؤوليات تجاه المعلمين لا تستثني أحداً في أي مجتمع، بدءاً من الأسرة التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأبناء على احترام المعلم، وتقدير جهوده، والتعاون معه في العملية التعليمية، فهي مطالبة بحث أبنائها على احترام المعلم وتبجيله، والالتزام باللياقة عند التعامل معه، والتعاون معه في العملية التعليمية بالانتظام والجدية.

ومع تعاظم عطاء المعلمين عاماً تلو الآخر، يقع على عاتق الجهات المعنية بإدارة منظومة التعليم، مسؤولية توفير البنية التحتية اللازمة للتعليم، وتوفير رواتب عادلة للمعلمين، وتطوير برامج التدريب والتطوير المهني للمعلمين، إذ أن الارتقاء بالمعلم مهنياً ومهارياً ينعكس إيجابياً على جودة المخرجات التي نعول عليها في قيادة عجلة التنمية والتطوير في المستقبل القريب.

وفي ظل التحديات التي يواجهها العالم اليوم، فإن دور المعلمين بات أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ أن أدوات تمكين المتعلمين في مختلف مراحل التعليم، تبقى في أيدي المعلمين الذين يقدمون جهوداً لا تضاهى، لتزويد الطلبة بالمهارات والقدرات التي يحتاجونها لتحقيق التميز في المستقبل.

في يوم المعلم العالمي 2023، نجدد تقديرنا واحترامنا للمعلمين، ونؤكد على أهمية دورهم في المجتمع، ونشكر صنّاع الأجيال على جهودهم في تعليم أبنائنا وبناتنا، وندعوهم إلى مواصلة العطاء والبذل من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا، لإعداد أجيال قادرة على قيادة المجتمع وتحقيق التقدم والازدهار.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5x3e6pkn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"