قتل نحو 200 شخص في تجدد الاشتباكات المسلحة بين طرفي النزاع في بضع مناطق بالسودان، فيما أعلنت الخرطوم، أمس الاثنين، أنها ستستأنف العلاقات الدبلوماسية مع طهران، في حين أعلنت منظمتا «اليونيسيف وإنقاذ الطفل» أن 6.9 مليون طفل في السودان سيكونون خارج المدارس؛ ما يهدد بكارثة لجيل كامل.
وكشفت غرفة طوارئ جبل أولياء في الخرطوم، أمس الاثنين، عن سقوط أكثر من 190 قتيلاً، وإصابة أكثر من (600) شخص جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في المنطقة، محذرة من أزمة جراء نقص الأدوية والسلع الاستهلاكية في العاصمة.
وذكرت غرفة الطوارئ أنها وثقت هجوم قوات الدعم السريع على قاعدة الدفاع الجوي للجيش في المنطقة، وقصفها بالمسيرات والقذائف المدفعية، كما وثقت قصف الجيش للمناطق شمال قطاع جبل أولياء عبر الطيران، ما تسبب في نزوح عدد كبير من السكان. وفي أم درمان، استمر القصف المدفعي العنيف المتبادل بين الطرفين، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى وسط المدنيين، بحسب شهود عيان. كما قال الشهود إن عدداً من القذائف سقطت داخل، وبجوار مستشفى النو بأم درمان، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة آخرين. وأشاروا إلى فرار مجموعات كبيرة من سكان الحارة الثامنة بالثورة، حيث يقع مستشفى النو، بعد تساقط القذائف المدفعية بصورة مرعبة على المنازل.
تجدد المواجهات بالأبيض
أما في الأبيض بولاية شمال كردفان، فقال شهود عيان إن المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، تجددت لليوم الثاني على التوالي، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى وسط المدنيين.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن قرار استئناف العلاقات جاء بعد عدد من الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، وإنه سيخدم مصالحهما المشتركة.
إلى ذلك، أعلنت منظمتا «اليونيسيف وإنقاذ الطفل»، أمس الاثنين، أن 6.9 مليون طفل في السودان سيكونون خارج المدارس؛ ما يهدد بكارثة لجيل كامل.
وقالت المنظمتان في بيان مشترك، إن طفلاً واحداً من كل ثلاثة أطفال في السودان سيكونون خارج المدرسة، مع إعلان السلطات بدء العام الدراسي.
6.5 مليون طفل خارج المدارس
وأوضح البيان أن نحو 6.5 مليون طفل فقدوا إمكانية الوصول إلى المدرسة بسبب تزايد العنف وانعدام الأمن في مناطقهم، مع إغلاق أكثر من 10 آلاف مدرسة، على الأقل، في المناطق المتضررة من النزاع، بينما ينتظر أكثر من 5.5 مليون طفل يقيمون في مناطق أقل تأثراً بالحرب، أن تؤكد السلطات المحلية ما إذا كان من الممكن إعادة فتح الصفوف الدراسية.
وقال البيان «إذا استمرت الحرب، فلن يتمكن أي طفل في السودان من العودة إلى المدرسة في الأشهر المقبلة؛ ما سيتركهم عُرضة لمخاطر فورية وطويلة الأجل، بما في ذلك النزوح والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة والعنف الجنسي».
وحذّر البيان من أن السودان على وشك أن يصبح موطناً لأسوأ أزمة تعليمية في العالم.
ونقل البيان عن ممثلة «اليونيسيف» في السودان، مانديب أوبراين، قولها: «لقد تعرّض الأطفال لأهوال الحرب لنحو نصف عام، والآن بعد أن أُجبروا على الابتعاد عن فصولهم الدراسية ومعلّميهم وأصدقائهم، فإنهم معرّضون لخطر الوقوع في فراغ سيُهدد مستقبل جيل كامل».(وكالات)
