«الخليج»: متابعات
بعد مسيرة ذهبية للاعب بالكاد تجاوز الثلاثينات، قرر آيدن هازارد أسطورة بلجيكا وضع رحاله، وتعليق حذائه، مغادراً ملاعب كرة القدم نهائياً، بعدما سطر مسيرة أسطورية نقش خلالها وخلال تواجده داخل المستطيل الأخضر، اسمه بحروف مضيئة، واضعاً نفسه في قائمة كبار لاعبي العالم، خاصة مع نادي البلوز تشيلسي، الذي استطاع معه تحقيق الألقاب، وقيادة الفريق بشكل متميز.
وعلى الرغم من اعتزاله بشكل مبكر وحتى مع هبوط مستواه منذ سنوات إلى أن مسيرة آيدن هازارد، تعد أسطورية قبل انضمامه إلى ريال مدريد.
فما أهم المحطات اللامعة في حياة اللاعب البلجيكي؟
لمعان مبكر
بدأ البلجيكي مسيرته في صفوف نادي ليل الفرنسي كلاعب في الناشئين، وتم تصعيده إلى الفريق الأول في موسم 2007/ 2008، ولمع فيه نجمه، واستمر معه لمدة 4 سنوات، خاض خلالها مع الفريق 194 مباراة، سجل فيها 50 هدفاً، وصنع 53.
وعقب تصعيده مباشرة، حصد آيدن هازارد جائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الفرنسي لمدة موسمين.
وفي موسم 2011/2010 قاد آيدن هازارد ليل للتتويج بالدوري الفرنسي وكأس فرنسا بنفس الموسم للمرة الأولى منذ عام 1946.
في ذلك الموسم، حصل آيدن هازارد على جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي في عمر 20 عاماً، ليكون أصغر لاعب يحصل على الجائزة، وهو ما تكرر في الموسم التالي.
كل شيء بدأ في تشيلسي «7 سنوات من التوهج»
وفي موسم 2012/2011، انتقل آيدن هازارد في صفقة كبيرة قدرت بنحو 32 مليون جنيه إسترليني إلى نادي تشيلسي الإنجليزي؛ حيث كانت البداية ليصبح إيدين، أحد أبرز اللاعبين في تاريخ النادي؛ بل والأبرز في كرة القدم الأوروبية خلال تواجده في الفريق اللندني.
وامتدح المدير الفني الإيطالي لنادي تشيلسي آنذاك، ماوريسيو ساري لاعبه البلجيكي آيدن هازارد قائلاً: «إنه يستطيع أن يصبح أفضل لاعب في العالم إذا وصل إلى أحسن حالة بدنية ونفسية».
ولعب مباراته الأولى مع الفريق اللندني ضد ويجان أثليتك، وفيها تمكن من إثبات جدارته وحفر اسمه من ذهب على أروقة أروقة البلوز، واعتماد نفسه أسطورة من أساطيره، فخلال مواجهة ويجان تمكن آيدن هازارد من الحصول على ركلة جزاء سجل منها الهدف الأول، كما صنع الهدف الثاني لتشيلسي.
وفي موسم انضمامه إلى تشيلسي ولسوء حظ اللاعب، خرج الفريق من دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، ونزل ليلعب بالدوري الأوروبي كأول فريق يحقق ذلك الهبوط في الموسم التالي للتتويج بدوري الأبطال.
وعلى الرغم من ذلك أسهم آيدن هازارد في تتويج تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين في موسمي 2015/2014 و2017/2016، كما أسهم في تتويج فريقه بلقب الدوري الأوروبي عامي 2013 و2019، إضافة إلى لقب بكأس الاتحاد الإنجليزي وآخر بكأس رابطة المحترفين الإنجليزية.
ويحمل آيدن هازارد رقماً قياسياً في عدد مرات التتويج بجائزة لاعب الموسم في فريق تشيلسي؛ حيث نال الجائزة أربع مرات، بعدما فرض نفسه كأبرز نجوم النادي اللندني منذ ارتداء قميص الفريق.
ولعب 352 مباراة بقميص تشيلسي، ليحتل المركز 23 في قائمة أكثر اللاعبين مشاركة بتاريخ الفريق، وسجل 110 أهداف، احتل بها المركز التاسع في قائمة الهدافين التاريخيين.
وتُوج آيدن هازارد بجائزة لاعب العام في الأراضي الإنجليزية في موسم 2015/2014، كما اختتم مسيرته مع تشيلسي بالتتويج بجائزة أفضل صانع لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بموسم 2019/2018، بعدما صنع 15 هدفاً.
ولعب آيدن هازارد رفقة تشيلسي 352 مباراة، خلال سبع سنوات مع الفريق، سجل خلالها 110 أهداف، وصنع 90، وحقق مع البلوز، لقب الدوري الإنجليزي عامي 2015، 2017، ولقب الدوري الأوروبي 2013، 2019، ولقب كأس كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2018، ولقب كأس الرابطة الإنجليزية عام 2015، ليصبح أحد أهم اللاعبين في تاريخ النادي قبل رحيله.
مدريد والحظ العاثر «مصاب دائماً»
وانضم آيدن هازارد إلى ريال مدريد عام 2019 الذي كان بمنزلة «الحلم الكبير» لأكثر اللاعبين توهجاً في أوروبا، في حدث كان منتظراً لسنوات، للتعويض عن رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلا أن عاملاً أساسياً حال دون قدرة اللاعب البلجيكي على أداء دوره بفاعلية، وهو الإصابات؛ حيث طاردت لعنة الإصابات النجم البلجيكي منذ اليوم الأول له داخل صفوف مدريد، فلم يشارك آيدن هازارد مع المرينجي إلا في 76 مباراة، طوال 4 سنوات قضاها في السنتياغو برنابيو.
وعندما طُلب من النجم البلجيكي، آيدن هازارد، لاعب ريال مدريد الإسباني، أن يلخص ما حدث له في موسمه الأخير مع الفريق «الملكي»، قال: «كان سيء الحظ، كل شيء سار على ما يرام منذ بداية مسيرتي، لم أتعرض أبداً لإصابات عديدة، كان الأمر مختلفاً لمدة عام ونصف العام».
منذ أن وصوله إلى العاصمة الإسبانية مدريد، في صيف عام 2019، من أجل ارتداء قميص فريق ريال مدريد، في واحدة من أغلى الصفقات التي عقدها النادي، والتي بلغت 100 مليون يورو، اعتقد مسؤولو وعشاق النادي وقتها أن اللاعب الذي تألق مع تشيلسي الإنجليزي لمدة 7 مواسم، قادر على تعويض رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي رحل إلى يوفنتوس الإيطالي قبلها بعام.
غير أن ذلك لم يحدث، بسبب سوء الحظ الذي لازم آيدن هازارد، الذي يقترن اسمه منذ عامين بالإصابات المتكررة؛ حيث وثقت الكاميرات مشاهد له ذات مرة وهو جالس على أرضية الملعب، ويمسك بإحدى ركبتيه من شدة الألم، وأخرى يغادر الملعب وهو يتكئ على أحد أفراد الجهاز الطبي، وثالثة وهو يصرخ من شدة آلام الإصابة، بعد تدخل عنيف من أحد منافسيه.
الغريب في الأمر، وما يعزز وجود سوء حظ يلازم اللاعب، هو أنه، وبخلاف الإصابات العضلية التي احتاجت إلى التدخل الجراحي مرتين، فإنه عند إجراء التحليل الخاص بالكشف عن فيروس «كورونا»، أثبتت التحاليل إيجابية عينة اللاعب.
وتكشف الإحصاءات أن مشاركات آيدن هازارد مع «الريال»، لم تتخطَ 700 دقيقة طوال موسمين قضاهما في مدريد، ما دفع البعض إلى حساب ما يتقاضاه اللاعب مع فريقه في الدقيقة الواحدة، لنجد أنه يتخطى 90 ألف يورو، لتأكيد أن صفقة شرائه لم تؤتِ ثمارها إلى الآن.
ويرى المحللون الرياضيون أن فترة مدريد مع آيدن هازارد هي أسوء فترة أدت إلى انهيار للاعب، وأودت به من أقصى قمة المجد الكروي إلي دكة الاحتياط
وسجل آيدن هازارد مع مدريد خلالها 7 أهداف فقط، وتمكن من صناعة 12 هدفاً، وحقق لقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد عام 2022، إلى جانب الدوري الإسباني عامي 2020، 2022، ولقب كأس العالم للأندية عام 2023، والسوبر الأوروبي عام 2023، وكأس ملك إسبانيا عام 2023.
وتعرّض آيدن هازارد ل18 إصابة خلال السنوات الأربع الأخيرة، تسببت بغيابه 500 يوم، أي أكثر من سنة ونصف السنة، عن الملاعب.
وحرمت الإصابات آيدن هازارد من اللعب 186 يوماً في موسم 2020/2019، و174 يوماً في موسم 2021/2020، و120 يوماً في موسم 2022/2021، و20 يوماً في موسم 2023/2022
القائد التاريخي بلا منازع
وبالنسبة لمسيرته الدولية، فإن آيدن هازارد هو القائد التاريخي للمنتخب البلجيكي في جيله الذهبي، والذي كان مرعباً لكل الخصوم، ومنافساً على كافة البطولات التي يشارك فيها؛ حيث لعب آيدين مع منتخب بلاده 126 مباراة منذ انضمامه الأول في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2008، سجل خلالها 33 هدفاً.
شارك مع بلجيكا في ثلاث نسخ لكأس العالم أعوام 2014، 2018، 2022، إلى جانب مشاركتين في بطولة الأمم الأوروبية عامي 2021، 2016.
وأنهى آيدن هازارد مسيرته الدولية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بعد كأس العالم 2022. وارتدى قميص «الشياطين الحمر» في 126 مباراة (33 هدفاً)، ووصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا قبل الخسارة من فرنسا بطلة العالم (1-0).
