أبناؤنا فلذات أكبادنا وعماد المجتمع، لذلك يجب أن نوليهم كل رعاية واهتمام، ونعمل على تنشئتهم تنشئة صالحة؛ ليسهموا في بناء الوطن والارتقاء بحضارته. فما هي أساسيات التربية التي ينبغي لنا اتباعها لنضمن تربية سليمة لأطفالنا؟
يقال حسب الخبراء بأن الطفل يكتسب شخصيته التي ترافقه طوال حياته خلال السنوات السبع الأولى من حياته، حيث يكتسب من الأبوين والوسط المحيط الكثير من القيم والمفاهيم والعادات. بل إن بعض الدراسات أشارت إلى أن الأطفال بوسعهم فهم الأشياء من حولهم متى بلغوا ثلاثة أشهر من عمرهم فقط.
لهذا فعلى الآباء والأمهات، الذين يريدون تربية أبنائهم بطريقة صحيحة جيدة، أولاً أن ينتبهوا إلى كيفية تحدثهم وتصرفهم مع الطفل ابتداء من لحظة ميلاده، والبدء في تعليمه السلوكيات في عمر مبكر؛ إذ تُبيّن الأبحاث أن الأطفال في عمر الاثني عشر شهراً يبدؤون في تعلم وتمييز السلوكيات الصحيحة من الخاطئة، ما يحتم على الوالدين أن يكونوا قدوة لصغارهم في كل فعل وتصرف وقول.
وثانياً، فمن الأهمية بمكان تجنب الإساءة إلى الطفل، بما في ذلك الإساءة العاطفية أو النفسية أو الجسدية، فالأطفال الذين يعامَلون بشكل سيِّئ في صغرهم، يعانون من ضعف التقدير الذاتي وعدم الشعور بالثقة في النفس عندما يكبرون.
أما ثالثاً، فيجب اتباع أسلوب المكافأة والعقاب، فمكافأة السلوكيات الصحيحة الجيدة من شأنها تعزيزها وتشجيع الطفل على تكرار السلوك الحسن. وعند تطبيق أسلوب الجزاء بُعيد تصرف غير مرغوب به فلا ينبغي أن يكون العقاب قاسياً أو صارماً أو فيه إهانة أو أي شيء من شأنه خلق مشاعر سلبية لدى الطفل، خصوصاً في المراحل الأولى من حياته وأثناء فترة المراهقة.
ورابعاً، يجب أن نكوّن صداقة مع أطفالنا، ونشاركهم اللعب، ونتبادل معهم أطراف الحديث، ونستمع إلى مشكلاتهم، وننمي عندهم الرغبة في التعلم وحب القراءة، ونوجّههم إلى مطالعة الكتب القيّمة التي تحمل قيماً إنسانية، ونقصّ لهم القصص التي تزرع فيهم حب الخير.
إن الطفل مثل الأرض تماماً، ما تزرعه فيه تحصد ثماره فيما بعد، فإذا زرعت فيه التكاسل والأنانية والنظر إلى الأمور السطحية ومعاملة الناس من دون احترام، أتعبك في الكبر وسبّب لك ولنفسه الكثير من المشاكل. أما إذا زرعت فيه الإيثار والمحبة والعطاء وحب المعرفة، شبّ على الصفات الحميدة والعادات الإيجابية فأسعد نفسه وأسعدك، وفاض بعلمه وصلاحه على الوطن والناس من حوله.
