المعرفة قوة

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

تتناسب القوة بشكل طردي مع المعرفة، وتنمو الحضارات بنمو معارف شعوبها؛ فالشعوب الضعيفة تغدو القراءة مغتربة على أرضها، أما الشعوب القوية فتقرأ وتخترع وتكتشف وتسافر عبر الفضاء.

يقول الفيلسوف ميشيل فوكو: «إن المعرفة هي القوة»، وذلك لأن الإنسان العارف المتعلم يتحكم في حياته ويقدم إسهامات جليلة تنعكس آثارها الإيجابية على المجتمع من حوله، ولأن المعرفة سلاح أمضى من كل الأسلحة.

وإذا تتبّعنا تاريخ البشرية، فسنلاحظ أنه لم تستطع أمة قطّ تحقيق أي إنجاز أو انتصار أو مكانة من دون المعرفة. ويؤكد جميع الخبراء والمحللين أن حروب العلوم والمعرفة هي حروب المستقبل؛ ما دفع العديد من البلدان إلى تشكيل هيئات ومؤسسات علمية ضخمة، ورصد التطورات العلمية العالمية حتى لا يسبقها أحد.

اليوم، لم تعد تقاس الشركات على سبيل المثال بحجمها، فهناك شركات صغيرة تجني مليارات الدولارات كل عام من وراء التقنية والمعرفة والعلوم. وإن من يتحكم في تدفق المعرفة في وقتنا الحاضر هو الذي سيفوز في أي مواجهة رقمية قادمة.

إن سباق المعرفة هو ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية أعظم دولة حتى يومنا هذا، فقلب الاقتصاد المالي العالمي هو سوق نيويورك. ومن الناحية العسكرية تعد الولايات المتحدة الأمريكية القوة العسكرية الأكبر على وجه البسيطة، فلا أحد يضاهيها في مجال الأبحاث العسكرية والذخائر والأسلحة والقفزات النوعية في حقل الاختراعات ذات الصلة. كل ذلك كان بفضل إدراك مدى أهمية المعرفة وأن القوة بيد من يمتلكها.

ولا تكفي المعرفة وحدها، ما لم يتبعها تطبيق عملي على أرض الواقع بحيث يستفاد منها في مجالات عملية فلا تبقى أسيرة الكتب وعقول أصحابها.

فما أحوجنا كأمة عربية إلى العمل بالعلم والمعرفة التي اكتسبناها، فلسنا أقل شأناً من غيرنا من الأمم، بل لدينا عقول فذة وجهابذة وعلماء تتهافت الشعوب على استقطابهم، في حين أننا لا نقدم لهم الدعم الكافي.

ليس هذا حال كافة الدول العربية، فالإمارات كانت وما تزال أرضاً رحبة لا تدخر جهداً في سبيل تشجيع الطاقات الواعدة المبدعة، ودعم الشباب والمفكرين والعلماء من نواح عدة، ما جعلها في صدارة الأمم العربية بل والعالمية في كثير من المجالات.

إن العلم والمعرفة نور تهتدي به الأمم، ووسيلتنا لإحداث التغيير والتأثير في العالم؛ لذلك علينا الاهتمام أكثر بتعليم الأجيال من رجال ونساء على وجه الخصوص، وزرع حب العلم في قلوبهم وعقولهم، حتى ننهض بدولنا وشعوبنا ونبني مستقبلاً زاهراً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yuyrf39m

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"