خبرات المتقاعدين

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

يعد التوطين أحد أهم الملفات الوطنية التي توليها الإمارات اهتماماً خاصاً، إذ يركز على تحقيق التوازن بين القوى العاملة بمختلف تصنيفاتها، وما تحقق في هذا الملف خلال الفترة الوجيزة الماضية، يعد إنجازاً حقيقياً، لتمكين الشباب الإماراتي في سوق العمل.

وإذا اعتبرنا أن الشباب وقود المستقبل، وركيزة التنمية في المرحلة المقبلة، فلا شك في أن المتقاعدين أيضاً طاقات متجددة، تمتلك خبرات نوعية في المجالات كافة؛ وعلينا توظيفها وفق مسارات متعددة، لخدمة الوطن والمواطن، لاسيما أننا في عصر المتغيرات والمستجدات.

هل تعلم أن المتقاعدين في قطاع التعليم يمتلكون ثروة هائلة من الخبرات والمعارف لم تستغل بعد؟ وعلى الرغم من قدراتهم ومهاراتهم الفريدة في مجالات التدريس، وإدارة المدارس، وتطوير المناهج الدراسية، ما زالنا نعتمد على خبراء التعليم من الخارج.

وعلى الرغم من الإنجازات التي تحققت في ملف التوطين، إلا أن المتقاعدين من المواطنين في قطاع التعليم، لم يتمكنوا بعد من العمل في التعليم الخاص، وممارسة دورهم في مسيرة بناء الأجيال، إذ إن بعض المدارس الخاصة وضعت قيوداً، تعرقل مسارات توظيف خبراتهم وقدراتهم المهنية.

لماذا لا تستفيد المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة من خبرات المتقاعدين في قطاع التعليم؟ لاسيما أن تدريب المعلمين والقيادات التربوية القدامى والجدد يشكل أبرز التحديات في الوقت الراهن الذي تتوالى فيه التطورات، فباتت عملية الارتقاء بالمستوى العلمي والمهني والمهاري للكوادر أمراً حتمياً.

المتقاعدون في قطاع التعليم قادرون على تطوير السياسات التعليمية، والمشاركة في الجهود الرامية لتحسين جودة التعليم، فهم يمتلكون رؤية واسعة، وتجارب متنوعة، تمكنهم من تقديم اقتراحات قيمة وخطط نوعية، لتحسين نظام التعليم بشكل عام.

لماذا لا نوفر للمتقاعدين برامج تأهيلية، تحاكي المستجدات على الساحة التعليمية؛ في محاولة جادة، لدمج الواقع المتغير بالخبرات المتراكمة؟ وما المانع في الاستعانة بهم في لجان الاستشارة، أو اللجان التنفيذية، أو العمل يداً بيد مع القيادات التربوية، لتعزيز وتجويد نوعية التعليم والتركيز على التطوير المستمر في مجتمع العلم؟

ملف التوطين أسهم بشكل فاعل في تعزيز مشاركة الإماراتيين في سوق العمل، وتحقيق التنمية المستدامة، وكل ما نتطلع إليه في المرحلة المقبلة هو التركيز على توطين وظائف الخبراء، لاسيما أن لدينا خبرات متميزة، نراها جلية في المتقاعدين من الإماراتيين في المجالات كافة، إذ يعتبرون مواطنين بدرجة خبراء.

الأمر ليس صعباً، ونحن في وطن لا يعرف المستحيل، وكل ما نحتاج إليه جهوداً مشتركة، لتوفير فرص عمل للخبراء المواطنين، وتطوير مهاراتهم، وتوظيف قدراتهم وخبراتهم بشكل فعّال لخدمة الوطن.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycyavx53

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"