أعتقد أننا بحاجة ماسة إلى التحدث عن المشاعر والأحاسيس والمواقف الحياتية والأحداث التي تمر بنا، فهي تهزنا وتؤثر فينا بشكل كبير. وأعتقد أن فهمنا للمواقف الحياتية، يجب أن يكون في أعلى درجاته، وأن نتمتع بالمهارة والمعرفة لتجاوزها. ولعل من أهم المواقف الحياتية، التي تمر بنا جميعاً الأحزان، والتي تنتج بسبب أحداث كبيرة أو صغيرة، فالحزن درجات وأنواع، ولكن في المجمل له آثار سلبية بالغة فينا.
علماء الطب النفسي، وغيرهم من المهتمين بالصحة النفسية والسلامة العقلية، تحدثوا عن مراحل الحزن وطرق الشفاء منه وتجاوزه، من هؤلاء مدربو الحياة ومصمم الخرائط الذهنية آدم سيسينسكي، الذي حدد سبع مراحل للحزن، هي عدم التصديق، ثم الإنكار، والثالث الغضب، فالمساومة، ثم الحزن، ونصل إلى مرحلة التقبل، وأخيراً الأمل، وقال: «يمكن أن يستغرق الانتقال خلال هذه المراحل عدة أسابيع أو شهور، أو حتى سنوات، كل هذا يتوقف على الشخص، والظروف التي يعمل من خلالها، والدعم العاطفي والموارد التي يتلقاها من الآخرين. ومن المهم أيضاً ملاحظة أن هذه المراحل ليست متساوية من حيث الوقت والشدة. قد تستمر إحدى المراحل عدة أيام، بينما قد تستمر المراحل الأخرى عدة سنوات. أيضاً قد يتنقل الشخص الحزين خلال هذه المراحل صعوداً وهبوطاً بطرق عشوائية تعتمد على عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر في حالته العاطفية».
والحقيقة، أن موضوع الحزن، ليس، موضوعاً عابراً، بل هو رئيسي، لأنه يمس حياة كل واحد منا، لأن الحزن، في بعض المواقف، وفي بعض الأحيان، يكون مدمراً تماماً، وقد مرت علينا قصص، سمعنا خلالها سطوة وقوة الحزن، وما يحدثه من آثار تدميرية بالنفس الإنسانية، حيث يوقف بعض الأشخاص نشاطهم وأعمالهم، فتنهار وظائفهم أو تجارتهم، وهناك من استبد به الحزن، للدرجة التي تسببت في وفاته.
يجب عدم الاستهانة بالحزن، كمشاعر، وكحالة تمر بأي إنسان، لذا أجد أنه من الأهمية تعلم فنون المواساة، والطرق الصحيحة لمساعدة من تعرّض لمحنة أو حدث مؤلم، سبَّب له الحزن، لمساعدته بطريقة صحيحة على تجاوز هذه الحالة، وتلك المشاعر، التي قد تنمو، وتكبر، وتصبح مسيطرة على تفكيره ويومه، وكل لحظات حياته، لوقت غير قصير.
