لن تحجبوا ضوء الشمس

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

ألا تكفي المزايدات، وأما آن لألسنة السوء أن تتوقف عن الهذر، وتشويه الحقائق، وتزوير الوقائع، لأنها كالغربال لن تستطيع حجب ضوء الشمس الساطع، فيما الآلام مستمرة على أرض فلسطين، وفي قطاع غزة المحاصر؟

دولة الإمارات لا تحتاج إلى شهادة من أحد في مواقفها الوطنية والقومية، تجاه مختلف القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وشعبها، فهي مواقف تاريخية منذ اللحظة التي قامت فيها دولة الاتحاد، وقبلها. ولعل العالم، خصوصاً الأشقاء العرب، والشعب الفلسطيني بالخصوص، يدرك ما بذلته الإمارات، ومؤسّسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، من جهد ودعم للقضية الفلسطينية على مختلف المستويات، السياسية والمادية والإنسانية.

هذا الجهد مازال متواصلاً بزخم في ظل التوجهات الثابتة لقيادة دولة الإمارات التي «لا تكلّ ولا تملّ» في تقديم هذا الدعم، في مختلف المحافل الدولية، وعلى مختلف المستويات الإنسانية، إيماناً منها بحق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة، وفي تقرير مصيره، وفي أن تكون له دولته المستقلة على أرضه، وعاصمتها القدس الشرقية.

وعندما تلوك ألسنة السوء الاتهامات، أو تشوّه الحقائق، إنما هي تفعل ذلك للتغطية على تقصيرها، وفشلها في دعم الشعب الفلسطيني، وقضيته، فتلك الألسنة لا تتقن إلا الأقوال، وتجارة المواقف، واللعب على العواطف، أما العمل الجدّي لحماية هذا الشعب مما يتعرض له الآن، من تدمير وقتل ومجازر يومية، ومحاولات تهجير، على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية الباطشة، فهو يمارس واقعاً ملموساً في دولة الإمارات على صعيد العمل الدبلوماسي في الأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن، حيث المعركة السياسية هناك، فيما تحركات الإمارات واتصالاتها على أعلى المستويات لم تنقطع ساعة، منذ بدء الأحداث، بينما يواصل شعب الإمارات دعمه الإنساني، وعمله التطوعي ضمن حملات منظمة لتوفير كل ما يحتاج إليه الإخوة الفلسطينيون.

قلنا، إن الإمارات لا تحتاج إلى شهادة من أحد، ولا تنتظرها، لأنها تعرف ماذا تريد وتفعل، وهي إنما تقوم بواجب قومي وإنساني بالدرجة الأولى، انطلاقاً من القيم التي تؤمن بها في الوقوف إلى جانب المظلوم، والسعي لتحقيق العدالة والسلام على أرض فلسطين، وعلى كل أرض فيها جور، وغبن، وظلم.

ولأن هذه هي الإمارات، فإن ألسنة السوء لن تهزّ فيها شعرة، ولا محاولات التشويه تثنيها عن دورها، ولا الاتهامات الباطلة يمكن أن تطال منها، فهي مثل الشجرة الثابتة في الأرض التي لا تقوى عليها الأعاصير، فكيف بالأراجيف والترّهات التي هي كالزبد، مصداقاً لقوله الله تعالى «وأما الزبد فيذهب جُفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال».

عندما تقطر بعض الألسنة سماً زعافاً إنما هي تكشف عن حقيقتها، ودورها السلبي على هامش الحياة والتاريخ، أما الإمارات فهي كالصقر فوق القمة الشمّاء، لا تهمها السهام التي تأتيها من ضعفاء لا دور لهم في أي حساب.

نقول لهؤلاء كفى، ونقول لكل العالم، إن الإمارات لن تتراجع عمّا تؤمن به، وتعمل من أجله في فلسطين، ولمصلحة شعب فلسطين، وقضيته العادلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8eevcnnm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"