عادي

مترجمون: الشارقة تحلق بالأدب العربي في العالم

19:41 مساء
قراءة 3 دقائق
المشاركون في الجلسة

الشارقة: «الخليج»

خلال جلسة ثرية حول الترجمة، وتجربة جائزة الشارقة للترجمة «ترجمان» استعرض مجموعة من الأكاديميين والمترجمين ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب أهمية الجائزة في دعم جهود الترجمة عالمياً، ودورها في تسليط الضوء على النتاج الإبداعي والمعرفي العربي، وإظهار حجم مساهمته في الثقافة الإنسانية.

واستهل المترجم الألماني لوسيان ليتيس الجلسة بالتعبير عن سعادته بفوز الدار السويسرية للنشر التي يعمل مديراً لها بجائزة الشارقة للترجمة (ترجمان)، قائلاً: «أكثر من 45 عاماً في عملي بالترجمة، وفوزنا بترجمان، الجائزة العربية الأكبر في العالم في مجال الترجمة، بمنزلة كلمة شكر صادقة وخالصة لي، شكراً جزيلاً للشارقة».

وقال: «لابد من اتخاذ خطوات جادة الآن، وليس غداً، كوضع خطط دولية جادة، وإجراء اجتماعات أممية لبحث مسائل الترجمة، وضرورة تمويل مشاريع الترجمة بسخاء؛ لأن الترجمة شيء أساسي، ولابدّ أن تُدعم».

بدوره قال صبحي البستاني، أستاذ الأدب العربي الحديث في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس: «دائماً ما أتحدثُ عن تمويل الاتحاد الأوروبي لمشاريع الترجمة، وجمعية ليلى لترجمة الأدب العربي للغات الأوروبية، لكن أود أن أشير هنا، إلى أن جائزة ترجمان، ودعم الشارقة لترجمة الأدب العربي لكل لغات العالم فاق الجميع».

في إجابتها عن سؤال: (لماذا نترجم؟)، قالت المترجمة الإيطالية إيزابيلّا كاميرا دافيليتو: «في ثمانينيات القرن الماضي حين بدأت دراسة الأدب العربي، وجدتُ تجاهلاً كبيراً في إيطاليا لما يبدعه العرب، وشعرت أن الغرب قد شيّد جداراً بينه وبين إبداعات العرب، فقررت يومها أن أحطم هذا الجدار بالترجمة؛ إذ وجدت أنه لابد أن أعرف ويعرف بنو بلدي ما الذي يحدث على الجهة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، وأول رواية ترجمتها كانت (رجال في الشمس) لغسان كنفاني، وكانت الرواية العربية الأولى الحديثة المترجمة للإيطالية وقتها».

وعن سبب ترجمتها لهذه الرواية أضافت كاميرا: «لأسباب جمالية تعود لأسلوب كنفاني المدهش، ولأسباب واقعية؛ فقد أردت أن يعرف الإيطاليون أن ثمة بلداً جميلاً اسمه فلسطين، يعاني، ويحتاج إلى حلول».

وأفرد المترجم الإسباني لويس ميخيل كانيادا مساحةً لا بأس بها للإجابة عن سؤال (لماذا الترجمة؟)، فمن وجهة نظره أن الترجمة هي ترياق الخلود للنصوص الأدبية، بقوله: «الكتاب غير المترجم، محكومٌ عليه بالصمت، وكأنه نصٌ نهائي»، أما عن معايير اختيار العمل الذي سيترجم فيقول كانيادا: «في أوقاتٍ كثيرة يعود الاختيار للمترجم، وفي أحيان أخرى تختار دار النشر الأعمال وتعرضها على المترجم، لكن في الأخير الناشر هو الذي يقرر ما الذي سيترجم.

وتحدث المترجم الألماني الكبير هارتموت فندريش الذي عرّف الألمان والسويسريين وغيرهم من شعوب أوروبا بالأدب العربي عبر عشرات الروايات العربية التي ترجمها للألمانية، حول دور الترجمة في نقل مختلف المشاعر الإنسانية، والأفكار الشخصية للأفراد الموجودين داخل الأعمال الأدبية، قائلاً: «لا بد أن يكون المترجم على معرفة تامة باللغة التي يترجم منها، فثمة تعبيرات حين تترجم لا تستقيم منطقياً في اللغة المترجم إليها، كقول العرب أطعمت الدجاج على السطح، في أوروبا الأسطح مدببة، ومختلفة تماماً، ولا نربي فوقها أي دجاج، لذلك عانيت كثيراً وأنا أترجم روايات إبراهيم الكوني، في وصف خيام الطوارق، وتفاصيل الصحراء، والطعام، والملابس، والمظاهر المعمارية للأمكنة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3raajj9v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"