وبدأ الدمج

01:56 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إبراهيم

هل تعلم أن الميدان التربوي يتأهب لأولى خطوات الدمج الحقيقي بين الإنسان والآلة في قطاع التعليم، من خلال منصة المعلّم الافتراضي التي تعكف عليها وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع إحدى الشركات المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليبدأ العمل بها في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل؟.

المنصة تعدّ خطوة جادة للدمج الذي كان لابد منه، أمام التطورات المتسارعة في تكنولوجيا التعليم، وسواء أيّدت الكوادر في مجتمع التعليم أو لم تؤيد، فالأمر أصبح واقعاً ينبغي التعايش معه والاستفادة من معطياته؛ لمواكبة المستجدات واستكمال مسيرة بناء الأجيال وفق متغيرات كل مرحلة.

المعلم الافتراضي يمثل تحولاً مهماً في التعليم الإماراتي؛ حيث يوفر فرصاً جديدة للتعلم والتعليم داخل وخارج قاعات الدرس، لكن لتحقيق جودة عالية في المخرجات والتعايش مع الوافد الجديد، يحتاج المعلمون في مجتمع التعليم إلى التحضير والتطوير.

يجب أن يكون لدى المعلمين فهم واضح لتكنولوجيا التعليم الافتراضي، بما في ذلك منصات التعلم والأدوات التفاعلية، وهذا أمر ليس بالجديد، ويبقى التدريب على استخدام هذه التقنيات وتطبيقها بفاعلية في العملية التعليمية، الرهان الرابح في عملية الدمج وتحقيق الأهداف المنشودة.

المهارات لم تكن مطلباً ملحاً للطلبة فحسب، ولكن مع التحول والدمج صارت إلزامية على المعلمين أيضاً، ويتطلب هنا الأمر التنوع في وسائل الاتصال، مع الحرص على تطوير قدراتهم في تصميم وتنفيذ تجارب تعليمية مبتكرة ومشوّقة، واستخدام الوسائط المتعددة.

وعلى الرغم من كل الحلول التي تعالج التحديات وتذلل المعوقات، فإن عملية التقييم ومتابعة الطلبة تظل المشكلة التي تبحث عن حل، ولا يوجد خيار إلا تفعيل أدوات التقييم الذاتي وتحليل البيانات، لتحديد نقاط القوة والضعف لكل طالب، وتقديم التوجيه والدعم اللازمين.

ما زال لدينا في الميدان التربوي، شريحة من المعلمين غير قادرة على التكيف مع التكنولوجيا ومنصات التعلم الافتراضي، على الرغم من انخراطهم في التجربة أيام «كوفيد- 19»، إلا أنهم تعاملوا معها على أنها «وقتية» وسريعاً ما تزول، وهنا نحن بحاجة إلى تعزيز الثقافة الجديدة في عملية التعليم والتعلم وفق الدمج والمستجدات والمتغيرات.

أحد أهم التحديات التي قد تواجه المعلمين معالجة المهارات الأساسية لدى المتعلمين مثل القراءة والكتابة؛ إذ إنه من الصعب إنشاء بيئة تفاعلية ومشاركة بين الطلاب افتراضياً كما هو الحال في قاعة الدرس، ولا نعلم إذا كانت الاستطلاعات والمناقشات الافتراضية كافية لمعالجة هذه الجوانب من عدمه؟.

المعلمون في مهمة رسمية جديدة لحشد طاقاتهم وقدراتهم للتعايش مع المعلم الافتراضي في صيغة جديدة لتعليم الإمارات، ونعلم أن التحديات تتبدد بالتدريب والتطوير المستمر، والتعاون والدعم المتاح من القائمين على التعليم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycxzs7ay

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"