عادي
عنوان وطن وشعب وراية ترفرف لنشر التسامح والسلام

يوم العَلم.. تجديد عهد أمانة الانتماء وقوة التلاحم

01:51 صباحا
قراءة 8 دقائق
يوم العلم

إعداد: راشد النعيمي

تحتفل الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً، مواطنين ومقيمين، بمناسبة وطنية غالية على القلوب والمُهج، وهي «يوم العَلم»، الذي يوافق الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث يشهد هذا اليوم رفع العلم على المباني والمرافق والمؤسسات، وتتجلى فيه مظاهر الاعتزاز المجتمعية والمؤسسية، في التعبير عن الولاء وتجديد العهد الصادق على أمانة الانتماء للدولة، والقيادة الرشيدة، وقوة التلاحم الوطني، والتمسك بالقيم والمبادئ المتوارثة من الآباء المؤسسين.

يروي علم الإمارات قصة ولاء وانتماء لدولة الاتحاد، ورمزاً للهوية الوطنية، حيث تجسد مناسبة «يوم العلم» مشاعر الوحدة بين أبناء الوطن والمقيمين، وترسخ صورة الدولة كمنارة للتعايش والتسامح في المنطقة، حيث يشارك الرجال والنساء والشباب والأطفال، من كل الجنسيات في هذا اليوم الأغر، بالتعبير عن حبهّم للدولة بأشكال مختلفة.

أما خارج حدود الوطن، فيرفرف علم الإمارات في دول عدة، بجميع أنحاء العالم، نتيجة الانفتاح على العالم والحضارات المختلفة الذي يعتبر من السمات الأصيلة في سياسة الدولة الخارجية، ودورها المحوري في نشر مبادئ التسامح والتعايش والسلام على الصعيد العالمي.

راية الوطن

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «الإخوة والأخوات.. كما تعوّدنا في كل عام نحتفي بيوم العلم في الثالث من نوفمبر.. نحتفي براية الوطن.. راية فخرنا وعزنا واتحادنا المجيد.. ندعو كافة الوزارات والمؤسسات في الدولة لرفع العلم الإماراتي في الثالث من نوفمبر الساعة العاشرة صباحاً في وقت واحد وبمشاعر متحدة.. ندعو كافة أبناء الوطن للمشاركة في هذه المناسبة.. مناسبة نعبّر فيها عن عزمنا المتجدد وإرادتنا الراسخة بالعمل على بقاء هذه الراية خفاقة عالية معبّرة عن إنجازاتنا واتحادنا وعزة بلادنا».

وقد اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، مبادرة «يوم العّلم» يوم 12/11/ 2012 كمناسبة وطنية سنوية، يحتفل فيها شعب الإمارات تزامناً مع الاحتفال بيوم تولّي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، مقاليد الحكم في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، لتعكس المبادرة ثقافة احترام العَلم، وبيان قدسّيته، بصفته رمزاً لسيادة الدولة ووحدتها.

وتجسد هذه المناسبة التكاتف المجتمعي والتلاحم الوطني بين أبناء الإمارات، ومشاعر التسامح والسلام والإخاء بينهم، وبين الإنسانية جمعاء، ويتم رفع العلم على المباني والمرافق والمؤسسات، تعبيراً عن الانتماء والولاء للوطن وقيادته الرشيدة، والتمسك بقيم الاتحاد التي أورثنا إياها الآباء المؤسسون، كما تهدف الاحتفالية الوطنية لتعزيز الشعور بالانتماء، وترسيخ المكانة الرائدة والصورة المشرفة للإمارات، إضافة لتقديم نموذج خلاق على مظاهر التلاحم بين أبناء الوطن.

العز والفخر

علَم الإمارات هو رمز الهوية الوطنية الأول، ورمز العزة والفخر، يرفعه الإماراتيون المخلصون لوطنهم، والمقيمون المحبون لهذه الأرض الطيبة وهذا الوطن المعطاء، ترجمة لمشاعر الوفاء والفداء.

وفي هذه الاحتفالية الوطنية الكبرى، يرفرف العلم الإماراتي في كل مكان، مرفوعاً فوق المباني الرسمية الحكومية، وأمام الفنادق، وفوق أبراج المراقبة في المطارات والموانئ البرية والبحرية، وفوق الأندية والمؤسسات والمنازل، كما يرفع فوق سفارات الدول تعبيراً عن عزة الدولة.

كما يرفع العلم الوطني فوق صواري المؤسسات التعليمية، كي يتعلم الأبناء معنى الولاء، ويعرفوا أهمية ورمزية هذا العلم في حياتهم، كما يُرفع ليشعر الناس بالأمان والطمأنينة في ظل دولة واحدة تستظل بعلم واحد، ولأن رفعه عالياً يوضح معنى السيادة والاستقلالية التي يتمتع بها الوطن فوق أرضه، وبحماية سواعد أبنائه، فالعلم تعريف بالإنسان والأرض التي ينتمي إليها.

ويمثل العلم الإماراتي شعاراً للدولة فوق كل ما هو مصنوع فيها، وما ينتمي إليها، وما يعبّر عنها، لكونه جواز سفر الدولة وشعارها، وبوجوده فوق الوثائق الرسمية والمواقع الإلكترونية وعلى المطبوعات والبرامج ووسائل الإعلام، إثبات للفخر والاعتزاز.

قصة البدايات

في 2 ديسمبر/ كانون الأول 1971، قام المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بعد انتخابه رئيساً للدولة، برفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى على سارية العلم الموجودة في قصر الجميرة في دبي، حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية بهذه المناسبة.

واستقبل العالم العربي والمجتمع الدولي، دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة ذات سيادة، وجزءاً عزيز من الوطن العربي الكبير، تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وأمنها واستقرارها، وتدفع كل عدوان عن كيانها، لتحمي حقوق وحريات شعبها، دولة عربية مسلمة تنصر القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وتمدّ يد الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس مبادئ وميثاق الجامعة العربية، وميثاق الأمم المتحدة، والأخلاق والأعراف الدولية.

وكان قصر الجميرة بدبي، في 2 ديسمبر 1971 على موعد مع اجتماع تاريخي لأصحاب السمو حكام الإمارات، تم فيه انتخاب رئيس الاتحاد، ونائبه، وإقرار علم دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تم إقرار البيان الخاص بإعلان قيام الدولة.

وقبل إعلان الاتحاد بشهرين، أطلق الديوان الأميري في أبوظبي، عبر صحيفة الاتحاد، مسابقة لتصميم علم الدولة، ليتم الكشف عنه في هذا اليوم، وقد تم تقديم نحو 1030 تصميماً، من بينها ستة تصاميم قدمها عبدالله محمد المعينة، وهو صاحب التصميم الفائز للعلم الذي يرفعه أبناء الدولة منذ ذلك التاريخ، يرفرف عالياً في سماء الوطن، وفي جميع المحافل، المحلية والإقليمية والدولية.

وترجع قصة تصميم العلم، كما يقول مصممه، إلى المصادفة البحتة، عندما قرأ إعلاناً عن طرح مسابقة لتصميم علم خاص باتحاد دولة الإمارات، حيث تقدم للمسابقة وتم اختيار 6 تصاميم كترشيح أولي، ووقع الاختيار نهائياً على الشكل الحالي للعلم.

واستلهم مصمم العلم ألوانه من بيت الشعر الشهير للشاعر صفي الدين الحلي الذي يقول فيه: «بيض صنائعنا خضر مرابعنا.. سود وقائعنا حمر مواضينا»، حيث يتضمن علم الإمارات العربية المتحدة، الألوان الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، التي ترمز للوحدة العربية.

ونص القانون الاتحادي رقم (2) لسنة 1971، بشأن علم الاتحاد، على أن يكون على شكل مستطيل، طوله ضعف عرضه، ومقسماً إلى 4 أقسام مستطيلة: القسم الأول: لونه أحمر يشكل طرف العلم القريب من السارية طوله بعرض العلم وعرضه مساوٍ لربع طول العلم، وتكمل الأقسام الثلاثة الأخرى باقي العلم وهي متساوية ومتوازية، حيث القسم العلوي لونه أخضر، والأوسط لونه أبيض، والسفلي لونه أسود.

وتمثل ألوان العلم المبادئ التي قامت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، وكل ما كان حكامها يأملونه لدولتهم الناشئة، من القوة والعزة والمنعة، ونشر السلام والخير والازدهار والنماء والرخاء لمواطني الدولة والمقيمين على أراضيها. كما تمثل مبادئ نشر الخير والبذل والعطاء التي يتميز بها أبناء الدولة، إضافة لتجسيد تضحيات الآباء والأجداد، والتضحيات التي ستقدمها الأجيال القادمة في سبيل حماية مكتسبات الوطن وإنجازاته.

ويرمز اللون الأخضر إلى النماء والازدهار والتطور والرخاء واستدامة التنمية والنهضة، أما اللون الأبيض فيرمز للخير والبذل والعطاء والسلام، بينما يرمز اللون الأسود إلى قوة أبناء الإمارات وشدّتهم، واللون الأحمر يرمز لتضحيات أبناء الوطن لحماية المنجزات والمكتسبات، ويستحضر إرث البطولة والشهادة التي سطّرها جنود الإمارات البواسل بدمائهم.

أرقام قياسية

خلال السنوات الماضية سجّل علم الدولة اسمه في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية العالمية، محطماً أرقاماً عالمية سابقة، وفي عام 2013، دخل الموسوعة بوصفه أكبر لوحة فسيفسائية على مستوى العالم مكونة من قطع الرخام؛ حيث تم تنفيذ اللوحة تحت سطح البحر بمساحة 168 متراً مربعاً، وبزمن قياسي بلغ 4 ساعات فقط، بالتعاون بين عدة جهات، في دبي.

وفي عام 2014، دخل العلم موسوعة «غينيس» بتشكيل أكبر علم للدولة بأقلام الرصاص، في فعالية نفذتها القيادة العامة للدفاع المدني في ساحة قصر الإمارات بأبوظبي، ضمن احتفالات الإمارات باليوم الوطني ال43، واستخدم المشاركون في الفعالية من طلبة المدارس مليون قلم، بواقع 250 ألف قلم لكل لون من ألوان العلم، وعلى مساحة بلغت 1000 متر مربع.

كما شهد العام ذاته، تسجيل العلم الإماراتي في موسوعة الأرقام القياسية، بعد أن شكلت 156 حافلة للعلم ضمن مشاركتها في احتفالات اليوم الوطني ال43، في ساحة الشهامة ضمن فعالية نظمتها دائرة النقل في أبوظبي، كما تم تسجيل رقم قياسي من خلال أكبر علم مُشكّل من كرات القدم، باستخدام 6 آلاف كرة تلونت بألوان العلم الأربعة.

وفي عام 2016، نالت الإمارات شهادة من موسوعة «غينيس»، بعد تحطيم رقم قياسي سابق لأكبر علم دولة مُشكّل من تجمع بشري؛ حيث بلغ عدد الأشخاص المشكلين للعلم 3929 شخصاً، ارتدوا فيه خوذة السلامة في فعالية ضخمة بملعب نادي بني ياس الرياضي، في أبوظبي.

وفي عام 2017، دخل علم الإمارات المرفوع في جزيرة العلم بالشارقة موسوعة «غينيس»، باعتباره أكبر علم دولة رُفع على سارية في العالم، حيث بلغ طوله 70 متراً، وعرضه 35 متراً، وفي العام ذاته، حطمت شرطة دبي الرقم القياسي المسجل في موسوعة «غينيس» بتشكيل علم الإمارات بأكبر عدد من السيارات، بمشاركة 143 سيارة.

وفي عام 2018، نجحت «سكاي دايف دبي» في تصميم علم الإمارات بمقاييس تُعد الأضخم في العالم؛ حيث وصل عرض العلم إلى 50.76 متر، والطول 96.25 متر، والمساحة الإجمالية 4885.65 متر مربع، ووصل عدد الأشخاص المشاركين في حمله 5 آلاف شخص، من 58 جنسية حول العالم.

أما القيادة العامة لشرطة دبي، فحققت في عام 2019 إنجازاً بدخول علم الإمارات موسوعة «غينيس»، في رقمين قياسيين، هما أطول علم في العالم، وأكثر عدد من الأشخاص يحملون علماً، وفي عام 2020 سجلت القرية العالمية بدبي رقماً قياسياً في الموسوعة بتجميع أكثر من 1000 علم من أعلام الإمارات لتحقيق الرقم القياسي لأكبر رقم مجمّع باستخدام الأعلام في العالم.

أعلام متنوعة

تختلف أنواع علم الدولة ومقاساتها، حسب النوع، كما جاء بالمرسوم الخاص به في القانون الاتحادي رقم 2 لسنة 1971، كما يلي:

(علم المباني).. يوضع إما فوق المباني الحكومية، ويكون مقاسه (3 × 1.5) متر، أو على سارية طولها بين 8 و10 أمتار، أو تنصب أمامها.

(علم السيارة).. يركّب في مقدمة السيارة على يمين السائق، ويكون مقاسه (35 × 25) سنتيمتراً على سارية طولها 50 سنتيمتراً.

(علم الطائرة).. يوضع على يمين قائد الطائرة، ويركّب عند هبوطها على أرض المطار، ويكون مقاسه (60 ×30) سنتيمتراً على سارية طولها متر واحد.

(علم السفينة).. يرفع على الجزء الخلفي على سارية مائلة للسفينة أثناء وجودها في المياه الإقليمية، وعندما تكون السفينة في البحر، ويجوز رفعه على عمود في وسط السفينة، ويكون مقاسه (1 × 2 ) متر على سارية طولها 2.5 متر.

(علم القاعات).. يوضع داخل القاعات أثناء المؤتمرات الدولية، أو الاجتماعات الدورية للمنظمات الدولية، ومقاسه (1 × 2 ) متر على سارية طولها من 4 إلى 6 أمتار.

(علم المكتب).. يوضع خلف المكتب إلى ناحية اليمين، ويكون مقاسه (1 × 2 ) متر، مرفوعاً على سارية طولها 2.5 متر.

(علم طاولة الاجتماعات).. علم صغير الحجم، يوضع على الطاولة أمام رئيس الوفد، ويكون مقاسه (25 × 16) سنتيمتراً على سارية طولها 30 سنتيمتراً.

(أعلام الزينة والمراسم والطوابير).. توضع على أعمدة الإنارة، أو محاذاة الطريق، والأعلام الصغيرة التي يتم حملها عند استقبال ضيوف الدولة، أو في المناسبات الوطنية، وتكون مقاس العلم (120 × 95) سنتيمتراً، مرفوعاً على سارية طولها 2.20 متر، في حين أن أعلام الزينة ليس لها مقاسات محددة، ولكن لا بدّ من مراعاة الأبعاد الخاصة بها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/58h3ccnf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"