نهاية كليجدار أوغلو

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

وضعت الانتخابات الرئاسية التركية التي جرت في الثامن من مايو/أيار الماضي والتي فاز فيها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، بداية النهاية لزعيم «حزب الشعب» المعارض كليجدار أوغلو، الذي حمّله معارضوه مسؤولية الفشل في مواجهة أردوغان، ولأنه رفض الاستقالة من رئاسة الحزب فقد دفع الثمن يوم أمس الأول في انتخابات المؤتمر السنوي للحزب الذي عقد في أنقرة، حيث أطاح به أوزغور أوزال في الجولة الانتخابية الثانية بحصوله على 812 صوتاً مقابل 536 لأوغلو، وبذلك انتهت الحقبة التي تولى فيها رئاسة الحزب منذ عام 2011 التي كانت مملوءة بالهزائم الانتخابية في الاستحقاقات الرئاسية والبرلمانية والمحلية.

يذكر أن «حزب الشعب» هو من أقدم الأحزاب التركية، وقد احتفل في التاسع من سبتمبر/أيلول الماضي بمئوية تأسيسه، وظـــل يحكم البلاد كحزب أوحد طوال 27 عاماً بعد تأسيس الجمهورية التركية، ولكنه لــــــم يتمكن من الوصول إلى السلطة بعد ذلك أبداً منذ العام 1950، عندما خسر لصالح الحـــــزب الديمقراطي الذي شكل الحكومة برئاسة عدنان مندريس، فيما تولى جلال بايار رئاسة الجمهورية.

يري بعض المتابعين لمسيرة «حزب الشعب»، أن سبب فشله المتواصل يعود إلى صراعات داخل الحزب بين أجنحته من جهة، وانحراف أيديولوجيته وفقدانه هويته، وابتعاده عن مبادئ مؤسسه مصطفى كمال أتاتورك من جهة أخرى.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي في قواعد الحزب التي شارك فيها أكثر من 100 ألف عضو أظهرت أن الحزب يجب أن يشهد تغييراً جيلياً في إدارته، وأن يصاحب ذلك رؤية جديدة يتم بلورتها وفقاً لاحتياجات المجتمع، والفهم الشامل للديمقراطية والعلمانية، وأن يتم تعزيز الروابط مع القاعدة الشعبية عبر تحسين الخدمات الموجهة لها وتطوير طرق التواصل، وإقامة بنية تحتضن التغيير والابتكار، وتجذب اهتمام الشباب وتمكّنهم، في إطار الالتزام بمبادئ أتاتورك.

وعلى ضوء ما سبق، وبعد أن انتخب «حزب الشعب» رئيساً جديداً، فإنه يقف أمام مفترق طرق، وعليه أن يحدّد مساره، ويخرج من حالة الترهل التي يعيشها من خلال اتباع سياسات داخلية جديدة، وإجراء مراجعة عميقة لسياسات الحزب، واختيار تحالفات تعطيه ولا تأخذ منه، خصوصاً أن بعض أحزاب تحالف «الطاولة السداسية» التي خاض الانتخابات الأخيرة من ضمنها لم توفر له القاعدة التي تمكّنه من الفوز فيها، حتى أن بعض أحزاب هذه الطاولة قرر خوض الانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس/آذار المقبل منفرداً، مثل «الحزب الجيد» و«حزب الشعوب الديمقراطي» الكردي الحليف غير المعلن لـ«حزب الشعب».

الانتخابات المحلية المقبلة تشكل اختباراً مهماً لقيادة «حزب الشعب» الجديدة وقدرتها على الخروج من القمقم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ysrcn2xj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"