عادي

عقارات الإمارات.. خطوات نحو الاستدامة مع اقتراب «كوب 28»

14:43 مساء
قراءة 4 دقائق
عقارات الإمارات.. خطوات نحو الاستدامة مع اقتراب «كوب 28»
عقارات الإمارات.. خطوات نحو الاستدامة مع اقتراب «كوب 28»
دبي: «الخليج»

قبل عقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في دبي (كوب 28)، شهدت أسواق العقارات في الإمارات العربية المتحدة خطوات كبيرة نحو إيلاء الأولوية لمسائل الاستدامة والمشاركة في التزاماتهما الوطنية تجاه المبادئ البيئية والاجتماعية والإدارية.
تم دعم هذا بواسطة مبادرات حكومية، وتفضيل الشركات لاحتياجاتها في مجال الاستدامة، وفقاً لأحدث تقرير من شركة الاستشارات العالمية نايت فرانك - الضرورة البيئية والاجتماعية والإدارية - النسخة المخصصة لمؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ في دبي (كوب 28).

باستمرار النجاح والتطور السريع في دبي، من المتوقع أن تشهد الإمارة زيادة كبيرة في عدد سكانها، وهذا يتوافق مع أجندة دبي الاقتصادية (دي 33). حيث تطمح المدينة إلى مضاعفة تجارتها الخارجية وأن تصبح رابع أبرز مركز مالي في العالم بحلول عام 2033، لتتبوأ مكانة بارزة خلف نيويورك ولندن وسنغافورة. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يصل عدد سكان دبي إلى ما يقرب من ستة ملايين نسمة، وفقاً لخطة الحكومة الحضرية لعام 2040 التي تستهدف الوصول إلى 7.8 مليون نسمة بحلول عام 2040.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف السكانية، ستحتاج دبي إلى مضاعفة مخزونها الحالي من الإسكان، الذي يضم حالياً نحو 600 ألف منزل. جدير بالذكر أن الطلب على الفلل في دبي أدى إلى ارتفاع أسعار العقارات الفاخرة بنسبة 16% خلال الـ12 شهراً الماضية، ما يعكس جاذبية المدينة للأثرياء في جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من التوسع السريع الذي تشهده دبي، فإن هناك التزاماً واضحاً بالاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في إطار الحالة العالمية للطوارئ المناخية المستمرة، بينما لا تزال المعايير البيئية والاجتماعية والإدارية تُعتبر مفهوماً نسبياً في الشرق الأوسط بالنسبة للكثيرين، إلا أننا نلاحظ أنها تتجلى في سوق العقارات بطرق متعددة. على سبيل المثال، يشعر مشترو العقارات في هذه المنطقة بالقلق إزاء إمكانية الوصول إلى المساحات الخضراء ومستويات تلوث الهواء أكثر من نظرائهم على الصعيدين العالمي والإقليمي.

  • أفضل مثال

وبحسب نايت فرانك، فإن أفضل مثال للتوجه المستدام للإمارة هو التحول الذي شهدته مدينة إكسبو دبي، حيث سيتم إعادة تصميم الموقع المضيف السابق لمعرض إكسبو 2020 العالمي ليصبح مدينة ذكية مستدامة تدور حول الإنسان، وتهدف إلى إعادة استخدام ما لا يقل عن 80% من البنية التحتية التي تم وضعها لمعرض إكسبو 2020 وتتميز بمبانٍ حاصلة على شهادة ليد الذهبية والبلاتينية.

وتابع دوراني: «تحتضن دبي 563 مبنى مصنفاً صديقاً للبيئة، ما يجعلها المدينة الوحيدة في المنطقة التي تصنف ضمن أفضل 25 مدينة في العالم من حيث أكبر عدد من المباني المعتمدة بيئياً؛ ومع ذلك، يتم تصنيف الجزء الأكبر منها بالأنظمة الخضراء المحلية. ويشكل هذا تحدياً للمؤسسات الدولية التي تبحث عن الأصول المصنفة بأوراق اعتماد بيئية واجتماعية وإدارية معترف بها عالمياً. وفي حين يحرص بعض الشاغلين على الوجود في مبنى «أخضر»، بغض النظر عن شارة المعايير البيئية والاجتماعية والإدارية فإن بعض الشركات المتعددة الجنسيات لن تقبل بأي شيء أقل من شهادة لييد».

يسلّط «نايت فرانك» الضوء أيضاً على التحديات التي تواجه المخزون المكتبي القديم في المدينة، الذي قد يحتاج إلى تجديد شامل. وقد يتعرض بعضه لمخاطر مستقبلية، مثل زيادة فترات الفراغ، وتراجع عوائد الإيجار، والتقادم المتوقع، أو تغيير الاستخدام.

  • تقييم الخيارات

الحقيقة هي أن المطورين وأصحاب العقارات بحاجة إلى تقييم خياراتهم بعناية عند التفكير في التجديد مقابل الهدم وإعادة البناء. قد تكون بعض المباني غير مناسبة للتجديد المطلوب، في حين أن تكلفة تجديد المباني الأخرى قد تكون مرتفعة. إن مفتاح النجاح هو وضع شاغلي المساحات في قلب قرارات التصميم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمباني المكاتب، حيث تتفوق تجربة المستخدم على جميع العوامل الأخرى عند تحديد المستقبل، سواء كان ذلك في مبانٍ قائمة أو جديدة.

وفي هذا السياق، أفادت نايت فرانك أن 51% من المكاتب في منطقة مركز دبي المالي العالمي -مركز المكاتب الأول في الإمارة- قد تم الانتهاء من تشييدها قبل عام 2010. وفي الوقت نفسه، يبلغ متوسط عمر المباني المكتبية في كل من مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإعلام نحو 16 عاماً.

وفي دبي، تعمل الحكومة بنشاط على سن التشريعات من أجل مستقبل أكثر اخضراراً من خلال سياسات ومبادرات مختلفة. ومن الجدير بالذكر أن أكبر محطة للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم قيد التشغيل حالياً، حيث توفر 15% من احتياجات الطاقة في الإمارة، وهناك هدف لتحقيق 75% من توليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2050. إضافة إلى ذلك، حددت الحكومة هدفاً لبناء 35% من جميع المباني باستخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030. وقد أدت هذه الالتزامات الخضراء أيضاً إلى إعلان مهم بتخصيص 60% من مساحة أراضي الإمارة للمحميات الطبيعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3uw6k4y4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"