عادي

ظلم المرأة.. تضليل يشجع التمرد

22:33 مساء
قراءة 3 دقائق
ظلم المرأة.. تضليل يشجع التمرد

القاهرة: بسيوني الحلواني

لا يتوقف الجدال حول قضية المساواة بين الرجل والمرأة في العديد من البلاد العربية، رغم تأكيد علماء الشريعة أنَّ الإسلام كفل حقوقها بنصوص قرآنية، محذرين من شعارات التضليل التحريضية للمرأة، لكن يبقى السؤال المهم: هل الإسلام يقبل بالمساواة المطلقة بين الجنسين؟

يؤكد د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن كل حقوق المرأة مكفولة بنصوص قرآنية خالدة، وتوجيهات ووصايا نبوية كريمة، وما ينقصها في المجتمعات الإسلامية عموماً، والعربية على وجه الخصوص، هو تمتعها بتلك الحقوق، وأنه لو حظيت المرأة في بلادنا العربية بحقوقها الشرعية لأصبحت أسعد نساء العالم.

الصورة
2

ويقول: «لذلك نحذر من تضليل المرأة العربية تحت ستار شعارات حقوقية خادعة، وأؤكد للجميع أن الشريعة الإسلامية كفلت للمرأة كل حقوقها، ونظمت علاقتها بزوجها وأسرتها والمجتمع كله على أفضل ما يكون التنظيم، بحيث تؤدي دورها وتحقق رسالتها، وتكون أداة استقرار وطمأنينة في المجتمع».

ويرى شيخ الأزهر أن شغل المرأة العربية بمثل هذه الأفكار الغريبة التي تتسلل إلى مجتمعاتنا لا تخدم المرأة، ولا تهدف إلى تحسين واقعها، ولا لرفع الظلم عنها، بل تقود هذه الأفكار الغريبة المرأة إلى التمرد على تعاليم دينها، وعلى واقعها الاجتماعي، وعلى العادات والتقاليد التي تحمي المرأة المسلمة وتصون كرامتها.

ويوضح أن الشرع لم يجعل للرجل قيادة الأسرة منفرداً، بل بمشاركة الزوجة وأخذ رأيها ومشورتها، ولكن الرأي الأخير للرجل، وهذه هي القوامة، فالأسرة تقوم على تكامل الأدوار، وإذا كان الله قد منح الرجل القدرة على العمل وتحمل المشاق والسعي الدؤوب من أجل الوفاء بالتزاماته تجاه أسرته، فقد منح المرأة، في المقابل، بقدر كبير من العاطفة من أجل تربية الأبناء، وإدارة شؤون البيت، وهي أعمال لا يُحسن الرجل القيام بها، في حين أن الرجل هو الأقدر على تحمل متاعب العمل والإنفاق على أسرته، وحمايتها من المخاطر.

خداع

يحذر د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، من خداع المرأة العربية بشعارات جوفاء، وصرفها عن واجباتها الأسرية والاجتماعية، ويقول: للأسف أصوات كثير من الناشطين والناشطات في مجال حقوق المرأة في عالمنا العربي تحمل خداعاً كبيراً لنسائنا، حيث تلصق كل النقائص بالشريعة الإسلامية، وتُرجع معاناة المرأة في بلادنا العربية إلى التشريعات الإسلامية، وعدم المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة مع أن العكس هو الصحيح، فشريعتنا تمثل السياج الحامي لها في كل العصور.

ويرفض د. هاشم محاولات تخويف المرأة العربية من الإسلام وتشريعاته، مؤكداً أن الحياة في ظل تعاليم وأحكام الإسلام أكرم وأرحم بنسائنا من حياة التحرر من القيم والانحلال الأخلاقي التي يحاول سماسرة التغريب الفكري والثقافي فرضها على مجتمعاتنا، وهي تستهدف المرأة في المقام الأول باعتبارها ركيزة الأسرة، وعلى أساسها يتحدد توجهها سواء كانت صالحة أو فاسدة.

ويشير د. هاشم إلى أن ادعاء البعض تمييز الإسلام للرجل على المرأة في النواحي الاقتصادية استناداً إلى أن للرجل ضعف نصيب المرأة في الميراث قول لا يؤيده عقل ولا منطق، فموقف الإسلام من قضية الميراث موقف عادل ويتسق تماماً مع مسؤوليات كل من الرجل والمرأة، فقد قررت شريعة الإسلام أن للمرأة نصف ما للرجل من الميراث في بعض الحالات وليس كل حالات الميراث، لأن الرجل أكثر مسؤولية من المرأة وأعباؤه الاقتصادية ضعف أعبائها، فالرجل هو المسؤول عن الإنفاق على الأسرة.

أدوار

تضم أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر د. فتحية الحنفي صوتها لصوت شيخ الأزهر ود. هاشم، مؤكدة أن الله سبحانه وتعالى وزع الأدوار داخل الأسرة على كل من الرجل والمرأة، وألزم كل واحد منهما بواجبات تتناسب مع طبيعته، وتتناسب مع قدراته. وتقول: لو قارنا التكاليف الشرعية المنوطة بكل منهما لوجدنا أن نظرة الإسلام دائماً بالمرأة نظرة رحيمة، فهو لم يكلفها بما يشق عليها، والمقارنة الحقيقية بين واجبات كل من الرجل والمرأة في نطاق الأسرة والمجتمع عموماً في صالحها وعلى عكس ما يتوهم البعض.

وتشير د. فتحية الحنفي إلى أن «مجتمعاتنا العربية تعاني بسبب ثقافة المتطرفين الذين يهدرون حقوق المرأة، ويحرمونها من التعليم والعمل والمشاركة الفاعلة في تنمية وتقدم مجتمعاتها العربية، ولا ينبغي أن نواجه هذا التطرف بتطرف مثله أو أخطر منه، ذلك أن المساواة المطلقة التي يطالب بها البعض هي مساواة ظالمة للمرأة، لأنها تلقي عليها مزيداً من الأعباء والضغوط النفسية والعصبية، والالتزامات التي لا تستطيع المرأة بحكم تكوينها الوفاء بها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ht4xphx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"