الوظائف الخضراء

01:21 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إبراهيم

تنوع قضايا التغير المناخي والبيئة والمساعي العالمية الدؤوبة لإيجاد مجتمعات أكثر استدامة، قابلها اهتمام متزايد بالوظائف الخضراء التي تُسهم في حماية البيئة وتحسينها، وتشمل مجموعة واسعة من المهن في قطاعات مختلفة، كالطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، وإدارة النفايات، والزراعة المستدامة.

البعض يتساءل عن أهمية هذه النوعية من الوظائف في الوقت الراهن؟ ولعل أبلغ إجابة عن هذا التساؤل تكمن في أهمية دورها في المستقبل القريب وحاجة المجتمعات الملحة لتوافرها، فضلاً عن تنوع فوائدها، التي تُسهم بفاعلية في حماية البيئة وتقليل نسبة التلوث وبالتالي حماية الموارد الطبيعية، ومساعدة الحكومات في تنفيذ خططها وتحقيق أهدافها.

تأخذنا الوظائف الخضراء إلى مهمة جديدة لبناء جيل من الكوادر الخاصة التي تدرك مؤثرات التغيرات المناخية والبيئة وأهمية التعاطي معها بمهنية واحترافية، وفق استراتيجيات ومسارات وظيفية جديدة بمهام ومسميات أكثر استحداثاً، ليصبح لدينا في المستقبل القريب مستشارو الزراعة المستدامة، ومهندسو الأنظمة الموفرة للطاقة، ومسؤولو الامتثال البيئي والحفاظ على المياه، ومحللو ومناصرو السياسات البيئية، وتجار ائتمان الكربون، فجميعها مسميات تأتي بوظائف أكثر دقة، وتفاصيل أكثر عمقاً.

إذا نظرنا إلى التوقعات العالمية لمستقبل تلك الوظائف، نجد أن المجتمعات تترقب توافر أكثر من 24 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2030، وفقاً لمنظمة العمل الدولية.

وعلى الرغم من تعرض العديد من الوظائف للتهديد بسبب الظواهر المناخية في مختلف دول العالم؛ فإن هناك فرصاً وظيفية متميزة في حال إزالة الكربون بشكل منسق وسريع واتباع السياسات الصحيحة؛ إذ يمكن خلق أكثر من 300 مليون وظيفة خضراء بحلول عام 2050.

ولكن كيف نُعدّ جيلاً جديداً قادراً على القيام بمهام تلك الوظائف الجديدة؟ وهل المهارات الخضراء متاحة بين أروقة الجامعات لإعداد هذا الجيل؟ وإلى أي مدى يدرك أبناؤنا المفاهيم الصحيحة لتلك الوظائف وأهميتها للمجتمع؟ جهود الإمارات واعدة ومشهودة في ملف المناخ وتحديات البيئة، وهذا ما جعلها تولي اهتماماً متزايداً للوظائف الخضراء، فضلاً عن إطلاق مبادرات نوعية لتعزيز وتمكين هذه الوظائف، وأبرزها مبادرتا «الاقتصاد الأخضر»، و«المدينة المستدامة».

أمام التوجه العالمي نحو الاستدامة البيئية، فمن المتوقع أن تستمر الوظائف الخضراء في النمو في السنوات القادمة، ويكفي أنها تعزز النمو الاقتصادي، لقدرتها على خلق فرص عمل جديدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالابتكار والإبداع ومتطلبات المستقبل.

نحن بحاجة إلى حشد الجهود والطاقات لبناء جيل الوظائف الخضراء، وعلى الجامعات إدراك أهمية دورها في إعداد برامج أكاديمية تناسب هذا الاتجاه، وتزويد المخرجات بالمهارات الخضراء التي تمكنهم من تلك الوظائف؛ إذ إن لدينا فرصة ذهبية للمساهمة بفاعلية في حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة بسواعد أبنائنا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4px4rvxx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"