إنسانية الإمارات

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إبراهيم

لعلّ من أعظم وأسمى الأعمال التي نقوم بها في حياتنا، تلك التي تحاكي العمل الإنساني، إذ إن قوامها الرحمة والأخلاق والقيم، فالتشريعات تكفل مكوناتها، وتصون اتجاهات تطورها وأهدافها، وتحمي مساراتها. وتكمن استدامة العمل الإنساني في القدرة على استيعاب مفاهيمه، وتضافر الجهود، وتعزيز قيم الإنسانية لنكون لبعضنا بعضاً عوناً وسنداً.

الإمارات بمبادراتها الإنسانية التي تجوب ربوع الأرض، شرقاً وغرباً، تتصدر قائمة العالم في العمل الإنساني والخيري والتطوعي، وتصفها البلدان ب«إمارات الإنسانية»، ذات الحضور المؤثر، وصاحبة المهام الصعبة، التي لم تتوانَ يوماً في القيام بواجباتها، لتلبية نداء الأوطان وقت الشدائد، وإغاثة كل من يحتاج إلى العون والمدد، ونراها تعمل بجد لتعزيز قيم العدالة والتسامح والعمل الإنساني في المجتمعات كافة.

تتبنى الإمارات العديد من المبادرات الإنسانية لتحسين حياة الناس في دول العالم، وتقديم المساعدات الطارئة للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية، أو النزاعات، والأزمات، ودائماً ما تجدد التزامها بتوفير الرعاية للفئات المحتاجة، وتحرص على دعم الجهود العالمية لمساعدة البلدان الفقيرة، لتعزيز مكانتها ودورها الرائد في التعاون الدولي.

وتعد الإمارات مركزاً للعمل الخيري والإنساني، عالمياً وعربياً وإقليمياً، حيث تستضيف العديد من المنظمات الإنسانية المؤثرة، التي تركز على تعزيز مفاهيم العمل الإنساني والتطوعي في مختلف دول العالم.

وفي دلالة واقعية جديدة، تتأهب دبي في غضون الأيام القليلة المقبلة، لاستضافة منتدى الجمعية النرويجية الدولية للعدالة والسلام الثالث لقادة العمل الإنساني، في محطة جديدة لتتويج «رواد الإنسانية» على مستوى دول الخليج، وإبراز دورهم في مختلف المجتمعات، ومناقشة المستجدات وكيفية التطوير في أداء مهام العمل الإنساني، لتؤكد مجدداً أن الواجب الإنساني مسيرة مستمرة، والعمل عليها قائم لا يتوقف.

وإذا ركزنا على جهود الإمارات، نجد أنها تسابق الزمن لتحقيق التنمية المستدامة والتطوير في المجالات كافة، ولكن لم تُعِق خططها التنموية وتطلعاتها المستقبلية مسيرتها الإنسانية، إذ أثبتت قدرتها على توظيف المعطيات والممكنات لتلبية نداء الإنسانية، في كل فج وصوب، وحتى في التعليم، لم يكن همها الأكبر بناء أجيالها فحسب، بل اعتبرت كل شباب العرب أبناءها، لتوفر للشباب في الدول النامية التعليم والتدريب، وتعمل على تمكينهم من تحقيق طموحاتهم وتطوير مجتمعاتهم.

وفق المعطيات، يجب أن يكون دور الإمارات كدولة رائدة في مجال الإنسانية، ومصدر إلهام لدول أخرى للعمل على تعزيز العدالة والتسامح، ولنعلم أن اتحاد الأمم وتوحيد الجهود يأخذنا إلى بناء عالم أكثر رحمة، وتسامحاً، وأخلاقًا، ولتكن قوانين الإنسانية أساس العمل الإنساني الفعال والمستدام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3e5826

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"